لماذا ترفض حركة فتح التهدئة بين حماس والاحتلال؟

لماذا ترفض حركة فتح التهدئة بين حماس والاحتلال؟
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

بدأت وفود الفصائل الفلسطينية بالعودة إلى القاهرة؛ تمهيدا لاستئناف مباحثات "التهدئة" مع الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت منذ عدة أسابيع، إلى جانب مناقشة جهود المصالحة الداخلية بين حركتي حماس وفتح.

العالم - تقارير

وكانت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أعلنت قبيل عيد الأضحى، أنه تم الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية على استئناف المباحثات بعد إجازة العيد، لأجل "تحقيق أهداف شعبنا في الوحدة وكسر الحصار"، بحسب بيان للحركة.

وتجري الفصائل الفلسطينية مباحثات في العاصمة المصرية القاهرة، لأجل التوصل لتهدئة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصر والأمم المتحدة.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في أول أيام عيد الأضحى، إن "رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بات قريبا، مع مواصلة المباحثات بشأن التهدئة".

وشدد على أنه "بفضل مسيرات العودة والمقاومة بتنا قاب قوسين أو أدنى من طي صفحة هذا الحصار الظالم".

الى ذلك ذكر قيادي في حركة "حماس"، في وقت سابق، أن محادثات تتوسَّط فيها الأمم المتحدة ومصر للتوصل إلى اتفاق لتهدئة التوتر بين الكيان الإسرائيلي وقطاع غزة باتت "في مرحلة متقدمة".

وقال خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في تصريح متلفز: "ما يدور حاليًا من تحركات تقودها الأمم المتحدة ومصر نستطيع أن نقول حيالها، إنها في مراحل متقدمة، ونأمل أن نقطف ثمارًا طيبة منها".

وأدلى نائب إسرائيلي في الكنيست بتصريحات مشابهة وتوقع انفراجة بعد مواجهات مستمرة منذ أربعة أشهر فجرت تهديدات متبادلة بالحرب.

وأطلق سكان غزة منذ يوم الـــ30 من مارس/ آذار الماضي، احتجاجات أسبوعية على حدود الاراضي المحتلة تحت عنوان "مسيرات العودة الكبرى" للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948، ولرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، في ظل خفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التمويل للقطاع.

وقال الحية: "لم يطلب منا أحد وقف المسيرات، المطلوب هو استعادة الهدوء على الحدود بيننا وبين العدو الصهيوني".

وذكر مسؤولون إسرائيليون أنهم سيعيدون فتح معبر تجاري أغلقوه، وسيوسعون مناطق الصيد للفلسطينيين مقابل التهدئة في غزة.

وفي السياق ذاته، وجَّه آفي ديختر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي رسالة تفاؤل قائلًا: "آمل بشدة أن نكون على مشارف يوم جديد فيما يتعلق بغزة".

ولم تورد الأمم المتحدة أو مصر تفاصيل عن مقترحاتهما بشأن غزة باستثناء القول بضرورة إنعاش الاقتصاد من أجل سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني فلسطيني يعاني الكثير منهم البطالة وتردّي حالة المرافق العامة.

وقال الحية، إن مشاريع مثل: الكهرباء، والمياه، والصحة، وتشغيل العمال "يجمع المجتمع الدولي لها أموالًا تقدر بمئات الملايين من أجل تنفيذها في قطاع غزَّة، وهذه المشاريع تحتاج حالة من الاستقرار".

وتريد "إسرائيل" استعادة رفات اثنين من جنودها قتلا في عدوان على غزَّة واثنين من المستوطنين تزعم بانهما ضلا الطريق داخل القطاع في مقابل اتفاق هدنة واسع النطاق مع حماس.

وتطلب حماس في المقابل أن تفرج "إسرائيل" عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال وهو اقتراح أثار غضب شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينيين المتطرفين.

وقال الحية: "نحن نريد تحرير أسرانا البواسل ولا مانع لدينا أن نبدأ من الآن... لتكن صفقة تبادل أسرى فلسطينيين مقابل جنود صهاينة، وعلى الاحتلال أن يدفع الثمن".

في غضون ذلك من المقرر أن يصل وفد من حركة فتح إلى القاهرة، برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، وعضوية كل من حسين الشيخ وروحي فتوح؛ لبحث ملفي التهدئة والمصالحة.

وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، خلال تصريحات صحفية، أن "وفد الحركة سيبلغ جهاز المخابرات المصرية رفض القيادة الفلسطينية ورئيس السلطة محمود عباس للتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي في غزة بصيغتها الحالية". 

وكان صائب عريقات القيادي في فتح قال إن السلطة ستوقف تمويل قطاع غزة حال استمرار النقاشات التي تجري الان بين حماس واسرائيل لعقد اتفاقية هدنة" واعتبرها "الخطر الاكبر".

وقال عريقات: "نحن لن نمول قطاع غزة في حال جرت صفقات (سماها) التقسيم تمهيدا لتمرير صفقة القرن.. نحذر من أي هدنة بين حماس وإسرائيل بشكل ثنائي لأن هذا ما يسعى إليه ترامب لفصل غزة عن الضفة"، حسب قوله.

واضاف": نحن مع هدنة في غزة لكن ان توقع عليها منظمة التحرير كما جرى في العام 2014, وعلى حماس ان تدرك ذلك ولدينا وفد فتح وصل القاهرة ومعه ورقة عمل يطرح من خلالها مسائل بسيطة جدا بالعودة لاتفاق المصالحة عام 2017 ".

وخاطب عريقات حماس قائلا "اذا وقعتم اتفاقية هدنة مع اسرائيل سوف يقضي ذلك على القضية الفلسطينية"، حسب تعبيره.

من جانبه استهجن القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري إصرار حركة فتح على ما اسماه خنق قطاع غزة، ومنع أي فرصة لإنقاذه.

وفي تغريده له عبر "تويتر" قال أبو زهري: "تهديدات عريقات بوقف أي تمويل لغزة تعكس إصرار فتح على خنق غزة، ومنع أي فرصة لإنقاذها، وهذا التلذذ بعذابات غزة يكشف حقيقة هذا الفريق أمام شعبنا الذي لن يسمح بمواصلة هذا الاجرام، وستبقى أقدام أطفال غزة أطهر من المتشدقين بالوطنية وهم غارقون في وحل التعاون الأمني مع الاحتلال".

ويتوقع محللون ان تشهد الايام القادمة حوارت مكثفة في ملفي المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس، وحل الأزمات الإنسانية بالقطاع، في ظل الانتقادات التي تطرحها حركة فتح بشأن مباحثات القاهرة حول التهدئة التي تقول إنها تسعى من ورائها أميركا و"إسرائيل" إلى فصل قطاع غزة، وتمرير مؤامرتهم المشؤومة تحت عنوان ما تسمى صفقة القرن بهدف تصفية القضية الفلسطينية.

ورغم الخلافات التي تدور بين فتح وحماس في ملف التهدئة يبدو ان رفع الحصار هو مطلب شعبي فلسطيني في المقام الأول وبات ضرورة ملحة ولكن يجب الانتباه الى أن الحل الانساني لقطاع غزة غير مرتبط بدفع اثمان سياسية من حقوق الشعب الفلسطيني وأن مسيرات العودة وأدواتها جعلت الاحتلال الاسرائيلي يتعاطى مع الحل الدولي دون شروط.