شاهد.. خفايا الحرب المفروضة وسنوات الدفاع المقدس

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

استقل برنامج "لقاء خاص" الذي يبث عبر شاشة قناة العالم الاخبارية، اسبوع الدفاع المقدس، ذكرى الحرب المفروضة التي شنها النظام البعثي في العراق على الجمهورية الاسلامية في ثمانينيات القرن الماضي بتحريك من الاستكبار العالمي، واجرى البرنامج بتقديم الزميل الاعلامي محمد باقر موسوي لقاءً مع قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني حسين خانزادي وحاوره حول ذكرى الدفاع المقدس والأوضاع الراهنة في ايران.

العالم - لقاء خاص

وقال خانزادي انه عندما يتمّ الحديث عن الدفاع المقدس وعن تلك الحماسة في تلك الحقبة ، يجب ان نستذكر كلّ تلك الايام الخالدة والمهمة في تاريخ الجمهورية الاسلامية التي نفتخر ونعتزّ بها ونستذكرها دائما، مؤكدا ان سماحة القائد لطالما وصف تلك الايام بايام ا... ويشير في كلامه الى انها من ايام ا... باعتبارها شكّلت منعطفا مهما في تاريخ الجمهورية الاسلامية.

وأضاف ان الدفاع المقدس هو من تلك الايام حيث نعتزّ دائما بتلك الحماسة التي سطّرها ابناء هذا الشعب حينذاك.مشيرا الى انه لو عدنا الى تلك الايام التي اقترنت مع السنوات الاولى لانتصار الثورة الاسلامية لنشاهد حادثة كبيرة ومهمة قد اشعلت الامل في قلوب الشعوب الاخرى لاسيما وانّ هذه الثورة المباركة قامت على اساس التعاليم الدينية. مضيفا انه كان كلّ شيء في طور التغيّر والتحول لتكون ايران الرمز والأيقونة بالنسبة للعالم الاسلامي، لكن في تلك الاحيان لم تكن الكثير من المؤسسات الخاصة في الجمهورية الاسلامية قد تأسست بعد، تلك الخاصة بالقضايا الدفاعية والامنية وحتى السياسية والثقافية والاقتصادية، وان كل شيء قد طرأت عليه تغييراتٌ جذريةٌ بعد انتصار الثورة الاسلامية.

خانزادي اضاف ان الكثير من المسؤولين في الحقبة التي سبقت انتصار الثورة الاسلامية تركوا مناصبهم او تمّت اقالتهم. وان الجيش الايراني ايضا لم يكن بمنأى عن كل هذه التغييرات وكان يمرّ بمرحلة استثنائية. ففي السابع عشر من نيسان عام 1979 وهي ذكرى تاسيس الجيش قدّم الجيش عرضا عسكريا بأمر مباشر من سماحة الامام الخميني ، وبدأ نشاطاته من جديد كجيش ثوري.

واضاف خانزادي انه في تلك الاثناء كانت اغلب اسلحة ومعدات الجيش يتمّ استيرادها من دول اجنبية، حتى التدريبات التي كان منتسبو الجيش يتلقّونها كانت تقع ضمن العقيدة العسكرية لدول اخرى، ولم يكن الجيش آنذاك يمتلك شيئا سوى تلك التركة التي بقيت من فترة ما قبل انتصار الثورة الاسلامية، لكنّ الميزة المهمة في ذلك الجيش كانت قواته المخلصة حيث كان الجميع مستعدا لبذل حياته من اجل الوطن والشعب والثورة الاسلامية المباركة. واضاف انه رغم كل ما ذكرت يجب ان اشير الى انّ الكثير من قادة الجيش تمّت اقالتهم من مناصبهم بعد انتصار الثورة لكنّ الهيكلية العامة للجيش كانت داعمة للثورة الاسلامية ، وكان الجيش ينسجم بسرعة كبيرة مع مرحلة ما بعد انتصار الثورة المباركة.

وأكد ان العدوّ البعثي في تلك الفترة اخطأ خطأ جسيما في تقييمه للوضع في ايران، فقد كانت لدى الاعداء رؤيةٌ خاطئة حيال الوضع في ايران ووضع الجيش بعد انتصار الثورة الاسلامية، لذا قاموا بتلك الخطوة الجبانة، تلك الخطوة كانت بضوء اخضر من الاستكبار العالمي ، والهدف من تلك الحرب هو القضاء على الثورة الاسلامية.

