العالم - تقارير
كما تتجدد الاشتباكات بين حين واخر بين الحركات والجماعات المسلحة في ادلب للسيطرة على المدينة الواقعة في شمال سوريا .
وتدور هذه الاشتباكات عادة بين حركة "أحرار الشام" و"صقور الشام" من جانب، و"هيئة تحرير الشام" من جانب آخر مخلفة مئات القتلى بين الجانبين.
وتهدف حركات "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي" و"صقور الشام" إلى تقليص مساحة سيطرة "هيئة تحرير الشام" عبر مهاجمة المناطق الواسعة الخاضعة لها في محافظة إدلب وفي ريف حلب الغربي في إطار ما أطلق عليه "حرب الإلغاء".
وكانت "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي" قد أعلنتا عن اندماجهما في كيان واحد سمي بـ"جبهة تحرير سوريا"، في 18 فبراير الماضي .
كما تشهد محافظة إدلب التي تعتبر اخر معقل للمجموعات المسلحة، عمليات اغتيالات واسعة بين هذه المجموعات موقعة المئات من الضحايا بين الجانبين.
وتتالف هذه المجموعات من مسلحين جاؤوا من مختلف الدول بما فيها الدول العربية في الخليج الفارسي واسيا الوسطى واسيا وافريقيا واوروبا واميركا بحيث قتل العشرات منهم اضافة الى مقتل المئات من المسلحين السوريين.
وكانت معارك كثيرة في سوريا انتهت باتفاقات تقضي برحيل المسلحين وأسرهم إلى محافظة إدلب حيث تسبب تدفق النازحين إلى زيادة تعداد المحافظة إلى قرابة المثلين أي أنه وصل إلى نحو 2.5 مليون نسمة. وقالت الأمم المتحدة إن إدلب أصبحت أرضاً لتكديس النازحين.
وجاء في نشرة (هيلث كلستر) الشهرية التي تنشرها مجموعة من وكالات الإغاثة المعنية بالصحة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية انه «من المتوقع أن يسفر تصاعد الأعمال العدائية في الشمال الغربي خلال الفترة المقبلة عن تشريد بين 250 ألفاً و700 ألف شخص في إدلب والمناطق المحيطة».
وتابع التقرير «سينتج عن ذلك حاجة متزايدة للمساعدات الإنسانية للمعرضين للخطر الجدد وللمجتمعات المضيفة، خاصة خدمات الطوارئ الصحية». وأفاد بأن 184 ألف شخص نزحوا بسبب معركة في الجنوب .
وأضاف أن ما يربو على عشرة آلاف من بين النازحين ذهبوا إلى إدلب ومحافظة حلب الشمالية.
على الصعيد ذاته قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية الشهر الماضي إن محافظة إدلب ستحظى بأولوية قواته لتحريرها من المسلحين .
وفي ظل معطيات الميدان بعد اغلاق ملف العاصمة دمشق واعلانها خالية من الارهاب، وكذلك تحرير محافظة درعا توجه الجيش السوري الى ادلب لتحريرها.
وعلى الجانب التركي بدأت السلطات التركية بتشييد جدران عازلة في بعض مناطق إدلب شمال سوريا، وسط مخاوف السوريين من أن يكون هدف العملية عزل المحافظة كليا عن مناطق سيطرة الجيش السوري.
وقال مصدر عسكري ، أن الجدران العازلة ستوزع على مراحل وسيتم بناؤها على طول الخط المحاذي لمناطق سيطرة الجيش السوري في قريتي الصرمان وتل الطوقان بإدلب في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الجيش التركي يدخل يوميا 40 شاحنة محملة بالجدران العازلة لتبنى بمحيط نقاط المراقبة.
وحسب بعض المصادر فان الهدف التركي ليس بناء جدران عازلة حول نقاط المراقبة التركية الـ12، بل بناء جدار عازل يحيط بمحافظة إدلب بكاملها، تمهيدا من تركيا لـ"ضم إدلب إلى ولاياتها أو حمايتها من عملية مرتقبة للجيش السوري لطرد الإرهاب منها".
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي باتت تتزايد فيه التوقعات باحتمال إقدام الجيش السوري على عملية واسعة لبسط سيطرته على إدلب، أهم المعاقل القليلة المتبقية للمعارضة المسلحة، بعد حسم المعركة في جنوب غربي البلاد.
وكانت تركيا قد اعلنت مؤخرا عن استكمال بناء جدار أمني يبلغ طوله 711 كيلومترا على طول الحدود التركية مع سوريا.