التكهنات بشأن هجوم حماة الارهابيين على سوريا

التكهنات بشأن هجوم حماة الارهابيين على سوريا
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٣٨ بتوقيت غرينتش

مع تصاعد وتيرة استعدادت الجيش السوري لبدء عمليات تحرير محافظة ادلب من براثن الارهابيين، بدات التكهنات تثار بكثرة حول احتمالات شن حماة الارهابيين غربيا وعربيا عدوانا جديدا على سوريا.

العالم - مقالات وتحليلات

وزارة الدفاع الروسية اعلنت بان اميركا وبريطانيا وفرنسا بدات استعدادتها لشن هجوم جديد على سوريا بذريعة استخدام القوات الحكومية للسلاح الكيمياوي. 

ایغور کوناشينکوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قال، أن مجموعة من المسلحين المدربين على التعامل مع المواد السامة تحت إشراف أخصائيين من شركة أوليفا البريطانية العسكرية الخاصة، وصلوا إلى البلدة. في غضون ذلك اعلنت بعض وسائل الاعلام عن دخول مدمرة سوليفان الاميركية الى مياه الخليج الفارسي. كما ان قاذفات بي 1 بي الاميركية انتشرت في قاعدة "العديد" بقطر . الهدف من جميع هذه التحركات قد يكون الاستعداد للهجوم على سوريا.

الخارجية الروسية اعلنت في بيان لها ان جميع الاجراءات التي تقوم بها الدول الغربية فيما يخص الملف الكيمياوي السوري لها علاقة مباشرة بمآربها الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط. الجنرال الكسي تسيغانوف رئيس مركز المصالحة الروسي وفي تصريح للمراسلين قال: الاف الارهابيين المدججين بالاسلحة الثقيلة ومنها حاملات الجنود المدرعة يتحضرون لشن هجوم على مناطق في حمأة وحلب. واضاف هذا الخبير الروسي بالشؤون السورية ان متزعم جماعة النصرة الارهابية المدعو ابو محمد الجولاني وجه دعوة الى جميع الفصائل المسلحة في ادلب لاعلان (الجهاد) ضد الحكومة السورية.

اميركا وحلفاؤها الاوروبيون والاقليميون تشبثوا خلال الاعوام السبعة الماضية بأي ذريعة وتحرك لاسقاط الدولة السورية، تحت يافطة دعم الديمقراطية ومكافحة الارهاب، لكن جميبع هذه المؤامرات باءت بالفشل. التداعيات السلبية لاثارة الازمات في سوريا اضرت بجميع دول المنطقة وليبس سوريا فحسب. تدفق اللاجئين على اوروبا وتصاعد وتيرة العمليات الارهابية في بعض الدول الاوروبية يكشف بوضوح انه لا يمكن اثارة حرب مدمرة على سوريا بذرائع خاوية ومن ثم البقاء في امن وامان بعيدا عن تداعيات الازمة.  

اميركا وحلفاؤها الغربيون وبعد فشل سياساتهم في سوريا يحاولون اقحام سوريا في حرب استنزافية لا منتصر فيها عبر تقديم الدعم الشامل للجماعات الارهابية، عسى ولعل ان تستطيع من خلال كسب الوقت وممارسة الضعوط على الحكومة السورية وحلفائها تحقيق مآربها في سوريا بهدف اضعاف تيار المقاومة والحيلولة دون بلورة حكومة مقتدرة في سوريا. السياسة الغربية لترجمة هذه المسرحية على ارض الواقع تتمثل في السيناريو البالي والمتمثل باستخدام الحكومة السورية من السلاح الكيمياوي. مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي جان بولتون هدد بان واشنطن مستعدة لشن هجمات جديدة اقوى من سابقاتها على القوات الحكومية السورية في حال استخدام دمشق للسلاح الكيمياوي ثانية.

عمليات تحرير ادلب تتسم باهمية بالغة ويمكنها تحديد مصير الحرب القائمة منذ سبع سنوات بين سوريا من جهة و الجماعات الارهابية المدعومة من قبل اميركا وبعض الدول الاوروبية والسعودية والامارات من جهة اخرى. لحد الان كان يهرب الارهابيون من كل مكان الى ادلب ، ولكن الان ليس امامهم سوى الاختيار بين الموت او الاستسلام  او الفرار باتجاه تركيا ان كانت الحدود مفتوحة امامهم. لذلك نرى ان هذه الجماعات الارهابية تستخدم كل خدعة للخروج من هذه الظروف. استخدام الاسلحة الكيماوية واتهام الجيش السوري باستخدامها وانتظار ردود فعل الدول الغربية الداعمة للارهابيين هي احدى هذه الخدع، لكي يحولوا من خلال شن الدول الغربية عملية عسكرية ضد سوريا دون تقدم الجيش السوري في محافظة ادلب. 

المحلل السياسي الشهير عبد الباري عطوان يقول في هذا الخصوص: "ان الانطباع الرئيسي الذي يخرج به اي متابع لحرب السبع سنوات في سوريا هو ان الادارة الاميركية تدرك جيدا ان هجوم الجيش العربي السوري لاستاعدة المدينة بات وشيكا وانها تعارض هذا الهجوم بقوة ومن غير المستبعد وجود خطة لديها لمحاولة عرقلته او افشاله والذرعية الجهاهزة هي استخدام النظام لاسلحة كيماوية على غرار ما حدث في دوما (الغوطة الشرقية) وخان شيخون (ادلب). وحدات “الخوذ البيضاء” ما زالت موجودةً في مدينة إدلب، ولن يكون مُفاجئا إذا ما جرى استعادة “سيناريو” الأسلحة الكيماوية مجددا لتبرير ضربات جوية أو صاروخية على أهداف سورية، على غرار العدوان الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني في نيسان (إبريل) الماضي كرد على مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية.

 مرتضی مکي