ماهي النقاط التي ركز عليها الكاظمي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة؟

ماهي النقاط التي ركز عليها الكاظمي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة؟
الجمعة ١٠ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

نشرت وكالة الأنباء العراقية (واع) نص كلمة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي التي القاها يوم أمس الخميس 09-04-2020، بعد تكليفه من قبل رئيس جمهورية العراق برهم صالح.

العالم - العراق

فيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

‏‎ابناء شعبَنا العراقيَّ الابيَّ على امتدادِ الوطن

‏‎السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

‏‎تسلَّمتُ اليومَ كتابَ تكليفي بتشكيلِ الحكومةِ العراقية من سيادة الدكتور برهم صالح رئيسِ الجمهورية ، حسبَ السياقاتِ الدستورية.

اود ان اعبّرُ عن امتناني لسيادة الرئيس وكلِّ القوى السياسيةِ لتحقيقها الاجماع الوطني ... و منحي هذه الثقةَ في هذه المرحلةِ الحساسة من تاريخِ العراق ، هذه المسؤوليةَ اختباراً وطنياً عسيراً وكبيرا، وأن النجاح فيها، وصولا الى الانتخابات العادلة النزيهة ...، ليست مهمةَ فردٍ واحد بل هي واجبٌ على عاتقِ الجميع، نعم مهمة على عاتق الجميع.

وبهذه المناسبة ‎اقدمَ التهاني الى أبناء شعبِنا و العالمِ الاسلامي بمناسبة ليلةِ النصف من شعبان المباركة، داعياً العليَّ القديرَ الى ان تكون فاتحةَ خيرٍ وازدهارٍ واستقرارٍ لبلدِنا وشعوبِ المنطقةِ والانسانيةِ.

وكذلك ‏‎تمرُّ اليومَ ذكرى سقوط النظام الدكتاتوري وتأسيسِ العمليةِ السياسيةِ بكلِّ مارافقها من جدال وتحدياتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ،... لكن شعبنا مازالَ لم يحققْ طموحاته ولم تتحقق احلامه، شَهِدنا اخفاقاتٍ على مستوياتٍ متعددةٍ يتحملُ مسؤوليتَها الجميعُ، واليوم علينا واجب المراجعةِ والمصارحةِ والحوارِ المباشرِ مع شعبِنا ومع انفسِنا، ‏‎الكابينةُ الوزاريةُ التي سأقدمها في أسرع وقتٍ الى مجلس النواب الموقر مع البرنامج الحكومي، ستكون حكومة خادمة للشعب، حكومة خدمات خادمة للشعب، بالأفعال وليس بالأقوال. و‎الجميع، من دون استثناء، يتحمل مسؤوليةَ دعمِ هذه الحكومة، وإنجاحِ خطواتها ، والمشاركةِ في خدمة الشعب.

بكل تاكيد لن تكونَ حكومةً معزولة.. لن تكونَ حكومةَ غرفٍ مغلقةٍ وأسرار.

‏‎تتعهدُ الحكومة، بأن تكونَ في خط الدفاع الأول، لحماية العراقيين من خطر "فايروسْ كُورونا"، وسنبذُلُ قصارى الجهود، ونستخدمًّ كل العلاقات الداخلية والخارجية، لحماية العراق في مواجهة هذا الوباءالعالمي، سنرعى المتضررينَ من حضر التجوال، وندعم الكوادر الصحية والطبية والاجهزة الامنية، الآن ومستقبلاً، ونوفر الميزانيات اللازمة لحماية الصحة العامة.

‏‎السيادةُ .. خطٌ أحمر، لا يمكن المجاملةَ على حسابِ سيادةِ العراق و لا تنازلَ على حساب كرامةِ العراق والعراقيين، العراقُ بلدٌ عريق يمتلكُ قراره السيادي، والحكومةُ ستكونُ ساهرةً على السيادةِ الوطنية ومصالح العراقيين، ‏‎سيادة العراق لن تكون قضية جدلية.

