إيران وضعت "إسرائيل" في حجمها الطبيعي.. لا تهديدات تُسمع في فيينا

إيران وضعت
الإثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠٢١ - ١١:٣٢ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تستأنف اليوم الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا، بين ايران ومجموعة 4+1، بهدف الغاء الحظر الامريكي الاحادي الجانب عن ايران، إستبق الكيان الاسرائيلي كعادته المفاوضات، باطلاق سلسلة من التهديدات، التي باتت يومية، والتلويح بوجود خطط عسكرية للهجوم على المنشآت النووية في ايران.

العالم كشكول

اللافت في التهديدات الاسرائيلية هذه المرة، انها جاءت ايضا كأوامر للاطراف الغربية التي تشارك في مفاوضات فيينا، بل وحتى مصادرة ارادة المفاوضين الغربيين، كما اتضح ذلك من كلام رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، في ندوة عقدها معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب أمس، الذي قال:" لا يجوز التوصل إلى اتفاق مع ايران"!!.

الخطاب الاستعلائي "الاسرائيلي" لم يقف عند مصادرة ارادة المفاوضين الغربيين، وهم اولياء نعمة الكيان الاسرائيلي، عبر تحذيرهم من مغبة التوصل الى اتفاق مع ايران، بل تجاوز وبشكل صارخ على القدرات العقلية للمفاوضين الغربيين والتشكيك فيها، وذلك عندما جزم كوخافي وبشكل تنبئي من ان: "الاتفاق النووي مع إيران سيكون سيئا"!!.

قبل كوخافي، كان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت، قد "أمر"! المفاوضين الغربيين :"الى وقف المفاوضات النووية مع ايران"!، وفي حال تم التوصل الى هذا الاتفاق فانه سيكون "غير ملزم لاسرائيل".

الذي يمكن إستنباطه من هذه المواقف "الاسرائيلية"، هي ان الكيان الاسرائيلي، لا يعترف بشيء إسمه مفاوضات، فهو تعود على فرض ارادته على الاخرين بالقوة، وهذه الحقيقة يمكن رؤيتها بوضوح عبر العقود السبعة الماضية من عمر هذا الكيان، وقد ساهم الدعم اللامحدود للغرب لهذا الكيان في تغذية هذه الروح الاستعلائية والعدوانية التي تتعامل بها "اسرائيل" مع الغير، فهي ترى نفسها فوق القانون، لذلك تستخدم هذه اللغة المتغطرسة مع الاخرين.

من الواضح ان اللغة الاستعلائية للكيان الاسرائيلي، قد تنفع مع غير ايران، فالحديث عن الاتفاق النووي بهذا الشكل المتناقض، فمرة ان "اسرائيل" مع اتفاق جيد، ومرة ان "اسرائيل" ترى كل اتفاق يتم التوصل اليه هو سيىء، ومرة ان "اسرائيل" لا تلتزم باي اتفاق، ومرات ان "اسرائيل" تستعد للهجوم على ايران في كل الحالات، فهذه اللغة هي لغة طفل مشاكس اعتاد الحصول على اشياء ليست من حقه، وهي لغة، من سوء حظ "اسرائيل" ليس هناك من يفهمها في ايران، وهذا الامر بالذات هو الذي جعل صراخ هذا الطفل المدلل والمشاكس، يعلو بهذا الشكل الهستيري، دون ان يستطيع مربوه اسكاته عبر الاخذ من ايران ما يتمنى، فايران وضعت "اسرائيل" في حجمها الطبيعي، لا بحجمها الذي اصطنعته باجرامها وعدوانيتها، ودعم الغرب غير المحدود لها.