رغم أنف أميركا.."غازبروم" تبحث مشروع "السيل الشمالي 2" مع ألمانيا

رغم أنف أميركا..
الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

رغم الضغوطاط الأميريكية، بحث رئيس شركة "غازبروم" الروسية أليكسي ميلر خلال زيارته لألمانيا تنفيذ مشروع "السيل الشمالي 2" لأنابيب الغاز مع وزير الطاقة الألماني بيتر ألتماير.

العالم- تقارير

وأشير في البيان الصحفي لشركة "غازبروم" إلى أنه يستمر في الوقت الراهن العمل على مد أنابيب الغاز في المياه الإقليمية الألمانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة الفنلندية، وأكد الجانبان على أن تنفيذ المشروع مرتبط بزيادة الطلب على الغاز الروسي في أوروبا.

وجرى التأكيد خلال اللقاء على الطابع الاستراتيجي للتعاون بين "غازبروم" والشركات الألمانية، والذي يتطور في كافة المجالات، بما فيها إنتاج الغاز بشكل مشترك في روسيا وتخزينه ونقله وتسويقه في أوروبا.

وقامت شركة "غازبروم" في العام الماضي بتوريد حجم قياسي من الغاز إلى ألمانيا، بلغ 53.4 مليار متر مكعب، ما يزيد بنسبة 7.2 بالمئة على حجم التوريدات القياسي السابق الذي تم تحقيقه في عام 2016 (49.8 مليار متر مكعب).

وتتواصل المفاوضات التنفيذية بين ألمانيا و روسيا بشأن  مشروع "التيار الشمالي2"، في وقت  اتفقا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قبل أشهر، على أنه مشروع مربح ومنافس وقابل للتطبيق ويجب حمايته من الهجمات.

ورمت الولايات المتحدة بكل ثقلها وسعت بكل ما أوتيت منذ فترة طويلة، لمنع بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" بين روسيا وألمانيا، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.

وتطالب أميركا التي تحاول السيطرة علي سوق الطاقة العالمي، حلفاءها من الدول الأوروبية بالتوقف عن المشاركة في مشروع "السيل الشمالي-2" وتهدد بفرض عقوبات على أولئك الذين لا يقبلون بمطالبها. وفي مقابل الاستغناء عن الغاز الروسي، تروج الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه وتعرض بناء محطات لإعادة تحويل الغاز في أوروبا.

ووصف ترامب ألمانيا قبل شهور بانها "أسيرة روسيا" على خلفية بناء خط "السيل الشمالي-2".

وكان الرئيس الاميركي، ندد عدة مرات بمشروع انبوب الغاز "نورث ستريم" الذي سيربط مباشرة روسيا بالمانيا وطالب بالتخلي عنه.

كما يعتقد الكرملين أن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول مشروع الغاز الروسي "السيل الشمالي2"، ومحاولة فرض الغاز المسال الأمريكي على الأسواق، أحد مظاهر المنافسة غير النزيهة.

ورغم أن السويد ونمسا وفنلندا وافقت لإنشاء المشروع، ترى بولندا أن أوروبا لا تحتاجه.

وقال وزير خارجيتة بولندا، قبل قمة الناتو الأخيرة،  إن نورث ستريم 2 "هو نموذج الدول الأوروبية التي تقدم أموالا إلى روسيا، وتعطيها امكانيات يمكن استخدامها ضد أمن بولندا".

ويلقى "السيل الشمالي2" معارضة من قبل أوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا، والولايات المتحدة، التي تسعى لتصدير الغاز المسال إلى أوروبا.

ويتضمن مشروع نورد ستريم —2 بناء خطين لخطوط أنابيب الغاز بقدرة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. ومن المخطط بناء خط الأنابيب الجديد بجوار "التيار الشمالي" وقد وافقت الحكومة السويدية في وقت سابق، على طلب شركة "نورد ستريم 2 إي جي" بناء "التيار الشمالي-2" في المنطقة الاقتصادية للبلاد في بحر البلطيق.

والجدير بالذكر أن شركة "غازبروم" تمتلك 100 بالمئة من أسهم شركة " نورد ستريم-2 إي جي"، مشغل المشروع، وتعهد الشركاء الأوروبيون في المشروع — "شل" و"أو أم في" و "إينجي" و"يونيبر" و"فينترسهال" تغطية 50 بالمئة من كلفة المشروع عن طريق استثمار كل شركة مبلغ 950 مليون يورو إجمالي 4.75 مليار يورو، أما النصف الثاني من إجمالي حجم الاستثمار المطلوب 4.75 مليار يورو فستوفره "غازبروم".

وتستورد دول الاتحاد الاوروبي ثلثي استهلاكها (66%). وفي العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الاحصاءات الاوروبية. وحتى الان فان اكثر من ثلث الغاز الذي يتم شراؤه هو روسي لكن الاوروبيين يسعون الى كسر هذه التبعية.

وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية غزو اسواق لبيع غازها الطبيعي. فهي صدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 بينها 2,2% نحو موانئ في الاتحاد الاوروبي.

 

محمد حسن القوجاني

كلمات دليلية :