ففي هذا الاطار أكد وزير الدفاع السعودي "خالد بن سلمان"، أن السعودية ملتزمة بدعم حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، مع التأكيد على أن القضية الجنوبية ستظل حاضرة في أي اتفاق يهدف إلى إنهاء الصراع.
ودعا الوزير، المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إنهاء التصعيد العسكري وانسحاب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرا أن الأحداث الأخيرة "أضرت بالقضية الجنوبية العادلة وأدت إلى شق الصف في مواجهة العدو".
وشدد الوزير السعودي على أن حل القضية الجنوبية يجب أن يتم بالتوافق وبالوفاء بالالتزامات وبناء الثقة، مشيرا إلى أن اتفاق الرياض الموقّع في نوفمبر 2019 كفل مشاركة الجنوبيين في السلطة وفتح الطريق أمام حل عادل وشامل.
وأضاف خالد بن سلمان "حان الوقت للمجلس الانتقالي الجنوبي، في هذه المرحلة الحساسة، تغليب صوت العقل"، محذرا من أن التصعيد في حضرموت والمهرة "أدى إلى أحداث مؤسفة شقت الصف وأتاحت فرصة للمتربصين لتحقيق أهدافهم في اليمن والمنطقة".
وفي سياق متصل، توعد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بالتعامل المباشر مع أي تحركات عسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ردا على طلب من مجلس القيادة الرئاسي اليمني التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن"تركي المالكي"، قوله "استجابةً للطلب المُقدم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني "رشاد العليمي" بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت نتيجة الانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستمرارا للجهود المشتركة للسعودية والإمارات في خفض التصعيد، فإن أي تحركات عسكرية مخالفة لهذه الجهود سيجري التعامل المباشر معها بهدف حماية المدنيين وإنجاح الجهود السعودية الإماراتية".
وشدد "المالكي" على "استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم والثابت للحكومة اليمنية"، داعيا الجميع إلى "تحمل المسؤولية الوطنية وضبط النفس والاستجابة لجهود الحلول السلمية لحفظ الأمن والاستقرار" حسب تعبيره.
وكان مصدر مسؤول في حكومة العليمي أكد أن الاخير تقدّم بطلب رسمي إلى التحالف لاتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة القوات الحكومية لفرض التهدئة.
ويشهد اليمن منذ بداية ديسمبر الجاري تصعيدا بين حكومة العليمي وعضو ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ، على خلفية سيطرة الأخير على مناطق شرقي اليمن.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، الجمعة الماضية، أن أحد معسكراته في وادي نحب بمحافظة حضرموت تعرض لغارة جوية نفذتها طائرات سعودية، معربًا عن استغرابه من استهداف قواته في ظل استمرار معاركه ضد ما وصفه بـ"عناصر متمردة وإرهابية".
وتزامن القصف مع معارك عنيفة بين قوات المجلس الانتقالي ومسلحين مرتبطين بحلف القبائل، في محاولة للسيطرة على المحافظة.