شاهد بالفيديو..

خريطة أموال بالمليارات.. كم دفعوا لإتمام "صفقة القرن"؟

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

بدأت تفاصيل مشروع محاولة "تبخير" فلسطين على يد اميركا وكيان الاحتلال الاسرائيلي، وبمباركة عربية تتزعمها بعض الدول الخليجية التي ترتبط بعلاقات سرية وعلنية مع الاحتلال تظهر للعلن شيئاً فشيئاً، منطلقة من صيف 2019 حين احتضنت البحرين ورشة اعتبرت إحدى أذرع "صفقة القرن".

العالم - البحرين

واليوم تتأهب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطرح هذه الصفقة الخاصة بتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، في وقت كشفت فيه صحيفة عبرية أن خطة التسوية المقترحة تتضمن فترة تحضير مدتها 4 سنوات، وسط استعدادات للجيش الإسرائيلي لمواجهة تحركات فلسطينية غاضبة محتملة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأحد (26 يناير الجاري)، أن فترة التحضير التي يتم الحديث عنها جاءت إثر قناعة أمريكية بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيرفض تنفيذها، مع آمال بإمكانية قبولها من قبل خليفته على رأس السلطة.

وحملت دول مجلس التعاون القسم الأكبر من المسؤوليات المالية ضمن إطار الصفقة؛ حيث تشير البنود التي أعلنها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال افتتاح مؤتمر المنامة، في 25 يونيو 2019، إلى أنه سيتم رصد مبلغ 50 مليار دولار على مدى 5 سنوات لـ"فلسطين الجديدة".

ويبدو أن "إسرائيل" تلقت في مشروعها هذا الدعم من الولايات المتحدة، ومصر، وبعض دول الخليج الفارسي، ومن المتوقع أن تجبر الفلسطينيين على قبول هذه المواد أو أخرى شبيهة.

الأموال المدفوعة

وستسدد الولايات المتحدة من المبلغ المعلن نحو 20%، والاتحاد الأوروبي 10%، في حين يقع على عاتق دول الخليج الفارسي النسبة المتبقية؛ وهي 70%، في حين لا تتكفل "إسرائيل" بأي مبالغ.

وكشف الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، عن صفقة غير معلنة ستدفع من خلالها دول خليجية نحو 100 مليار دولار؛ في إطار تنفيذ الصفقة التي اهتمت بالجانب الاقتصادي، على أن تدفع كل من الإمارات والسعودية 70 مليار دولار بالمناصفة.

وسيكون تنفيذ استثمارات بقيمة 27.5 مليار دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى استثمارات بقيمة 9.1 مليارات دولار في مصر، و7.4 مليارات دولار في الأردن، و6.3 مليارات دولار في لبنان من اجل توطين الفلسطينيين تمهيداً لالغاء حق العودة.

ويشير كوهين إلى أن الخلافات تكمن حول الأموال، بعد مطالبة دول خليجية بتخصيصها للاجئين الفلسطينيين وتحسين ظروفهم، في حين تطالب حكومات مصر والأردن بدفع الأموال لأرصدتها وليس للاجئين.

رفض عربي لـ"صفقة القرن"

تفاعل الكثير من العرب شعبياً ورسمياً حين عقد مؤتمر البحرين، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (هاشتاغ) "#يسقط_مؤتمر_البحرين"، و"فلسطين_ليست_للبيع"، واصفين تنظيم الورشة بالخيانة العظمى للشعب الفلسطيني ولمقدسات المسلمين.

وشهد عدد من المناطق الفلسطينية مظاهرات رافضة للخطة الأمريكية، كما نظم عدد من طلبة الجامعة الأردنية سلسلة بشرية في ساحة الجامعة، منددين بمشاركة بلادهم في ورشة المنامة وبالتطبيع مع الاحتلال.

موقف الكويت من ورشة المنامة -حينذاك- نال تفاعلاً واسعاً عبر المنصات، حيث تداول الناشطون مقاطع فيديو لجلسة مجلس الأمة أكد فيها النواب رفض الخطة الأمريكية المقترحة، واستجابة الحكومة لهم.

البحرينيون -الذين تستضيف عاصمتهم ورشة المنامة الاقتصادية- بدأ موقف كثير منهم مغايراً تماماً لموقف حكومتهم، حيث أطلق ناشطون عبر المنصات وسم "#بحرينيون_ضد_التطبيع"، واصفين تنظيم الورشة بالخيانة للشعب الفلسطيني.

وواجهت الورشة رفضاً واسعاً من قِبل القيادة ورجال الأعمال الفلسطينيين داخلياً وخارجياً، فضلاً عن رفضها من قبل دول عربية عدة.

وفي لبنان التي ورد اسمها في الصفقة قال رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، إن حكومته ومجلس النواب في لبنان يعارضان الخطة الأمريكية، لافتاً إلى أن الدستور اللبناني يمنع التوطين.

وخرجت تظاهرات في المغرب رافضة لـ"صفقة القرن" ومنددة بمشاركة بلادهم، في حين اعتبر مستشار الرئيس اليمني وزير الخارجية السابق، عبد الملك المخلافي، "أن من يعتقد أن ما يسمى (صفقة القرن) يمكن أن تنجح بهذه البساطة إما متآمر أو واهم".