اكرر واكرر: ‏‎سيادة العراق لن تكون قضية جدلية، ‏‎قرار العراق بيد ابنائه، العراق للعراقيين.

‏‎السلاحُ الثقيلُ والمتوسطُ والخفيفُ هو اختصاصُ الدولة ولا غير الدولة، "الدولةِ فقط"، السلاح ليس اختصاصَ الافرادِ ولا المجموعات، المؤسساتُ العسكريةُ والأمنيةُ، بمختلفِ صنوفها، من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة، ستقوم بواجبها لمنع انفلات السلاح وسنعمل على حصر السلاح باجراءات حاسمة.

‏‎الاقتصادُ العراقيُ كما تعرفون منهك، والترهل الوظيفي انهك الدولة، سنحرك عجلةِ الاقتصاد، بتوسيع الاستثمارات، وتنويعِ الدخلِ وتشجيعِ الصناعةِ والزراعةِ والتجارة.

‏‎هناك مطالبُ الناس التي عبروا عنها خلال التظاهرات، هذه المطالب هي امانة في اعناقنا الدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في الحرب على "داعش" غالية والدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في ساحات التظاهر للمطالبة بالحقوق غالية كذلك، سنحمي هذه الحقوق.

‏‎علاقاتنا الخارجية يجب ان تكون ناجحة، ونجاحها يعتمد على تبني مفهوم الاحترامِ والتعاونِ والتوازنِ مع الجيران والاصدقاءِ في المنطقة والعالم، انطلاقا من مبدأ سيادتِنا الوطنية اولا.

‏‎الأزماتُ مع الخارجِ لا تخدم الاستقرار الداخلي.

‏‎العلاقاتُ المتكافئةُ على قاعدة المصالح المشتركة هي فقط التي توفر الاستقرار، وتعززُ الاقتصادَ والاهم تحفظ كرامةَ العراقيين.

لن نسمحَ بإهانةِ اي عراقيٍ من اي جهةٍ داخليةٍ او خارجية، عبرَ اتهامهِ بالتبعية للخارج.. العراقيُ ليس تابعاً.

العراقيُ سليل الحضارات، قوتُه في اعتزازهِ بوطنيته، ‏‎نحن انداد لخصومنا، ‏‎اشقاءُ لجيراننا واصدقائنا، ‏‎نحن خدامٌ لشعبنا فقط، اكرر نحن خدام لشعبنا فقط.

محاربة الفساد والفاسدين مهمة وطنية واعادة النازحين لديارهم هدف لن اتخلى عنه.

‏‎أهلي في كلِ مكانٍ، ‏‎علينا أنْ نعملَ معاً، لنحمي العراقَ من الأزماتِ والنزاعاتِ والحروبِ العبثية، ‏‎علينا أنْ نثبتَ أننا نليقُ بالعراق، ‏‎بالأفعالِ وليس بالأقوال، ‏‎علينا أنْ نتعاونَ ونثقَ ببعضنا البعض ونثق بالدولة.

‎الدولةُ ليست شخصاً ولا حزباً ولا مجموعةً أو جهةً أو طائفةً أو دينا أو قومية، الدولةُ أنتم، الدولةُ هي عيونُكُمُ الساهرةُ على الامن والاستقرار، الدولةُ هي أصواتُكُمُ المدافعةُ عن السيادة والحقوق والقرار الوطني، الدولةُ سواعدُكم في ميادينِ العملِ والإنجازِ والإبداع، نحن وانتم، إرثَ سومرَ وبابلَ وآشورَ وهذه المسميات تسري في عروق العراقيين.

‏‎المجدُ للعراق، ‏‎الخلودُ لشهداء العراق، ‏‎الرفعةُ والعزةُ لشعب العراق، ‏‎أنتم العراق، انتم العراق.