مسنة سعودية تركها أخوها 35 عاما في القيد بسبب الميراث

مسنة سعودية تركها أخوها 35 عاما في القيد بسبب الميراث
السبت ١٢ يناير ٢٠١٩ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

أصدرت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، تقريرها حول قضية المسنة السعودية التي بقيت مكبلة بالسلاسل مدة 35 عامًا، وسلمته إلى السلطات الرسمية التي شهدت أحداث القضية وهي إمارة منطقة جازان.

العالم- السعودية

وسلمت الهيئة تقريرا عن الحالة إلى إمارة منطقة جازان، على أن يتم التنسيق بين الهيئة والشؤون الاجتماعية بالمنطقة؛ للوقوف على احتياجات المسنة.

وانتشرت قضية المسنة السعودية على نطاق واسع، وباتت تعرف إعلامية بـ"مكبلة هروب"، بعدما كشفت صحيفة "سبق" السعودية تفاصيل مؤلمة، مرت بها المسنة، حيث كبلها شقيقها بالسلاسل الثقيلة مدة 35 عامًا، في منطقة (هروب) الجبلية النائية بجازان للحصول على نصيبها من الميراث.

ونتيجة لطول المدة، أصيبت المسنة بأمراض جسدية ونفسية عدة، قبل أن تحرر، لكنها ظهرت "لا تعرف أحدًا حولها حتى أبنائها".

واستغل الأخ شقيقته كونها لا تحمل هوية وبالتالي لا تعتبر موجودة على السجلات الرسمية.

تفاصيل القصة، كما يرويها ابنها بدأت منذ نشأته هو وأخيه يتيمين رغم وجود الوالدين، "فقد نشأنا في بيت جدي رحمه الله، ولم نرَ والدتنا إلا بعد 35 عاماً، فقد أخذها خالي عندما مرضت وحبسها في بيت قديم، وقيّدها بالسلاسل والحديد وحُرمت أبسط الأشياء وهي ممارسة حياتها كإنسانة".

واستطرد: "نشأنا لا نعرف أماً أو أباً سوى جدي وجدتي رحمهما الله، وبعد خمسة وثلاثين عاماً اكتشفنا أن أمنا موجودة، ولكن حالتها الصحية سيئة جداً، عزمنا على أخذها أنا وأخي، لكن خالي رفض أن يستخرج لنا صك حصر ورثة إلا مقابل التنازل له عن ميراث أبيها، وساوَمنا على التنازل عن ميراثها من أبيها مقابل استخراج صك حصر الورثة، ولم نجد حلاً إلا الرضوخ".

ولفت إلى أنه "لمتابعة وضع والدتي الصحي المتدهور طرقنا الأبواب لاستخراج هويتها الوطنية ولم نجدها، رغم اعتراف الجميع بأنها معروفة لديهم، وعلى رأسهم شيخ قبيلة الصهاليل".

واستدرك بأن "المسؤولين في محافظة هروب وقفوا إلى جانبهم بنقل والدته لمستشفى الأمل والصحة النفسية بجازان، كما وجهوا بفتح طريق إلى المنزل، وأشكر لهم ذلك وأتمنى الانتهاء من الطريق بشكل عاجل للاستفادة منه في نقل والدتي، ومتابعة وضعها الصحي مع المستشفى".

وأعرب عن تطلعه لإنهاء معاناة والدته باستخراج الهوية فمعاملتها حبيسة أدراج الأحوال المدنية منذ سنوات.

وأضاف: "ظروف العمل لا تسمح لي دائماً بالوقوف بجانب والدتي، فأنا عسكري بالحد الجنوبي بقطاع شرورة، وأخي لا يملك سيارة وليس لديه عمل يعينه على مساعدة والدتي".

وتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي رواية أخرى تقول إن الأخ حبسها بدعوى أنها مجنونة.

وقال أحدهم: "يقولون زمان زوجها طلقها ويقول عنها مجنونة وأخذ عليها أولادها واحد منهم كان حتى رضيع وكانت تهرب من بيت أخيها لبيت زوجها بس عشان ترضع ابنها ويوم درى (عرف) زوجها قال لأخيها لا عاد يخليها تجي، وأخوها ربطها بسبب أنها مجنونة على قولتهم".

وزعم آخرون أن قضايا الميراث في مناطق المملكة تشهد حالات صعبة إذ أن بعض الموروث الاجتماعي يدفع البعض لمنع النساء من ميراثهن بحجة الخوف على خروج الأراضي الزراعية عن ملكية العائلة.