"ثوار السفارة" في بيروت وبغداد.. "الشرف" أفيون

السبت ٠٦ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

بعد ان هيمن الدولار السعودي والعربي الرجعي على الفضاء الاعلامي العربي ، كادت عبارات مثل "المقاومة" و "القضية الفلسطينية" و "القدس" و"الاقصى" و "غزة" و"الشهداء"..، ان تختفي من حياة العرب، وان حضرت فانها لا تعني سوى "المغامرة" و "اضاعة الوقت" و "وتضييع المال" و"اهدار الفرص" و" الخيال" بل وحتى "الهذيان" ، بينما اذا ذكرت "الخيانة" و"العمالة" و"الانبطاح" و "التطبيع" و..، فنها تعني "الحكمة" و "الكياسة" و"الواقعية" و"الموضوعية" و..

العالم - كشكول

تحول العراق ولبنان وسوريا واليمن وايران و..، في الفضاء الاعلامي السعودي والعربي الرجعي الذي يجثم على صدور الناس الى دول "مغامرة" تعمل ضد "السلام" والاستقرار" بينما السعودية والامارات والبحرين و..، في نفس الفضاء، واحات للحرية والاستقرار والتقدم والتطور والعقلانية والحوار بين الاديان.

تحول حزب الله وحماس والجهاد والحشد الشعبي وانصارالله، في الفضاء الاعلامي المسموم، الى "ميليشيا" و"ارهابيين" و "طائفيين" ، بينما تحول عملاء وخونة وزعماء الحرب في لبنان من امثال سعد حداد و انطوان...، ومرتزقة السعودية والامارات في اليمن، و"داعش" والنصرة والجماعات التكفيرية في سوريا، وعصابات البعث الصدامي في العراق، الى "ثوار" و"مقاومين للطائفية" و"دعاة سلام وحرية".

في ظل الاعلام السعودي المسموم، وصل الامر بالبعض ان يناقشوا علنا اهمية "الشرف" و "الوطنية" و"الكرامة" و "المقدسات" و "الاعراض" و"النواميس" و"الرجولة" و..، وهل هي حقا تستحق ان يضحي من اجلها الانسان؟، اليست هذه المقولات سوى افيون تم دسه في العقل العربي الاسلامي لشل الانسان العربي ودفعه ليضحي بنفسه من اجل حقائق لا وجود لها؟.

تبلور هذا "العار" الذي دسه الاعلام السعودي المتصهين في الفضاء العربي بأبشع صوره عندما اندس "ثوار السفارة" الامريكية في العراق ولبنان، بين المتظاهرين السلميين المطالبين بمكافحة الفساد والفاسدين، فحرفوا التظاهرات وبدلا من رفع الشعارت ضد الفساد والفاسدين والعملاء والمرتزقة والمطبعين والامريكيين والصهاينة والرجعية العربية المتمثلة بالوهابية السعودية والانظمة العربية القبلية المنخلفة، بدانا نسمع شعارات ترفع ضد من صان "الشرف" و"الاعراض" و "الاوطان" و"المقدسات الدينية لجميع اتباع الديانات الالهية" ، شعارات ترفع ضد "اقدس سلاح" رفع في وجه اوحش واشرس وانذل عدو واجهته الانسانية، العصابات الداعشية الصدامية التكفيرية في العراق، والعصابات الصهيونية المجرمة في لبنان.

اليوم قررت جماعات العار في لبنان التظاهر ورفع شعارات ضد سلاح من صان نواميسهم واعراضهم وارضهم ومقدساتهم، وهي ظاهرة لم ولن يشهدها العالم في تاريخه القديم والحديث، الا في لبنان، وكذلك العراق، لانه ببساطة ممارسة مخالفة للطبيعة الانسانية، فمن المحال ان تجد اناسا يتظاهرون ضد من صان شرفهم، الا ان كانوا مسخا، وهم مسخ حقا، مسخوا بالدولارات السعودية القذرة وبالاصلاب والارحام الاقذر.