وحول الحفاظ على مبادئ الثورة الاسلامية في ايران قال خانزادي: لقد بذل الاعداء الكثير لاسقاط الثورة بدء بالاغتيالات واعمال الشغب وصولا الى الحرب المفروضة، حتى انّ الأعداء رسموا خططا لتقسيم ايران وذلك لافشال الثورة او لمصادرة النجاح الكبير الذي تحقّق، لكن وبعد ان باءت كل تلك المحاولات بالفشل، حاولوا هذه المرة ان يستخدموا طرفا خارجيا لتنفيذ مآربهم، وشنّت الحرب ضد الجمهورية الاسلامية.

وفي وثف لتلك الحقبة الزمنية قال خانزادي: في تلك الحقبة كانت المقاومة التي ابداها الجيش الايراني وبشكل خاص القوة البحرية مثارا للاعجاب، واستطاعت ان تفشل استراتيجية وخطط العدو في الهجوم العسكريّ على البلاد، فالعدو هزم في بدايات الحرب، وبدأ يحاول الخروج من تلك الحرب بأقل الخسائر. واذا اردت ان اتحدث عن القوة البحرية آنذاك فعليّ العودة الى عام 1980 ، او الى عام 1979 ، ففي نهايات ذلك العام تم تكليف عدد من مغاوير البحرية بمواجهة مشروع نشر الفوضى في محافظة خوزستان حيث كانت عناصر الاستكبار تسعى لزعزعة الاستقرار في تلك المنطقة، فكان هناك مشروعٌ لتقسيم ايران. عندما استقرت هذه القوات في محافظة خوزستان حاولت بمساعدة من القوى الشعبية والمحلية ان تعيد الأوضاع الى طبيعتها وان ـتواجه ذالك المشروع الخطير. عندما نجحت هذه القوات في مهمتها قررت القوة البحرية ان تسحب قوات المغاوير من المحافظة. واللافت في ذلك الحين انّ محافظ خوزستان يكتب رسالة للقوة البحرية يطالب فيها ببقاء قوات المغاوير في المحافظة، ولذا تمّ ابقاء هذه القوات حسب الطلب الذي وصل من المحافظ في بدايات عام 1980 . في تلك الفترة كانت القوى الامنية التابعة للقوة البحرية ترصد تحرّكات مشبوهة للعدو وبدأت تصل التقارير التي تشير الى حشد للقوات البرية والبحرية من قبل العراق على الحدود الايرانية، هذا علاوة على وجود فرق تخريبية كانت تعمل بالداخل. هذه التقارير دفعت الجيش كقوة قتالية محترفة الى وضع خطط لمواجهة ايّ هجوم قد تتعرّض له البلاد من قبل العدو البعثي، وهذه الخطط كانت الخطط الدفاعية الاولى التي يتمّ وضعها بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة. تمّ اعداد هذه الخطط من قبل البحرية الايرانية ، ومن ثم تمّت الموافقة عليها في هيئة الاركان. وفي سبتمبر عام 1980 تمّ تعميم هذه الخطط على الجيش الايراني والقوة البحرية، فقبل بداية الحرب كانت القوة البحرية تمتلك معلومات وافية عما يجري خلف الحدود وكانت قد اعدّت خطة متكاملة لمواجهة اي هجوم محتمل، كانت تلك الخطة هي الاساس في مواجهة اي هجوم ، تم تأسيس القوة 421 في ميناء بوشهر، وتم ايفاد نائب قائد القوة البحرية الى بوشهر لانشاء غرفة الحرب ويتمّ الاعلان عن استقرار القوة القتالية 421 ويتمّ الطلب من القوة الجوية بتزويد البحرية بكل المعلومات التي تمتلكها عن تحركات العدو ويتمّ نقل هذه المعلومات الى القوة 421 القتالية. في هذه الخطط تمت تسمية بعض المناطق في البحر على انها مناطق قتالية ، فكلّ من يدخل هذه المناطق يعتبر عدوا خارجيا وعليه ان يدفع ثمنا باهظا لدخوله اليها. بعد تعيين المناطق الحربية تم تحديد المناطق التي يجب ان تنتشر القوات القتالية فيها وفي ايّ المناطق يجب ان تستقرّ السفن الحربية. وايضا تم تعيين الاهداف الحربية المهمة ، اهمّ الاهداف البحرية التي تمّت تسميتها آنذاك كانت منصّات البكر النفطية و خطوط الاتصالات البحرية الخاصة بقوات العدو حيث كان من الضروري قطع هذه الخطوط . في المقابل كان علينا توفير الحماية لمنصّاتنا وحقولنا النفطية وكذلك الموانئ والقواعد العسكرية وخطوط المواصلات . هذه كانت اهمّ الاهداف التي رسمت من قبل البحرية الايرانية قبل بداية الحرب . تمّ تكليف مغاوير البحرية في خرمشهر بالبقاء والدفاع عن المدينة حال تعرّضها للهجوم ، لذا عندما بدأت الحرب في الحادي والعشرين من سبتمبر عام 1980 واجه العدوّ في خرمشهر قوة قتالية كفوءة وذات خبرة عالية ، تلك القوة قاومت في خرمشهر 34 يوما ، كان العدو يتصوّر انّ هجومه سيكون سهلا ولن يواجه مقاومة تذكر، وتصوّروا انهم سيحتلون محافظة خوزستان في غضون يوم واحد ، ومن ثم يقومون بفصل ابادان وخرمشهر عن ايران وبعد اسبوع يحتفلون بنصرهم في طهران. لكنّ الحدث المهم هو بقاؤهم 34 يوما خلف حدود مدينة خرمشهر. هذا الانجاز تحقّق بفضل القوات القتالية الكفوءة علاوة على القوات الشعبية وقوات التعبئة وغيرها . كلّ هذه القوات بوحدتها وتعاضدها خلقت تلك الملحمة . فالاستراتيجية الاولى كانت الدفاع عن البلاد امام الهجوم الغادر للعدو ، ومن ثم وقعت احداثٌ مهمة ساشرحها فيما بعد.

