العالم - فلسطين
وتقول في مقال نشرته في «هآرتس» إنه ظاهرا، ان الحكم المفرط بالسجن الذي فرض عليها، هو نتيجة مباشرة لجرأتها على مقاومة غزو الجنود لمنزلها.
وتابعت لاسكي «لكن بعد أن تشرفت بتمثيل التميمي في جميع الإجراءات أمام المحكمة العسكرية، من الواضح لي أنه لا توجد صلة بين الصفعة التي وجهتها للجندي والعقوبة التي فرضت عليها. فالحبس لثمانية أشهر، وكذلك الاعتقال الليلي، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، والتحقيق العدواني مع الفتاة القاصر، هي مجرد محاولة فاشلة أخرى لتحطيم معنويات فتاة تعارض نظام الاحتلال، ولمنع الفلسطينيين الآخرين من التصرف كما يريد أي شخص يعيش في ظل الاحتلال».
وأوضحت المحامية أنه فور انتشار صدى الصفعة في جميع أنحاء العالم، عملت منظومة تطبيق الاحتلال على جباية الثمن من فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً بسبب مقاومتها. وتؤكد أنه لم يكن بوسع مجتمع الصهاينة احتواء «انتهاك الشرف الوطني» الكامن في المقاومة، حيث دعا أعضاء كنيست ووزراء إلى جباية ثمن باهظ وحرضوا جيش الكيان على مداهمة منزل التميمي واعتقالها في منتصف الليل.
ولهذا الغرض قامت كاميرات الجيش بتصوير الفتاة المكبلة وهي محاطة بجنود ملثمين، وهرعوا لتوزيع أشرطة الفيديو بكل فخر، كما لو كانت تصور عودة رهائن عملية عنتيبي في اوغندا قبل اربعين عاما وليس اعتقال فتاة في قرية تبعد نصف ساعة عن القدس.
كما تشير المحامية الإسرائيلية الى تواصل محاولات تحطيم معنويات التميمي حتى بعد الاعتقال. منوهة لاستخدام محققي الشرطة والمخابرات العسكرية أساليب استجواب عدوانية مشكوك في قانونيتها، مثل التهديد باعتقال أقاربها، وبعضهم من الأطفال، والسلوك المزعج لأحد المحققين تجاهها، مشددة على أنه أمام هؤلاء الرجال العنيفين الذين يسعون إلى ترويع أي شخص يجرؤ على مقاومة الاحتلال، وقفت فتاة شجاعة لم تستسلم للحظة. وتلفت الى أنه لم تستطع السلطات الإسرائيلية تجاهل تحديد التميمي كبطلة دولية، تتمتع بدعم واسع النطاق. وتقول إنه أمام الملصقات التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، وفيض الدبلوماسيين والصحافيين الذين وصلوا لدعم التميمي أو لتغطية إجراءات المحاكمة، يبدو أن أحدهم تذكر للحظة الخجل الذي ضاع منذ فترة طويلة، وتقرر إجراء المحاكمة خلف أبواب مغلقة، بزعم أن «هذا يصب في مصلحة القاصر»، رغم معارضة الدفاع وعهد وعائلاتها للمحاكمة المغلقة.
وتشير الى أن كل من اعتقد أنه سيحطم معنويات التميمي بواسطة العنف والتهديد والسجن المفرط، وجد أن كل هذا يجعلها أقوى. وتتابع «في المكان الذي حاولت فيه السلطات إخفاء الاحتلال وعواقبه، تمكنت عهد من تسليط الضوء على موبقاته.»
ومع إطلاق سراحها، ستزور التميمي بالذات، قرية الخان الأحمر التي يهدد الاحتلال بهدمها وإن التضامن الذي ستظهره مع القرويين سيلفت انتباه الجمهور إلى الطرد الوحشي للسكان المحليين، الطرد الذي يشكل مثالا آخر على محاولة حكومة الاحتلال الإسرائيلي منع أي إمكانية للتواصل الجغرافي في الضفة الغربية وتقريبنا من رؤية الفصل العنصري المؤسسي بين النهر والبحر.
وقالت أيضا إن أعضاء حكومة الاحتلال باتوا يعرفون في خبايا قلوبهم أنهم ارتكبوا خطأ عندما ضغطوا عليها لاعتقال عهد وسجنها، لم يتمكن المقاتلون المسلحون، ولا المحققون الجامحون، ولا النظام العسكري المتحيز من تحطيم معنوياتها. ومن هنا تخلص المحامية للاستنتاج والقول «الآن وقد تمكنت الفتاة الفلسطينية من تصوير موبقات الاحتلال مع اعتقالها وسجنها المتواصل، يجب على المعارضة الإسرائيلية العمل». داعية للتذكير من على كل منبر بـ«الدرس الذي تعلمناه من قصة حياة عهد: لن تتمكن الطائرات الأمريكية أو الغواصات الألمانية، أو اعتقال القاصرين الفلسطينيين، أو طرد العائلات من وقف مطلب ملايين الفلسطينيين بالاستقلال والحرية والحياة بكرامة». وختمت بالقول «إذا لم نستوعب هذا الآن، ولم ننبه الإسرائيليين من الغيبوبة الأخلاقية التي يعيشون فيها منذ 51 سنة، فسوف نواصل التدهور إلى واقع الفصل العنصري القاسي، الذي يرسل أطفالنا إلى المناطق المحتلة لقمع اللواتي يقاومن نظام الاحتلال بأيد عارية».