غوتيريش والحجرف على قائمة العار

غوتيريش والحجرف على قائمة العار
الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

عندما تضع الامم المتحدة دولة مثل السعودية على قائمة العار لقتل وتشويه أطفال اليمن، فهذا يعني ان كل اموال السعودية وكل نفوذ سيدها ترامب لم تتمكن من التغطية عليها، مما استدعى وضعها على القائمة، ليكون ذلك شاهدا على مظلومية اطفال ونساء وشيوخ اليمن، الذين تمزق صواريخ المملكة التي اشترتها من الغرب المنافق، منذ ست سنوات امام عالم لا يسمع ولايرى ولا يتكلم.

العلمكشكول

عندما يحذف الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش اسم السعودية من على قائمة العار، فهذا يعني ان الرجل لم يعد بامكانه المقاومة اكثر من ذلك امام تأثير أموال السعودية والهيمنة الامريكية على المنظمات الدولية، وكان قراره بشطب السعودية من القائمة بمثابة الضوء الاخضر للرياض بارتكاب المجازر بحق اطفال اليمن الجياع والمرضى والمنكوبين بالاوبئة والحصار، فلم تمر سوى ايام على قرار غوتيريش حتى تساقطت صواريخ السعودية على رؤوس اطفال اليمن، وهم نيام في احضان امهاتهم او يلعبون في الاعراس.

يوم الاحد الماضي، 12 تموز / يونيو الجاري ارتكب الطيران السعودي، مجزرة في مديرية وشحة محافظة حجة شمال اليمن راح ضيحتها 9 شهداء كلهم نساء وأطفال، وجرح اثنان آخران إثر استهداف منزل المواطن نايف مجلي، وبعد ذلك بيومين فقط، أي اليوم الاربعاء 15 تموز / يونيو، ارتكب الطيران السعودي مجزرة مروعة باستهدافه عرساً في أحد المنازل في محافظة الجوف، والتي أدت حتى الآن إلى استشهاد 25 طفلا وامرأة وعدد كبير من الجرحى.

قبل مجزرة الجوف بيوم واحد خرج علينا الأمين العام لدول مجلس تعاون في الخليج الفارسي نايف الحجرف بتصريح ليس فقط يتعارض مع الحقيقة كليا، بل يحتاج المخاطب ان يتجرد من آدميته ليقتنع به حيث قال ان "تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة يشكل تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها ويعيق التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن"، بينما العالم من حوله مازال مصدوما من حجم السلاح الذي تشتريه السعودية من الغرب الذي فتح ابواب مصانعه ومخازنه لبن سلمان لينتقي ما يشاء دون اي حياء او خجل من الاشلاء الممزقة لاطفال اليمن.

رغم اننا نعرف ان الحجرف ليس سوى موظف لدى ابن سلمان، لكن هذا لا يعني ان يتجرد من انسانيته، التي يجب ان تدفعه الى العمل على وقف غارات تحالف العدوان ضد النساء والأطفال في اليمن وتقديم المساعدة لحل الأزمة اليمنية عبر الحوار، بدلا من توجيه اتهامات ومزاعم لا أساس لها من الصحة لإيران.

في المقابل ندعو غوتيريش والحجرف، للاطلاع على ما كشفه المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن المراكز التي استهدفتها الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية داخل السعودية، ومن هذه الاهداف مصفاة جيزان ، ثالث أكبر مصفاة في العالم ، واما الهدف الثاني وفقا لمجتهد كان سكن الطيارين في خميس مشيط فكانت الضربات دقيقه وموفقة، وتأكد مقتل عشرات الطيارين بينهم طيارين من جنسيات أجنبية، لافتا إلى أن الصحافة الأجنبية ستفضح ما يكتمه نظام آل سعود قريبا.

على غوتيريش والحجرف ان يقارنا بين اهداف السعودية في اليمن واهداف اليمن في السعودية، وعندها نتظر هل مازال الحجرف متمسك بكذبته، ام سيبقى غوتيريش مصرا على قراره برفع اسم السعودية من قائمة العار، فاذا كان الامر كذلك، مع كل الدلائل الدامغة التي امامهما، فان الضمير العالمي سيضعهما بدل السعودية على قائمة العار، وعندها لن يكون بمقدورهما الخروج من القائمة يوما .