وعن العلاقات الايرانية العراقية بعد الحرب المفروضة التي شنها النظام البعثي على ايران قال خانزادي ان اليوم هناك علاقاتٌ وديةٌ بين الجارين ايران والعراق ، وتلك الحرب التي اندلعت في تلك الحقبة كانت نتاجا لمشاريع سياسية استكبارية حيث استفادوا من امكانيات النظام العراقي آنذاك ، اما اليوم فهناك علاقاتٌ وديةٌ بين ايران والعراق ونامل ان يستمر هذا الدفء بالعلاقات الى المستقبل البعيد ، لكن اذا كنا نريد ان نمرّ على ذكريات الحرب فيجب علينا ان نذكر بعض الحقائق ، من تلك الحقائق انّ اقتصاد ايران والعراق آنذاك كان يعتمد على النفط فقط ، فنحن كنا نبيع النفط وبذلك تدور عجلة الاقتصاد ، صحيحٌ انه كان لدينا بعض المنتجات الزراعية وغيرها لكنّ الاساس في الاقتصاد كان النفط ولا شيء سواه ، منصّتا البكر والعميّة النفطيتان العراقيتان كانتا من اهم المنصات النفطية في العراق حيث كان النظام البعثي يعتمد على مثل هذه المنصات في تصدير النفط وتوفير السيولة المالية لمكانته العسكرية ، لكن لو توقّف تصدير النفط من هناك سيضعف دعم الجبهات القتالية ، ولو لم يكن ذاك الدعم الكبير من قبل القوى الاستكبارية في العالم والمنطقة لما استطاع النظام البعثيّ الاستمرار في الحرب.

