معارك جزيرة سقطرى عمليات كر وفر متفق عليها بين السعودية والإمارات

الخميس ٠٧ مايو ٢٠٢٠ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

أكد خبراء ونشطاء يمنيون أن المعارك الجارية في جزيرة سقطرى إنما عمليات هي كر وفر متفق عليها بين السعودية والإمارات لجر اليمنيين إلى حرب الصراع على توزيع الأدوار بمناطق النفوذ، ولفرض وقائع جديدة في الاتفاقيات المتعلقة بحركة الملاحة الدولية، مشددين على أن السعودية تتغاضى الدخول في مواجهة مع الإمارات بشأن سقطرى حيث تمارس سلطات الإمارات دوما نشاطات مختلفة من أجل فرض سيطرتها على الجزيرة.

أكد الإعلامي اليمني طالب الحسني أن السعودية تتغاضى الدخول في مواجهة مع الإمارات بشأن جزيرة سقطرى اليمنية حيث تمارس سلطات الإمارات دوما نشاطات مختلفة من أجل فرض سيطرتها على الجزيرة، مشددا على أن هذا لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة مع وجود صراع متواصل.

ووفي حديث لقناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" وفي استعراض للقوى المتواجدة في سقطرى أشار الحسني إلى وجود قوة إماراتية دخلت في 2017 ضمن قوات مايسمى التحالف، ثم عززت السعودية ومع تنبؤها بصراع هناك قوات عسكرية سعودية بحدود 1000 جندي، وأضاف: كما أن هناك قوى تابعة للانتقالي الجنوبي تم تجنيدها، حيث أن الإمارات هي من تجند كل القوى التابعة للانتقالي وتشرف عليها، وهناك أيضا حزب الإصلاح، ومجموعة هادي، وهم يشكلون تحالفا في الجزيرة.

ولفت إلى أن الصراع بدأ فور إبعاد محافظ سقطرى السابق الذي كان مواليا للانتقالي وتعيين محافظ جديد موال لحزب الإصلاح، أو حتى أنه من أعضاء الإصلاح.

وقال الحسني: الإمارات وككل مرة قامت بنشاط عسكري واجتماعي وتجاري كبير جدا، وأرادت أن تظهر أن هذه الجزر هي من يجب أن تسيطر عليها، والسعودية تغاضت كثيرا وإلى درجة كبيرة عن هذا النشاط، ولكن الوضع العسكري انفجر عندما زار رئيس الوزراء السابق التابع لعبدربه منصور هادي أحمد عبيد بن دغر هذه الجزيرة وافتتح مشروعاً وتحدث بلغة اعتقدوا في الإمارات أن هناك توجه لمواجهتهم، فحاصروه ثم طردوه، وتدخلت السعودية كوسيط بين الإمارات ومجموعة عبدربه منصور هادي.. حيث لازال هذا الصراع متوال.

ولفت إلى أن الاستراتيجية السعودية التي اتضحت في كل محافظات الجنوب وفي مجمل النزاع هي أن الرياض لا تريد مواجهة الإمارات، فهي تدخل معها في خلاف ولكنها تريد المحافظة على جزء معين من العلاقة، مضيفها أن الرياض: تريد الانتقالي، وتريد أن يكون الجميع عساكر، وهي تمسك العصى من الوسط، وهذا لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة مع وجود صراع متواصل.

وأشار مقرر ومنسق الجبهة الجنوبية لمواجهة الغزو والعدوان السعودي على اليمن أحمد العلبي إلى وجود امتعاض وقلق كبير لدى ما تسمى بـ"الشرعية" وحزب "الإصلاح" من التحول السعودي تجاههم، مبينا أن السعودية لن تسمح للانتقالي أن يستقوي على الشرعية، والعكس، حيث ما بات مهما لدى قوى العدوان هو أن من يستطيع تحقيق تقدم وإنجاز لهم بعد 5 سنوات من الاخفاق في ذلك.

وشدد العلبي على أن هناك تدخلا سافرا في الشؤون اليمنية من قبل النظام السعودي والإماراتي، مضيفا: بدون شك الإمارات لها أطماع كبيرة وواسعة في اليمن وتحديدا في المناطق الاستراتيجية ابتداءا بجزيرة سقطرى وباب المندب وميناء عدن الذي يمثل خطرا كبيرا على موانىء جبل علي ودبي.

وأشار إلى أن الإمارات انسحبت تكتيكيا ببعض القوات، لكن لازالت لديها قوات في عدن حيث تركت عددا كبيرا وهائلا من المرتزقة التابعين لها، وهم مايسمون بالأحزمة الأمنية والنخب الشبوانية وغيرها، حيث بات هؤلاء المرتزقة أدوات يتحركون متى ما شائت الإمارات.

وقال: حاولت السعودية عبر وكلائها أو مرتزقتها من حزب الإصلاح تحديدا وما تسمى "الشرعية" التابعون لهادي أن يحدث تواجد هناك لقواتها أو تحقيق أي تقدم أو انتصار خلال فترة 5 سنوات، لكنها وصلت إلى طريق مسدود خلال هذه الفترة حيث لم يحقق كل من حزب الإصلاح أو "الشرعية" أي إنجاز.

ولفت العلبي إلى وجود امتعاض كبير لدى "الشرعية" وحزب الإصلاح أيضا، وأوضح: ربما هناك مشهد يقول إن السعودية بدأت تبتعد كثيرا عن "الشرعية" أو عبدربه منصور هادي، وهناك توجه واضح جدا للاستفادة من مدى أي طرف يمكنه أن يقدم خدمة للإمارات أو السعودية، فالرياض يهمها أن تحقق أي إنجاز على الأرض وأن تضع يدها على محافظة المهرة وأن تحقق أي انتصار جزئي في مأرب أو أماكن أخرى.

