سوريا تحضر لتحرير ادلب واميركا لاختلاق "كيماوي" جديد!

سوريا تحضر لتحرير ادلب واميركا لاختلاق
الخميس ٢٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

امام اصرار الشعب السوري على طرد الجماعات الارهابية من ارضه لم يكن امام القيادة السورية الا الانصياع لارادة الشعب ومن هنا طارد الجيش السوري هذه الجماعات من منطقة لاخرى حتى وصل الان الى ادلب التي تعد معقل الكثير من الجماعات الارهابية المدعومة من الغرب وبعض دول الخليج الفارسي.

العالم-سوريا

وبعد تحرير مناطق واسعة من ريف اللاذقية في السنوات السابقة، يبدو ان اطلاق معركة تحرير ماتبقى من هذه المنطقة هي مسألة أيام فقط، حيث تستمر الحشود العسكرية الضخمة بالتوجه الى الخطوط الامامية تمهيداً للمعركة القادمة في طبيعة جغرافية تعد الاصعب في سوريا. وفي هذا السياق قال مصدر عسكري، امس الأربعاء، بأن الدخول إلى ريف إدلب سيمر حتماً بباقي أجزاء ريف اللاذقية لتطهيرها من المجموعات الإرهابية.

واضاف المصدر: "إن العملية العسكرية ستجهز على باقي مواقع المسلحين في اللاذقية، ومن ثم ستنتقل للريف الإدلبي الذي سيكون مصيدة ميدانية لنيران القوات القادمة من أعلى الجبال المتمتعة بموقع حاكم على مناطق أبرزها جسر الشغور وبداما وتلال كباني الاستراتيجية".
في المقابل  نشرت تنسيقيات المسلحين في وقت سابق أن "الجولاني" قام بالتوجه إلى مناطق سيطرة المسلحين بين ريفي جسر الشغور واللاذقية الشمالي فجر الأحد، مصطحباً معه عدداً من قادة مسلحي "داعش".
من جهة أخرى فإن تصريح جون بولتون مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي  في ختام زيارته الى الكيان الاسرائيلي بان الولايات المتحدة سترد "بقوة شديدة" في حال استخدام الأسلحة الكيماوية في أي هجوم على ادلب، تشير الى ادراك الإدارة الامريكية جيدا ان هجوم الجيش العربي السوري لاستعادة المدينة بات وشيكا، وانها تعارض هذا الهجوم بقوة"، لذا فانه من غير المستبعد وجود خطة لديها لمحاولة عرقلته او افشاله، والذريعة الجاهزة هي استخدام "النظام" لأسلحة كيماوية على غرار ما حدث في دوما (الغوطة الشرقية) وخان شيخون (ريف ادلب).


بمعنى اخر انه كلما حقق الجيش السوري انتصار في احدى المناطق التي تعتبر معقلا للجماعات الارهابية المدعومة غربيا لجا الغرب الى اختلاق حادثة هجوم كيماوي ورمي تهم على الدولة السورية.

وبالطبع من سيصدر التقارير المفبركة عن هذا الهجوم هي وحدات "الخوذ البيضاء" التي ما زالت موجودة في مدينة ادلب والتي اصدرت قبل كذلك تقارير مفبركة ايضا عن استخدام مزعوم للسلاح الكيماوي في منطقتين واستندت عليهما امريكا في هجومها على الدولة السورية. 
الدور القذر الذي تلعبه "الخوذ البيضاء" افتضح بعدما كشفت الاستخبارات الروسية امر التعاون بين هذه الوحدات والكيان الاسرائيلي حيث اجلى الكيان  حوالي 800 من هؤلاء وعائلاتهم في عملية عسكرية من جنوب سوريا بعد نجاح الجيش السوري، بغطاء جوي روسي في احكام السيطرة على المناطق التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة في درعا والقنيطرة ومعبر "جابر ـ نصيب" على الحدود الأردنية، وكان من ابرز اهداف هذه العملية التي نقلتهم الى تل ابيب عدم سقوط أي من عناصر هذه المنظمة (الخوذ البيضاء) في ايدي السلطات السورية، او الروسية، وتقديم اعترافات موثقة حول أنشطتها، ودورها في مضمار الأسلحة الكيماوية. 



مايؤكد ان الغرب يخطط الى استخدام الورقة "المكشوفة"، وهي ادعاء استخدام الجيش السوري السلاح الكيماوي، البيان الذي اصدرته الدول الثلاث الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، اول امس الثلاثاء، وهددوا فيه بالرد في حال "استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية في أي هجوم يشنه لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب" بحسب زعمهم.
ومن هنا يجب ان نشير الى انه كلما تتحدث الجهات الغربية عن هجوم كيمياوي محتمل تحمل مسؤوليته مسبقا الحكومة السورية ، تشهد احدى المناطق كارثة انسانية اما حقيقية يتبين فيما بعد تورط المسلحين فيها ، او وهمية ينكشف زيفها لاحقا .
وما يؤكد ذلك ما شهدته محافظة إدلب في الآونة الأخيرة من تحركات نشطة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، تتضمن نقل شحنات مواد كيميائية وتسليمها إلى مقاتلي "الحزب الإسلامي التركستاني"” وسط إجراءات أمنية مشددة، وفيما يبدو أنه تحضير لعرض مسرحية كيميائية جديدة.
و أفادت مصادر محلية لوكالة "سبوتنيك"، من داخل محافظة إدلب بأن عناصر من الخوذ البيضاء يستقلون 8 سيارات “فان مغلقة” قاموا بنقل شحنة جديدة من البراميل من معمل اطمة عند الحدود التركية، المتخصص بإعادة تصنيع مادة الكلور، وتوجهوا من ريف إدلب الشمالي مرورا بمدينة أريحا وصولا إلى مناطق بجسر الشغور، تحت حماية مشددة من قبل مسلحي “هيئة تحرير الشام” الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي .


في المقابل أدانت سوريا بشدة البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والمملكة المتحدة اليوم وما جاء فيه شكلاً ومضموناً مؤكدة أن حملة التهديدات والنفاق والتضليل التي تلجأ إليها هذه الدول ضد الجمهورية العربية السورية تأتي في إطار استمرار دعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة.
في هذا السياق قال مصدر في وزارة الخارجية السورية ان هذه الحملة الجديدة من التهديدات العدوانية التي تضمنها بيان أصدرته الدول الثلاث تأتي إثر الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه والقوات الرديفة في جميع أنحاء سوريا والتي أظهرت بشكل لا لبس فيه هزيمة حلفاء الدول الغربية من الإرهابيين أمام إرادة شعب سوريا الذي التف حول قيادته وجيشه في جهد بطولي لاستعادة وحدة أرض سوريا وتأكيد وقوفه ضد الإرهاب.
على كل حال اصبح الان واضحا للجميع ان فبركة الهجوم الكيماوي الهدف منه هو إلى إطالة أمد الحرب على سوريا ودعم التنظيمات الإرهابية التي تهاوت وتشرذمت إثر الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش العربي السوري خلال الأسابيع والأشهر الماضية.