ما الذي يفعله ماكينزي في شمال شرقي سوريا؟!

ما الذي يفعله ماكينزي في شمال شرقي سوريا؟!
الجمعة ١٠ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

وصل قائد القوات المركزية الامريكية كينيث ماكينزي الى شمال سوريا في زيارة مفاجئة، وذلك بعد زيارته للبنان.

العالم - كشكول

وبحسب تغريدة للقائد العام في قوات سوريا الديموقراطية "مظلوم عبدي" في تويتر فانه "استضاف الجنرال ماكينزي وناقش معه الكثير من القضايا المشتركة". كما شكر مسؤولون في قسد امريكا على الدعم المستمر الذي تقدمه لهم، فما سر زيارة ماكينزي في هذا التوقيت، وما علاقتها بزيارته الى لبنان؟

من الواضح ان زيارة ماكينزي الى سوريا (مناطق قسد) هي استكمال صريح لاهداف زيارته الى لبنان التي تمثلت بضمان تطبيق الحصار الشامل على لبنان ومنع الخيارات البديلة، وتحديدا الصينية والإيرانية، وتبرير خروقات الكيان الإسرائيلي وتحركاته في الساحة اللبنانية، ومحاولة إطباق الخناق على الجيش اللبناني والرهان عليه لـ"التوازن" مع حزب الله. خاصة مع المعلومات التي ترددت عن أن الأمريكيين يتجهون نحو دعم الجيش بشكل مستقل عن الحكومة حيث أبدوا استعدادهم لتعويض النقص الحاصل في غذاء الجيش اللبناني من اللحوم جراء عجز الميزانية الناتج عن تراجع سعر صرف العملة اللبنانية.

وبالتالي فتأتي زيارة ماكينزي الى سوريا سعيا منه للتأكيد على دعم قسد وتكريس سيطرتها حيث النفط والقمح السوري، وبالتالي حرمان الدولة السورية منهما والتأكد من اعطاء قانون قيصر نتائجه وفي نهاية المطاف تجويع سوريا ولبنان، فحوالي 70% من القمح السوري هو شرق الفرات حيث تسيطر "قسد" التي تعمد الى شراء القمح بأعلى من سعر الحكومة السورية وتمنع بيعه للحكومة السورية، وبالطبع تحرق امريكا حقول من يحاول البيع لدمشق.

عدا عن ان الحصار الاوروبي الامريكي لسوريا يمنعها من استيراد القمح (حتى من روسيا)، كما ان حصار لبنان قطع طريق استيراد القمح عبر وسطاء الى لبنان وادخاله الى سوريا من هناك، اي ان سوريا وفقا لهذه الخطة ستعاني شتاء 2020 من نقص حاد في القمح، وان كان يظن البعض ان استخدام مصطلح "تجويع السوري واللبناني" مبالغ فيه فهو ليس مزحة ابدا وليس مصطلحا بل حقيقة، فمن حيث يعلن الدبلوماسيون الامريكيون سياساتهم سواء كانت السفيرة الامريكية في لبنان "دوروثي شيا" أو المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري أو وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، فإن ماكنزي يطبق الخطة المعلنة على الارض، وان كانوا يعلنون ونحن لا نقرأ فهذا ليس ذنبهم.

يعمل الامريكيون بسرعة لخنق بلدان الممانعة والمقاومة مستغلين أزمة كورونا، ويسابقون الزمن لانقاذ الكيان الاسرائيلي الذي اصبح يميل الى التفكك يوما بعد يوما بسبب ازماته السياسية والاجتماعية المتلاحقة، وان كان بعضنا ينتظر الحلول من الخارج فلن يصل الى مكان، لأن الدول العربية إما مطبعة ومتآمرة وإما مغلوب على امرها (هذا في أحسن الاحوال)، ومن هنا فإن علينا الاعتماد على نفسنا تماما كما قالها السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير وعلينا ان نتكاتف لان المؤامرة تشملنا جميعا دون استثناء.