وحول الدعم اللوجستي الغربي للعراق قال خانزادي ان الكثير من المعدات العسكرية كالطائرات والصواريخ قامت الدول الغربية ببيعها للعراق ، نحن وعلى اساس مخطط ذوالفقار قمنا بتنفيذ 3 عمليات وهي عملية اشكان وصفري ومرواريد . عملية اشكان كانت اولى العمليات العسكرية البحرية وكان الهدف قصف منصّتي البكر والعميّة النفطيتين حيث كنا نريد ايقاف ضخّ وتصدير النفط من هاتين المنصتين . في المرحلة الثانية كان علينا تطوير الاداء ، فعلاوة على قصف المنصّتين كان علينا تدميرهما بشكل كامل وهذا ما تمّ في عملية صفري . وهنا يجب ان نستذكر بطولات الشهيد صفري ، فالعملية التي تمّت باسم هذا الشهيد البطل كانت تخليدا لهذا الشهيد الذي يعدّ من اوائل الشهداء في ملحمة الدفاع المقدس ، حيث استشهد مع عدد من المغاوير في مدينة خرمشهر ، لذا اخترنا اسمه ليكون رمزا لهذه العملية . بعد عملية الشهيد صفري أجرينا عملية مرواريد وذلك بعد 67 يوما من بداية الحرب و نفّذت فيها فرقاطة بيكان عملية في البحر تسبّبت بتعطيل العمل في منصّتي البكر والعمية بشكل كامل ، كما تم اسر عدد كبير من الجنود المتواجدين هناك واغلبهم كانوا من الاستخبارات العسكرية حيث كانوا يراقبون كل تحركاتنا في المياه الحرة ، اما في الارض فقد كانت القوات العراقية تحاول احتلال ابادان فاضطرت لتنفيذ عملياتها من البحر ، وهي بذلك كانت بحاجة ماسة للرصد الاستخباراتي . بعد تدمير منصّتي البكر والعمية فقدت تلك القوات ذراعا مخابراتية مهمة ومتطورة كانت تزودها بالمعلومات ، فهم كانوا يمتلكون معدات متطورة جدا لكن تم تدمير اغلبها في تلك العملية . يجب ان اشير هنا الى ان القوة الجوية دعمت بشكل فعال في تلك العملية ، حيث قدمت لنا معلومات مهمة وحيوية عن تحركات قطعات العدو ، وبذلك فقدت القوة البحرية العراقية الكثير من تاثيرها حيث بقيت من دون اي فاعلية حتى نهاية الحرب المفروضة ، اي انّ البحر كان في تلك الفترة وحين الحرب تحت الهيمنة والسيطرة الايرانية . هذا في وقت كان المستشارون الاجانب قد تركوا البلاد بعد انتصار الثورة الاسلامية اذ انهم كانوا يقدّمون المساعدة والمشورة لاستخدام المعدات العسكرية ، لكن حين رحيلهم كانوا يقولون سنعود قريبا ، وكنا نرد عليهم انها اضغاث احلام ، وهذا ما لم ولن يحدث ، حيث إنّ هذه المعدات سيديرها شبابٌ مؤمنون لم يكونوا قد خاضوا تجربة مثل تجربة الحرب ، لكنهم ابدعوا وتألقوا وتم تسجيل بطولاتهم في ملحمة الدفاع المقدس لتكون نقطة تحول مهمة في تلك الحرب...

خانزادي وحول الانجازات التي حققتها القوات البحرية الايرانية قال: اذا اردنا ان نقرأ الاحداث ضمن تسلسلها التاريخي فان اول انجاز للقوة البحرية كان افشال مشروع تقسيم البلاد لاسيما في محافظة خوزستان ، وتمت المهمة بيد مغاوير البحرية ، اما الخطوة الثانية المهمة التي افشلت استراتيجية العدو فهي ايقاف العدو لمدة 34 يوما خلف اسوار مدينة خرمشهر ، لو لم يكن ذاك الاستبسال من قوات المغاوير في تلك المدينة لكانت معادلة الحرب قد تغيرت ، هؤلاء الابطال تركوا خرمشهر بعيون تفيض بالدموع ، وقطعوا وعدا على انفسهم بالعودة لتحرير المدينة ، فهم لم يقبلوا بالتراجع لكن الاوامر التي صدرت لهم عندما كان بني صدر رئيسا للجمهورية اجبرتهم على التراجع والا كانوا مستعدين للبقاء والاستشهاد حتى اخر مقاتل .

