الاتحاد الاوروبي هو الضحية المقبلة لفيروس كورونا. هكذا علق احد السياسيين الايطاليين على التعاطي الاوروبي مع تفشي الوباء. فايطاليا وجدت نفسها في مواجهة كورونا بعد خلو الساحة من الشركاء الاوروبيين وغياب مقولة التضامن الاوروبي. ليفتح باب الجدال واسعا حول جدوى التضامن الاوروبي وبقاء الاتحاد الاوروبي بصيغته الحالية على الاقل.
دلالات كثيرة تشير الى ازمة سياسية واقتصادية تهدد مستقبل الاتحاد. من صربيا التي انتقدت الشركاء الاوروبيين بشدة الى المقاربة الخاصة التي تبنتها الدول الاسكندينافية في مواجهة الفيروس بعيدا عن تعليمات الاتحاد لتفرض تساؤلات كثيرة حول التوافق الاوروبي.
مرحلة ما بعد كورونا يمكن اختصارها بمشاهد الغضب في ايطاليا من الاستجابة الاوروبية. فالميزانية التي رصدها الاتحاد للمساعدة في مواجهة الوباء، لم تشمل المساعدات للقطاع المالي التي طلبتها ايطاليا ورفضتها المانيا وهولندا.
هذا الواقع جعل من اوروبا قبيحة أو ميتة كما وصفتها صحف ايطالية. حتى رئيس الوزراء الايطالي جوسيبي كونتي المؤيد للاتحاد الاوروبي حذر من فشل حقيقي في حال عدم منح حياة جديدة للمشروع الاوروبي.
الانتقادات بدأت تخرج من داخل مؤسسات الاتحاد. النائب الايطالي في البرلمان الاوروبي ماتيو ادينولفي قالها صريحة بأنه من الافضل لايطاليا ان تغادر الاتحاد.
كل ذلك حول الصين وروسيا الى دولتين صديقتين بعد ارسالهما مساعدات لايطاليا ودول اخرى.
حيث اظهر استطلاع للرأي ان اثنين وخمسين بالمئة من الايطاليين يعتبرون الصين الصديق المفضل وبعدها روسيا والولايات المتحدة. فيما اعتبر خمسة واربعون بالمئة منهم ان المانيا هي اكثر دولة عدوة لهم وبعدها فرنسا ثم بريطانيا.
وبينما تقول الارقام ان اكثر من خمسين بالمئة من الايطاليين يريدون مغادرة الاتحاد الاوروبي، لم يعد مستغربا مشهد حرق ايطاليين غاضبين للعلم الاوروبي. كما لم يعد مجديا اعتذار رئيسة المفوضية الاوروبية ارسولا فاندرلين عن التقصير الاوروبي تجاه ايطاليا، فبقاء العلم الاوروبي بنظر الكثيرين هنا لم يعد مهما.