وتتمثل الوثيقة في تأشيرة عبور بريطانية لرحلة واحدة إلى الهند، تُظهر أن بن غوريون، المولود في بولندا عام 1886، كان يُعامل قانونيًا كمواطن فلسطيني وفق الأنظمة المعمول بها آنذاك في فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني، في مفارقة تاريخية لافتة بالنظر إلى دوره اللاحق في قيادة المشروع الصهيوني.
ويُعد "بن غوريون" من أبرز قادة الحركة الصهيونية ومهندسي إقامة الكيان الإسرائيلي، حيث قاد التحضيرات السياسية والعسكرية التي سبقت نكبة عام 1948، والتي ترافقت مع ارتكاب مجازر واسعة وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم.

وتولى بن غوريون رئاسة أول حكومة في كيان الاحتلال بعد إعلان قيام الكيان، كما شغل منصب وزير الحرب في الإحتلال، وعمل على دمج العصابات الصهيونية المسلحة ضمن جيش الاحتلال، وواصل سياسات التوسع والعدوان، رافضا عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وتسلّط هذه الوثيقة الضوء على التناقض التاريخي في الرواية الصهيونية، إذ تكشف أن أحد أبرز مؤسسي الكيان كان مسجّلا رسميا كمواطن فلسطيني، في وقت جرى فيه لاحقاً إنكار الوجود الفلسطيني وتهجيره بالقوة.