اذا ما تحدثتم مع الجنرال صمدي سيخبركم بانه عندما صدرت لهم الاوامر بالانسحاب كان لا يعلم كيف يجب ان يخبر جنوده بضرورة الانسحاب . وهو يروي انه حتى بعد ابلاغهم بالاوامر فان البعض منهم كان لا يرضى بالانسحاب ، لكنه اقنعهم بالانسحاب نظرا لصدور الاوامر من القيادات العليا . وفي الحقيقة هم انسحبوا تكتيكيا ليعودوا فيما بعد ويحرروا المدينة. من العمليات المهمة الاخرى التي تمت في الايام الاولى من الحرب هي عملية ايقاف تصدير النفط العراقي وتدمير المنصات النفطية وتدمير القوة البحرية للعدو، فضلا عن الهيمنة الايرانية الكاملة على البحر ، اما النقطة الاخيرة التي اودّ الاشارة اليها هي قضية حماية السفن وناقلات النفط حيث قامت القوة البحرية ببسالة بتامين الحماية لهذه السفن وذلك طبعا بالتعاون مع العديد من الجهات مثل شركة النفط . اريد القول انّ جهدا كبيرا قد بذل في تلك الفترة لانجاح عملية الحماية

وحول التجارب التي كسبتها الجمهورية الاسلامية من الحرب المفروضة قال خانزادي: في العادة وبعد انتهاء اي حرب يجب الاستفادة من تجارب تلك الحقبة ، فبعد انتهاء الحرب وبغض النظر عن ان القوى العسكرية الثلاث اي القوة البرية والجوية والبحرية حصلت على تجارب مهمة جدا ، فقد تمّ تشكيل لجنة خاصة باسم لجنة المعلومات الحربية ، واليوم تعمل باسم لجنة الشهيد صياد شيرازي للمعلومات الحربية ، حيث حصل الشهيد في تلك الفترة على اذن من سماحة القائد لانشاء هذه اللجنة ونقل التجارب الى الاجيال التالية لاسيما للشباب الذين ينضمّون لجيش الجمهورية الاسلامية . في كل عام يتم نقل تلك التجارب وتدريسها من قبل الاساتذة والمقاتلين القدامى في الكليات والمعاهد العسكرية . بالنسبة للقوة البحرية فانّ اهمّ التجارب تتلخّص في ضرورة عدم الاعتماد على الخارج فيما يخصّ الدفاع عن حياض الوطن ، فالكثير من الدول والاطراف التي قد تبيعك اليوم بعض المعدات المتطورة ستدخل في مواجهة معك متى ما تضاربت مصالحها مع مصلحة الجمهورية الاسلامية ، لذا فانّ الامن الذي نحصل عليه بالاعتماد على هؤلاء سوف يفقد بريقه وينتهي . منظومتنا الامنية يجب ان تكون محلية وهذه كانت من اهم تجاربنا في الحرب المفروضة ، لذا بذلنا كلّ جهدنا لصنع ما نحتاج من معدات . فاذا عدنا الى تسعينيات القرن الماضي اي بعد انتهاء الحرب المفروضة بدأنا بصناعة الحوامات البدائية ، ومن ثم بدأنا بصناعة المدمّرات ، ثم صناعة اول مدمرة وهي في الواقع بمثابة فخر وطنيّ لنا في عام 2009 ، وقد تم ازاحة الستار عنها بحضور سماحة القائد . الان يمر احد عشر عاما على دخول مدمرة جماران الى المياه الايرانية ، تمّت اعادتها الى الموانئ فيما بعد لاجل اجراء بعض عمليات الصيانة ، فلو عدنا لمتابعة اهمّ ما قامت به هذه المدمرة خلال الاعوام الماضية سنرى انها انجزت مهمات صعبة لحماية السفن التجارية في خليج عدن وهي كانت بمثابة رمز للصناعة الوطنية . تلا صناعة جماران صنع مدمرات اخرى وصولا الى مدمرة سهند التي تمّ الكشف عنها عام 2018 ، تلتها مدمرة دماوند ومن ثم مدمرة دنا ، كلّ هذا تمّ في ظل الحصار الظالم المفروض على ايران ، حيث لم نعوّل على ايّ مساعدة من خارج الحدود فيما يتعلّق بتوفير الامن لبلدنا العزيز ، بل اعتمدنا بشكل رئيس على قدراتنا وامكاناتنا المحلية وبذلك شهد قطاع الصناعا ت الدفاعية تطورات ملحوظة خلال الاعوام الاخيرة.