وأضاف أن هناك امتعاض وقلق كبير لدى ما تسمى بـ"الشرعية" من هذا التحول، مبينا: وهو تحول وارد بدون شك، لأن الشرعية لم تستطع خلال السنوات الخمس الماضية أن تحقق أي إنجاز، حتى أن تواجدها في عدن لم تستطع أن تحققه بشكل جدي.

كما أشار إلى أن هناك دفع من الإمارات للمجلس الانتقالي لكي يحقق ما تريده، وقال: لكن هنا توجد مفارقة عجيبة، فالانتقالي يتحدث عن حرية واستقلال لايمكن أن يصل إليها، لأن الهدف الرئيسي هو تحقيق أي تقدم باتجاه السيطرة ووضع اليد الكاملة على أهم المناطق الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية وهي ميناء عدن وجزيرة ميون التي تقع على مضيق باب المندب الإمارات.

ولفت إلى أن الإمارات تريد أن يكون لها موطىء قدم طويل المدى في جزيرة سقطرى، وأضاف: نحن أمام تقاطع في المصالح بين السعودية والإمارات، لكنها لم تصل إطلاقا إلى حد المواجهة بين الدولتين على أرض اليمن، وإنما سوف يستخدم اليمنيين وللأسف الشديد، ويستخدم مرتزقة الإمارات ضد مرتزقة السعودية.

وفي جانب آخر أشار إلى أن السعودية ليست مهتمة بإيجاد سلم اجتماعي أو حتى تقديم خدمات لأبناء اليمن عموما، وقال: هي جائت لتفرض أمرا واقعا ليس إلا، فهي لا تهمها إعادة "الشرعية" أو حرية واستقلال الجنوب كما يدعى ما يسمى بالمجلس الانتقالي، فهي لديها أجندتها وأطماعها في اليمن وتريد تحقيقها.

وحذر العلبي من أن الفوضى العارمة التي تنتقل في أكثر من مكان في المحافظات الجنوبية وغيرها تخدم بالضرورة أهداف وأطماع السعودية، وقال: لايمكن للسعودية أن تسمح للانتقالي أن يستقوي على الشرعية، والعكس، فإن وجود مرتزقة هشة ضعيفة لكلا الطرفين تمرر من خلالهم أجندة وأهداف ترتبط بمصالح السعودية هذا هو الأمر المطلوب والممكن.

وخلص إلى القول: على طرفي الارتزاق الإماراتي والسعودي أن تعي دورها المدمر لليمن اليوم وأن تتراجع وتدرك أنها ذاهبة في مهب الريح.

وأكد الناطق باسم قوى الحراك الجنوبي اليمني محمد النعماني أن المعارك الجارية في جزيرة سقطرى إنما عمليات هي كر وفر متفق عليها بين السعودية والإمارات لجر اليمنيين إلى حرب الصراع على توزيع الأدوار بمناطق النفوذ، ولفرض وقائع جديدة في الاتفاقيات المتعلقة بحركة الملاحة الدولية.

وأشار النعماني إلى أن هناك توزيع أدوار بين السعودية والإمارات فيما يتعلق بمناطق النفوذ والسيطرة عليها والزج بأنباء الجنوب في حرب أهلية، بعد أن فشلت السعودية بالزج بأبناء الجنوب في محارق الموت في منطقة الساحل الغربي.

وفيما أشار إلى أن الجنوب بكامل المحافظات والجزر اليمنية إنما هي أراض محتلة، لفت إلى أن تبادل إطلاق النار بين قوات "الانتقالي" و"الشرعية" يتزامن مع نزول قوات بريطانية وأميركية على الأرض في جزيرة سقطرى، مبينا أن ما يجري على أرض سقطرى ليس بعيدا عن صراع تقاطع المصالح الاستراتيجية للسيطرة على المناطق الاستراتيجية والهامة في حركة الملاحة الدولية.

ونوه إلى أن المعارك الجارية في سقطرى إنما هي كر وفر متفق عليها بين السعودية والإمارات لجر اليمنيين إلى حرب الصراع لإظهار ان سقطرى جزيرة غيرمستقرة وتوجد فيها حرب أهلية لكي تسعى السعودية والإمارات إلى تدويل الجزيرة لإرسال قوات عربية للحفاظ على السلم وفك الاشتباك بين القوات المتحاربة، قال إن هذا هو نفس السيناريو الذي تكرر في الماضي عندما اشتد الصراع بين الإمارات وقوات "الشرعية".

وفي جانب آخر من اللقاء أشار النعماني إلى أن قوات "الشرعية" لا تستطيع أن تحرك أي شيء في المحافظات الجنوبية إلا بضوء أخضر سعودي، كما لا يستطيع المجلس الانتقالي أن يحرك دبابة أو مجموعة أو فرقة إلا بضوء أخضر إماراتي.

وأضاف: بالتالي ما هو موجود بمحافظات الجنوب إنما هو حشد وتسليح القوات والزج بالمنيين في مناوشات جانبية وخلط رأي عام أمام العالم بأن هذه المنطقة الاستراتيجية في حركة الملاحة الدولية غيرمستقرة، لكي يفكر بإعادة صياغة الخريطة.

وخلص إلى القول إن الصراع الدائر هو صراع نفوذ عالمي للسيطرة على هذه الممرات الدولية لفرض وقائع جديدة في الاتفاقيات المتعلقة بحركة الملاحة الدولية.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4913616