ضيف وحوار..

القدس ومقدساتها بين تهويد الإحتلال.. وتمسك أهلها بالمقاومة

الثلاثاء ٠٩ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

أكد الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، أن ما يحاول الكيان الاسرائيلي أن يفرضه على الارض، يعتبر مؤشرا خطيرا، حيث توجد نوايا إسرائيلية تندرج في الحقيقة بتغيير الطابع الديني التاريخي والطابع الحضاري للمدينة المقدسة، ومن ضمن ذلك "التغيير في المقدسات".

العالم - ضيف وحوار

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية ببرنامج "ضيف وحوار"، وبسؤال الشيخ محمد حسين، فيما إذا كانت القدس المحتلة أمام تسارع بإجراءات الاحتلال وتكثيف أعداد المقتحمين في الآونة الأخيرة بساحة المسجد الاقصى المبارك وقرارات تعطيهم الحق بما يعرف بالمحاكم للقضاء المحتل الاسرائيلي بأداء الصلاة بعد ذلك بصمت ثم بوقفها وكل ما يرافق المسجد الاقصى المبارك فهل نحن أمام تثبيت ما يعرف بالتقسيم الزماني والمكاني الآن؟

الشيخ محمد حسين: ان ما يمر به المسجد الأقصى المبارك، وما تمر به المدينة المقدسة في هذه الأيام وبشكل عام الأرض الفلسطينية، وفيما يتعلق بقضية الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك لا يوجد شك بأنها ازدادت في الفترة الأخيرة حيث كانت الأعداد قليلة.

وأوضح الشيخ محمد حسين:" أصبح هنالك دعوات من خلال كافة وسائل الاتصال والإعلام الاسرائيلي يدعون هؤلاء المستوطنين والجمعيات اليهودية المتطرفة التي تنتسب الى الهيكل المزعوم وغير ذلك بدعوات واضحة وصريحة لكل أبناء اليهود ولكل الشعب الفلسطيني حتى يأتوا الى المسجد الأقصى المبارك بحجة طبيعة الحال أنهم يأتون كما يزعمون الى مكان يعتبروه "جبل الهيكل" كما يسمونه، لكن بالتأكيد أمام التسمية الإلهية والربانية للمسجد الأقصى المبارك وأمام رؤية المسلمين للمسجد الأقصى بأنه جزء من عقيدتهم، وانه قبلتهم الاولى وانه مكان عبادتهم وعبادة من خص بهم تماما".

واستطرد الشيخ محمد حسين قائلا: نقول دائما المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي بقرار رباني وهو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وهذا هو المسجد الأقصى وحكم المسجد هو حكم الذي يستعمل ويدخل الى المسجد الأقصى متعبدا هو المسلم فقط في ظل هذه التسمية، وفي ظل هذا الانتماء الديني العقائدي التاريخي التعبدي وكل ما يشمل المسجد الأقصى وكل تلك المعاني الإيمانية المتعلقة به".

واعتبر الشيخ محمد حسين: بطبيعة الحال هنالك منهاج للإسرائيلي المحتل أن يهود المدينة المقدسة فكيف يمكن أن يهود بالمدينة المقدسة وما زال المسجد الأقصى وسيبقى بحول الله وقوته عنوان اسلامية هذه المدينة وهو عنوان عروبة هذه المدينة وهو عنوان فلسطينية هذه المدينة".

وشدد الشيخ محمد حسين:" ليس بالهين العبث بالمرتكزات التي يرتكز عليها المسلمون في المدينة المقدسة ونظرتهم الى هذه المقدسات وما تحيل وما تؤسس وما تثبت هذه المقدسات في عقيدة ونفس كل مسلم في هذا العالم بالدرجة الأولى الفلسطيني وكل أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية ومن ثم كل عربي في هذا العالم وكل مسلم في هذا العالم، وهذا الارتباط والقوي المتين لا يمكن أن يزعزعه قرار محكمة اسرائيلية تقول لليهود الحق أو لليهود أن يأتوا الى المسجد الاقصى ويصلوا صلاة ناطقة أو صامتة الى غير ذلك .

واضاف الشيخ محمد حسين قائلا:"ان التشريع القانوني مع الاسف الشديد مرفوض ونقول لا توجد أية محكمة في الدنيا صاحبة الصلاحية، للبت في وضع المسجد الأقصى المبارك، فالمسجد الأقصى هو مسجد إسلامي وقرار رباني".

وتابع الشيخ محمد حسين:"لكن أي محكمة في هذا العالم لا صلاحية لها للنظر في كينونة المسجد الأقصى المبارك وبالتالي نعتبر كل قرارات المحاكم الاسرائيلية أو غير اسرائيلية اذا صدرت بحق المسجد الأقصى هي قرارات باطلة وتصدر من محاكم ليست ذات اختصاص، وبالتالي هي لا تقدم ولا تؤخر ولا تؤسس لاي حق للاسرائيلي للمحتل في المسجد الأقصى المبارك.

ونوه الشيخ محمد حسين قائلا:"ان ما يحاول الكيان الاسرائيلي أن يفرضه على الارض، يعتبر مؤشرا خطيرا، حيث أن هنالك نوايا اسرائيلية تندرج في الحقيقة بتغيير الطابع الديني التاريخي والطابع الحضاري للمدينة المقدسة ومن ضمن ذلك "التغيير في المقدسات".

