فضيحة الحجرف.. عندما تغتصب السعودية القرار الخليجي

فضيحة الحجرف.. عندما تغتصب السعودية القرار الخليجي
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠ - ١٢:٢٦ بتوقيت غرينتش

منذ اللحظة الاولى التي تناقلت فيها وكالات الانباء رسالة الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج الفارسي نايف الحجرف، الى مجلس الامن الدولي ودعا فيها الى تمديد الحظر الدولي للأسلحة على إيران، تعاملت الجمهورية الاسلامية في ايران مع الرسالة على انها سعودية صرفة وان الحجرف تصرف كموظف يعمل للسعودية، وان الاخيرة طلبت منه ارسال الرسالة، تنفيذا لاوامر امريكية.

العالم كشكول

هذه الحقيقة اشار اليها المتحدث بسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، عندما اعرب عن اسفه للتوجه غير البنّاء لـ"بعض" اعضاء مجلس تعاون دول الخليج الفارسي تجاه الجمهورية الاسلامية في ايران، حيث تحول المجلس الى متحدث باسم بعض "ضيقي الافق، كما أصبحت "الامانة العامة" وبسبب تأثرها بالسياسات والتصرفات الخاطئة والمدمرة لـ"بعض الاعضاء"، بوقا لمناوئي ايران.

كان واضحا منذ اللحظة الاولى ان ايران كانت تميز بين مواقف السعودية وذيليها الامارات والبحرين وبين مواقف باقي اعضاء المجلس، وان رسالة الحجرف كانت بتوصية سعودية، بعد ان عجزت امريكا عن اقناع اعضاء مجلس الامن بموقفها غير القانوني والرامي لتمديد حظر السلاح على إيران خلافا للقرار 2231 الداعي الى رفع الحظر التسليحي عن ايران في 18 تشرين الاول اكتوبر القادم.

فصول فضيحة السعودية وحجرف بدأت تتوالى عندما اعلنت قطر وعلى لسان المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات مطلق بن ماجد القحطاني، الذي اعلن إن مواقف مجلس التعاون الخليجي المتفق عليها عادة ما تصدر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، وليس عبر بيانات الأمين العام التي تمثل رأي الأمانة العامة فقط.

القحطاني لم يكتف بفضح زيف رسالة الحجرف وانها لم تكن رسالة جميع اعضاء المجلس، بل اعتبر، في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية، العقوبات الحالية المفروضة على ايران بانها لن تسفر عن نتائج ايجابية ولن تساهم في حل الأزمات، مشددا على ان حل الأزمات يجب أن يكون عبر الحوار، واصفا إيران بانها دولة جارة وتربطها بقطر علاقات حسن الجوار ولها موقف تثمنها قطر حكومة وشعبا، خصوصا خلال الحصار الجائر على قطر.

في نقد واضح للسياسة السعودية الفاشلة من المنطقة والتطورات التي تشهدها قال القحطاني ان "قضية الأمن الإقليمي تحتاج إلى حوار شامل وحقيقي يضم كافة الأطراف المعنية بأمن المنطقة، أما استمرار سياسة التعنت والإنكار فلن يقود إلا إلى عدم الاستقرار".

من غير الواضح الى اين ستنتهي السعودية في علاقاتها مع العالم والاقليم بل وحتى على الصعيد الداخلي، على ضوء السياسة السطحية والساذجة وغير المسؤولة، التي ينتهجها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فالرجل يعتقد اعتقادا جازما ان الانبطاح امام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بهذا الشكل المخزي، هو الضمان الوحيد لبقائه في الحكم، وهذا الاعتقاد هو السبب الرئيسي الذي يدفع ابن سلمان الى التصرف بهذا الشكل الفضائحي في علاقاته مع العالم والاقليم والداخل، وآخر هذه الفضائح كانت فضيحة رسالة الحجرف، والتي كانت بمثابة إغتصاب للقرار الخليجي جهارا نهارا.