"الارهاب" في سيناء.. والقبض على قيادي تكفيري

الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

في التاسع من شباط/فبراير أطلقت قيادة الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى "سيناء 2018" في شمال ووسط شبه جزيرة سيناء، بهدف القضاء على المسلحين التكفيريين، كما يسميهم الجيش.

العالم - تقارير

ومنذ أن أطاح الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة في شمال ووسط سيناء أوقعت مئات القتلى من الجانبين.

موقع سيناء الجغرافي

وقد جعل موقع سيناء شمال شرقي مصر، شبه جزيرة، بمثابة حلقة الوصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 60 ألف كيلو متر مربع (6 % من مساحة مصر الإجمالية)، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس، ومن الشرق فلسطين المحتلة، وجنوباً البحر الأحمر.

جعلها موقعها والثروات التي تذخر بها، مطمعاً للمستعمرين على مدار التاريخ، ما ولّد لدى شعبها روح البطولة والتضحية والفداء، للذود عن أرضهم في مواجهة المستعمرين وأصحاب المطامع من الشرق والغرب.

وفي التاسع من شهر فبراير من عام 2018، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة البيان الأول الخاص بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، والتي تهدف لتطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية والتكفيرية والتنظيمات المسلحة.

نتائج العملية الشاملة "سيناء 2018" حتى الآن

وقد حققت القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الشرطة المدنية نتائج في مواجهة "الإرهاب"، منذ إطلاق العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، حيث اعلنت عن تدمير البنية التحتية للعناصر المسلحة من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال وضبط أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والذخائر والقنابل والألغام والصواريخ.

وأسفرت عن القضاء على أكثر من 373 عنصرا "إرهابيا" وضبط وتدمير أكثر من 1000 عبوة ناسفة ونحو أكثر من 600 عربة و900 دراجة نارية والمئات من مزارع النباتات المخدرة، وأكثر من 95 طنًا من المواد المخدرة، فضلاً عن اكتشاف وتدمير أكثر من 15 فتحة نفق على الشريط الحدودي بشمال سيناء، بحسب أرقام الجيش.

كما حققت العملية عدة أهداف منها استهداف قيادات التنظيم الإرهابي بشمال ووسط سيناء، وتدمير جميع البؤر المكتشفة والقضاء والقبض على أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية والإجرامية والمطلوبة جنائياً أو المشتبه في دعمهم للعناصر التكفيرية.

القبض على "سفاح داعش" في سيناء

وفي هذا الاطار أعلن اتحاد قبائل سيناء (تنظيم شعبي غير رسمي) في مصر، يوم الأحد، القاء القبض على مطلوب مشهور بـ"سفاح داعش" في شمال سيناء، بعد رصد مكافأة بقيمة مليوني جنيه لمن يسهم في اعتقاله.

وقال الاتحاد في بيان إن رجال القبائل ألقوا القبض على بلال برهوم الشهير بـ"بلال الدن" أو "سفاح داعش" وهو مصري–فلسطيني الجنسية، ويعتبر الرجل الثاني في الجناح العسكري لتنظيم “ولاية سيناء” أحد فروع تنظيم داعش الإرهابي.

وأضاف البيان "ألقينا القبض على الدن من خلال بعض الوسطاء الوطنيين، الذين تواصلوا مع أحد التكفيريين زميل التكفيري بلال الدن، لنصب فخ له في عملية خداع نوعية، وتم القبض عليه في منطقة المزحلف التابعة لـ(شيبابنة) جنوب رفح والشيخ زويد".

وأشار في البيان إلى أن الاتحاد "يعكف على خطة للقبض على 5 قيادات أخرى للتنظيم”، لافتًا إلى أن “جميع التحركات تتم بالتعاون مع أجهزة الجيش والشرطة".

وقال رئيس الاتحاد إبراهيم العرجاني، "جرى استجواب سفاح داعش قبل تسليمه لأحد الأجهزة الأمنية، حيث اعترف بتفاصيل كثيرة تتعلق بالتنظيم الإرهابي".

وبين أن اتحاد قبائل سيناء "دفع مليوني جنيه للوسطاء الذين سلموا بلال الدن"، مشيرًا إلى أن "أي شخص يدلي بمعلومات تقود للقبض على أي من قيادات التكفيريين سيحصل على مليوني جنية مكافأة فورية".

اعترافات خطيرة لضرب أمن مصر

وأكد التكفيري السابق أن المخطط يهدف لضرب المصانع والعمال والسائقين، وزعزعة أمن واستقرار البلاد، حيث يكشف الفيديو أن هذا القيادي التكفيري يسمى بلال البراهمة وشهرته "الدن"؛ تم تسليمه عن طريق أحد العناصر التكفيرية.

واعترف القيادي بلال الدن شقيق التكفيري القيادي عبد الرحمن، حيث قال القيادي التكفيري التائب في اعترافاته، إن اسمه بالكامل "بلال محمد حمدان البراهمة"، مواليد عام 1979؛ من مدينة خان يونس؛ ويسكن في رفح بسيناء.

واعترف بلال البراهمة بالتخطيط مع مخابرات معادية لاختطاف أجانب، موضحا: "قالوا من الممكن أن نساعدك في عملية اختطاف أجانب نرسلهم إلى مصر، موضحا أن هدفهم استهداف المصالح الاقتصادية في سيناء وقتل عمال المصانع وسرقة سياراتهم."

مقتل ضابط بانفجار عبوة ناسفة في سيناء

هذا وقتل ضابط في الجيش المصري بانفجار عبوة ناسفة بمدرعته في شمال سيناء حيث تستمر حملة القوات المسلحة لمكافحة "الارهاب"، حسبما قال مصدر طبي الاثنين.

وقال المصدر إن الضابط وهو برتبة نقيب قتل غرب مدينة العريش في المحافظة التي تقع شمال شرق البلاد حيث يتركز الفرع المصري لتنظيم داعش (ولاية سيناء).

وفي الوقت الذي يستمر فيه الجيش المصري حملته لمكافحة "الارهاب"، يبدو أن نجاح الجيش في عملياته العسكرية ضد الجماعات والتنظيمات المسلحة في سيناء، رهن بتفكيك التنظيمات واحدا تلو الآخر، في ظل انتزاع هذه التنظيمات من الحاضنة الشعبية التي تتمتع بها شيئا فشيئا، حتى يتسنى للسلطات تحقيق حلمها السرمدي بتجفيف منابع الإرهاب.