واضاف الشيخ محمد حسين قائلا: هذا التغيير في المقدسات، لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يمر، أو أن يمرر على أبناء الشعب الفلسطيني المقدسيين والفلسطينيين بشكل عام وعلى الأمة العربية وعلى الأمة الاسلامية التي تعتبر مرتكزات عقائدية وايمانية ومرتكزات تعبدية وتاريخية لها في القدس ولها في هذه المقدسات لذلك فان المعادلة في الحقيقة صعبة فهي تحدي.

وشدّد الشيخ محمد حسين :"لا أحد في الدنيا في أي حال من الأحوال يستطيع أن يتحدى في دينه أو يتحدى في عبادته أو يتحدى في عقيدته مهما كان الأمر، حيث يسجن الكيان الصهيوني أبناءنا المسلمين في السجون الإسرائيلية، ولكن لا تستطيع سلطات السجون أن تمنعهم من ممارسة عباداتهم فهذا حق شخصي وحق ديني لهذا الشخص ولذلك هو في أسؤا الظروف يمارس هذا الحق رغم كل القيود ورغم كل الملاحقات وكل المتابعات".

وتابع الشيخ محمد حسين قائلا: لذلك نرى أن ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من دون شك يستغل الظروف المحيطة بما فيه ظرف التراجع العربي ويستغل الضعف الاسلامي كما يستغل التواطؤ الدولي ، حيث لم نسمع دولا تقول انها ممارسات غير مقبولة الا أن ذلك لا يكفي حيث أن هنالك قرارات من الشرعية الدولية وقرارات من قبل الأمم المتحدة التي تمثل المجتمع الدولي، ومن مجلس الأمن الدولي ومن غيره، تمنع الحقيقة،

واشار الشيخ محمد حسين الى أن منظمة اليونسكو اصدرت أكثر من قرار وهي منظمة مختصة من منظمات الامم المتحدة برعاية التراث الديني بشكل عام، و"القدس" كما تعلمون هي مسجلة في التراث العالمي الذي يجب صيانته من عام 1980 الى عام 1982 من القرن الماضي، والمقدسات ذات الأمر حيث أن الامم المتحدة تقول :"مراعاة الوضع القائم في القدس"، ومعنى مراعاة الوضع القائم ما يشمل المقدسات على طبيعتها لاصحاب الديانات والمقدسات الاسلامية للمسلمين والمقدسات المسيحية وبالتالي لا يجوز لكيان الاحتلال الاسرائيلي ان يعبث لا بمقدسات المسلمين ولا بمقدسات المسيحيين.

ويعتبر الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية أن لقيام الاحتلال الإسرائيلي بوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى بالقدس والحرم الإبراهيمي في الخليل، آثارا سلبية على هذه المباني التاريخية والإسلامية بما يسهّل خطة تهويدها.

ويؤكد أنه لا يمكن مقارنة ما يقدمه العرب والمسلمون من دعم للشعب الفلسطيني،بسيل الأموال غير المنقطع الذي يصل الاحتلال لتنفيذ مخططاته الاستيطانية في فلسطين، معتبرا الفلسطينيين حراس الأرض الأوفياء وسدنة المقدسات، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

وقال الشيخ محمد حسين:" لا شك أن الاحتلال نفذ خطته في ظل التضييق على المصلين أولا، والتضييق على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ولجنة إعمار المسجد الأقصى، وكذلك لجنة الإعمار في الخليل والمسجد الإبراهيمي، من خلال وقف الترميمات المطلوبة، وهذه ممارسات مرفوضة وإن كانت تتخذ تحت إجراءات جائحة كورونا وتطبيق التعليمات الصحية".



وحذر الشيخ محمد حسين:" لا يجوز للاحتلال أن يمنع المدنيين الواقعين تحت الاحتلال من ممارسة عباداتهم بكامل الحرية، أو صيانة أماكن العبادة وترميمها، وخاصة في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، فالمسجدان للمسلمين وحدهم، ويشهد بذلك التاريخ وتعاقب الوقائع بحق المسلمين في هذه المساجد، وأي تعدٍّ على إخراج هذه المساجد من مضمونها ورسالتها الإسلامية هو عدوان على هذا المضمون وهذه الرسالة، وعدوان على الشعب الفلسطيني الذي يملك ويشرف على هذه المقدسات، ويتابع إعمارها بالتردد عليها للعبادة وبأعمال الترميم والصيانة المطلوبة".

وتطل بلدية الاحتلال والجمعيات الاستيطانية كل يوم بمخططات تهويدية جديدة في القدس، ولعلّ أخطر المشاريع تلك التي تحيط بالمسجد الأقصى المبارك وسور البلدة القديمة التاريخي، ومن بينها مشروع "الحوض المقدس".

وكان قد أعلن كيان الاحتلال الإسرائيلي انطلاق العمل في مشروع الحوض التاريخي "المقدس" عام 1999، ونفذت أجزاء منه وتسعى جاهدة إلى تنفيذ البقية، ويمتد المشروع -وفقا لمدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي- من منطقة وادي الربابة في بلدة سلوان، مرورًا بحيي البستان ووادي حلوة في البلدة، ثم نحو منطقة طنطور فرعون والمقابر اليهودية في سفوح جبل الزيتون. وتبلغ المساحة المستهدفة بهذا المشروع نحو 2 كيلومتر ونصف حول البلدة القديمة وأسفلها، ويستغل الاحتلال القضية الدينية لفرض واقع سياسي في المكان.

ويتم مناقشة موضوع الحلقة من برنامج "ضيف وحوار" مع ضيف الحلقة :

- الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية

التفاصيل في الفيديو المرفق ...