بعد 10 سنوات من عمر الأزمة السورية .. الحريري يراوح مكانه

بعد 10 سنوات من عمر الأزمة السورية .. الحريري يراوح مكانه
الأحد ١٤ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

بعد عشر سنوات من الأزمة السورية وبعد كل ما خلفته هذه الأزمة للشعب السوري من دمار وخراب، يعود إلى الواجهة رئيس الائتلاف الوطني لما يسمى بقوى الثورة والمعارضة السورية بحديث لا يمت إلى الواقع بصلة بل ولا يحاكي الشعب السوري سواء الذي يعيش داخل الأراضي السورية أو حتى الذي يعيش في المخيمات.  

العالم – كشكول

يطل علينا نصر الحريري عبر شاشة قناة "الجزيرة" مسميا نفسه "الممثل الشرعي للشعب السوري وثورته وتطلعاته" من خلال ما يسمى بـ" الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" حاملا معه مجموعة من التصريحات التي لا تعبر لا عن تطلعات ولا عن أفكار ولا حتى عن رؤية الشعب السوري للأزمة التي يعيشها منذ عشرة سنوات والتي دمرت واستنزفت الكثير من قدرات البلاد لحاسب الدول التي خططت لتدمير سوريا بهدف اخراجها من معادلات صناعة القرار والتأثير على مستوى المنطقة.

الحريري وبحسب تصريحاته اعتبر نفسه ان يستلم القيادة في مرحلة حساسة ومهمة، وفي الحقيقة فإن هذا التصريح مهم للغاية ولكن كان يجرد بالحريري أن يشرح لنا عن أي قيادة يتحدث في الوقت الرهن وأن يوضح لنا بصراحة ما هو الحجم الذي يمثله هذا الائتلاف على أرض الواقع؟ وكم من السوريين الذين يعيشون الان في المخيمات يعتبرون ان الحرير يمثلهم ويمثل تطلعاتهم؟ وهل فعلا يحق للحريري ان يتحدث باسمهم في ظل إغفال الحريري وغيره للظروف الصعبة التي يعيشون بها والوضع المأساوي الذي يعانون منه؟!

معظم الإجابات التي قدمها نصر الحريري كانت استعراضية وبالحقيقة فإنها تنم عن عدم نضج في النظرة للأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات بل وإن طريقة الحديث بهذا الأسلوب أكل الدهر عليها وشرب وبات الجميع يعلم ان الحديث بهذا الأسلوب لا يمكن أن يفضي إلى حل للأزمة السورية، فبعد كل هذه السنوات من الحرب بات الجميع على يقين بأن الحوار هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وهذا ما تدعمه الدول والمؤسسات الدولية الجادة في البحث عن حل للأزمة السورية، وكل شيء خارج هذا الإطار لا يعتبر إلا تنفيذ لأجندات معينة لا تصب في مصلحة الشعب السوري على اختلاف تطلعاته واختلاف أفكاره ووجهات نظره.