منتدى باريس للسلام.. يبحث التعاون الدولي رغم أنف ترامب

منتدى باريس للسلام.. يبحث التعاون الدولي رغم أنف ترامب
السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

قد يمكن القول إنه لا تطرأ قضية على الساحة الدولية إلا ويختلف الرئيسان الفرنسي امانوئل ماكرون والأمريكي دونالد ترامب حولها تقريباً.

العالم - أوروبا

تستضيف العاصمة الفرنسية باريس اليوم وغداً، 10 و 11 نوفمبر الجاري، بمناسبة الذكرى المئوية لإنتهاء الحرب العالمية الأولى رؤساء دولة وحكومة من 72 بلداً، إلى جانب ما يقرب من 100 وفد أجنبي.

ويستقبل الرئيس الفرنسي إمانوئل ماكرون غداً الأحد في قصر الإليزيه لقاءات مع زعماء العالم بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصل باريس مساء الجمعة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثم يُعقد مؤتمر في ضاحية باريس والذي يسمي بـ"منتدى باريس للسلام".

وإنعقد صباح اليوم لقاء بين ماكرون ونظيره الأمريكي، الرئيسين اللذين لا توجد بينهما أي نقاط إشتراك فيما يتعلق بالقضايا الدولية تقريباً وقد إشتدت الخلافات بينهما بعد تأكيد الرئيس الفرنسي على ضرورة تشكيل "جيش أوروبي يدافع عن مصالح القارة العجوز".

وما إن حطت طائرة ترامب في مطار باريس حتى هاجم الرئيس الأمريكي في صفحته على شبكة التواصل الإجتماعي توييتر نظيره الفرنسي لإمتعاضه من مقترح ماكرون الذي يقضي بتشكيل جيش خاص بأوروبا لحماية هذه القارة بشكل أفضل.

وإعتبر ترامب المقترح الفرنسي، "أمرا مهينا للغاية" وشدد على أنه ينبغي لأوروبا "قبل كل شيء" أن تدفع مساهمتها المالية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأن واشنطن تدفع قسماً كبيراً من ميزانية هذا الحلف.

قضية تشكيل الجيش الأوروبي التي إقترحها ماكرون لـ"حماية أوروبا ورفع قدراتها الدفاعية وتقليل إعتمادها على الولايات المتحدة" يوم الثلاثاء الماضي لا تروق لترامب لأن رجل البيت الأبيض لا يريد أن يرى أمامه جيشاً حقيقياً يسبّب مشاكل وتهديدات للمصالح الأمريكية في القارة الأوروبية.

الإنسحاب من الإتفاقيات الدولية ديدن أمريكي

وأتى المقترح الفرنسي بعد التهديد الأمريكي بالإنسحاب من معاهدة الحد من التسلح النووي التي وُقّعت عام 1987 بين أمريكا وروسيا للحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى، التهديد الذي ردّت عليه موسكو بأنه يعرّض الأمن العالمي للخطر وذكرت أن واشنطن إنتهجت سياسة الإنسحاب من الإتفاقيات القانونية الدولية كما إنسحبت عام 2002 من معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية أو ما يسمى بـ"معاهدة إيه بي إم"، فضلاً عن إنسحابها من إتفاقية باريس للمناخ عام 2017 بذريعة أن الإتفاقية لا تصب في صالح الولايات المتحدة وتعرقل نمو إقتصادها.

وتؤكد التقارير أن القضايا الدولية التي سيتمّ بحثها في منتدى باريس للسلام تدور حول التعاون الدولي والحوكمة العالمية والسلام وحرية التعبير ولكن يُرجّح أن لا يشارك الرئيس الأمريكي في هذا المنتدى الذي سيقام قرب باريس بسبب الإختلافات التي نشبت بين قادة العالم في مختلف القضايا الدولية منذ تسلمه وأمثاله السلطة.

مقتل خاشقجي وحرب اليمن ضمن المباحثات

أكد مكتب الرئاسة الفرنسية أن قادة العالم سيبحثون في منتدي باريس للسلام قضيتي مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي وحرب اليمن أيضاً. وقد بحث الرئيسان الفرنسي والأمريكي في لقائهما اليوم قضية خاشقجي الذي أكدت النيابة العامة التركية أن جثته تمّ تذويبها بالأحماض الكيمياوية في منزل القنصل السعودي. وطالب الرئيسان السعودية بتقديم مزيد من المعلومات حول مصير خاشقجي وشددا أيضاً على ضرورة الحل السلمي للحرب اليمنية التي مضت على بدئها أكثر من ثلاث سنوات ونصف، رغم الدعوات المطالبة بإنهائها ولكن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية قد كثّف أخيراً من هجماته على الساحل الغربي اليمني ولا سيما الحديدة لكسب إنتصارات ميدانية من أجل إستغلالها على طاولة المفاوضات مع حركة أنصار الله والتي تُبذل جهود لعقدها في جنيف.

وللتذكير أن الحرب العالمية الأولى بدأت في أوروبا يوم 28 يوليو 1914 وإنتهت يوم 11 نوفمبر 1918 وخلّفت 19 مليون قتيل بواقع 10 ملايين جندي و9 ملايين مدني.