نحن لا نترك أسرانا.. فكيف بشهدائنا

نحن لا نترك أسرانا.. فكيف بشهدائنا
الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٠ - ١١:٢٩ بتوقيت غرينتش

مع ساعات الفجر الأولى لهذا اليوم، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته قصفت بعشرات صواريخ أرض - أرض البالستية قاعدتين عسكريتين لقوات الاحتلال الأميركي في العراق.

العالم_لبنان

إذن، مع انتهاء تشييع الفريق قاسم سليماني، بدأ تنفيذ وعيد القيادة الإيرانية، بالرد على العملية الأميركية التي استهدفت قائد الحرس الثوري "قاسم سليماني" ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي "أبو مهدي المهندس" مُدخِلاً المنطقة في مرحلة جديدة لم تشهدها من قبل، عنوانها الاشتباك الإيراني الأميركي المباشر.

قبل ثلاثة أيام، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف 52 هدفاً إيرانياً، بعضها مواقع ثقافية في غاية الأهمية، "بسرعة كبيرة، وبقوة كبيرة"، في حال استهدفت إيران أميركيين أو مصالح أميركية. لكن رئيس الولايات المتحدة الأميركية نفسه، وبعد ساعات على قصف الحرس الثوري الإيراني لقاعدتين عسكريتين لقوات الاحتلال الأميركي في العراق، الليلة الماضية، أكّد أن "تقييم الخسائر والأضرار مستمر. جيد جداً حتى الآن..."، وأنه سيدلي ببيانٍ في وقت لاحق اليوم. كلامه أتى في "تغريدة" فُسّرت بأنها تمهيد لعدم الرد على الرد الإيراني من جهة، وانتظار ما سيقوله المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، من جهةٍ ثانية، اليوم.

وكانت القوّة الجو - فضائية في "الحرس"، أعلنت إطلاق عشرات الصواريخ من داخل إيران، استهدفت قاعدتين عسكريتين تشغلهما القوات الأميركية، الأولى هي "عين الأسد"، في محافظة الأنبار، أما الثانية فعلى مقربةٍ من مطار أربيل عاصمة "إقليم كردستان".

وحذّر "الحرس" في بيان له واشنطن "من أيّ عملٍ شرير أو اعتداء أو تحرّك آخر، لأنّه سيواجه ردّاً أكثر إيلاماً وقساوة"، ليذهب أيضاً إلى تحذير "حلفاء أميركا، والتي لديها قواعد للجيش الأميركي، إذ سيتم استهداف أي أرضٍ تكون مصدر أعمالٍ عدائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية". التهديد الأبرز، الذي تضمّنه البيان، وشكّل معادلة قد تعقّد المشهد أمام الإدارة الأميركية، تأكيد طهران اعتبارها تل أبيب "جزءاً من النظام الأميركي"، إضافةً إلى دعوة الشعب الأميركي إلى إخراج جنوده من المنطقة لـ"منع وقوع المزيد من الخسائر، وعدم السماح بتهديد حياة العسكريين الأميركيين بسبب الكراهية المتزايدة لأميركا".

إذاً، تحمل الساعات المقبلة، الكثير من المفاجئات، بدءاً من الإعلان الرسمي العراقي والأميركي عن حجم الأضرار أوّلاً؛ ومواقف طهران وبغداد وواشنطن ثانياً؛ وردود حلفاء طهران على المصالح الأميركية في المنطقة ثالثاً، خاصّةً أن الردّ فتح الباب لإدخال القوات الأميركية في "حرب استنزافٍ" مقرون أمدها بسرعة انسحابها من المنطقة.