وجاء ذلك في كلمة القاها في لقاء تضامني مع الدبلوماسيين الايرانيين نظمته السفارة الايرانية في مقر نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، شارك فيه اضافة الى الوزير منصور، وزراء ونواب حاليون وسابقون، وحشد من الشخصيات السياسية والدينية والحزبية والثقافية والاعلامية والاجتماعية والحقوقية والدبلوماسية والعسكرية وممثلون عن قوى واحزاب لبنانية وعن فصائل فلسطينية، وذلك في حضور وفد من عائلات الدبلوماسيين الايرانيين المخطوفين.
واكد الوزير منصور ان لبنان ما انفك عن مواصلة البحث والتحري ومتابعة التحقيق في قضية الدبلوماسيين بغية معرفة الحقيقة الكاملة وكشف النقاب عن مصير هؤلاء الدبلوماسيين الذين كانوا ضحية جريمة استغل مرتكبوها ظروف الحرب البشعة والفوضى والاضطرابات التي شهدها لبنان لسنوات عدة، مع ما رافق ذلك من احتلال اسرائيلي للبنان وفر الظروف المناسبة لاختطاف الدبلوماسيين الايرانيين الاعزاء.
ولفت الوزير منصور الى ان "الحكومة اللبنانية سبق ان وجهت رسالة رسمية الى الامين العام للامم المتحدة في 13 ايلول/ سبتمبر 2008 تؤكد فيها على حصول حادثة الاختطاف على الاراضي اللبنانية مطالبة المنظمة الدولية ببذل مساعيها ومساعدتها في ازاحة الستار عن هذه القضية الانسانية".
واعرب الوزير منصور عن تعاطفه مع عوائل الدبلوماسيين الاربعة المخطوفين، وانه يتحسس بعمق والم الظروف الانسانية الصعبة التي تحيط بهذه العائلات التي تعيش "هموما وضغوطا نفسية قاتلة ومتواصلة".
وقال:" ان ما يزيد من اصرارنا على التوصل الى نتيجة ايجابية هو ان هذه الجريمة البشعة ارتكبت على ارض لبنانية وطالت دبلوماسيين ينتمون الى بلد شقيق تربطنا به اواصر الاخوة والعلاقات الدبلوماسية والسياسية والثقافية والتاريخية المميزة".
واضاف: "لن ندخر جهدا من اجل متابعة التحري والاتصالات في كل اتجاه وكلنا امل بان يوفقنا الله للوصول الى نتيجة ايجابية طال انتظارها تعيد بعد طول غياب الدبلوماسيين الاعزاء الى احضان وطنهم".
وتحدثت مريم مجتهد زادة، مستشارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لشؤون الاسرة عقيلة القائم بالاعمال المختطف محسن موسوي مشيرة الى ان المعلومات تؤكد ان "العناصر المتعاملة مع الكيان الاسرائيلي قامت بنقل هؤلاء الدبلوماسيين الى فلسطين المحتلة".
واعلنت ان ايران تتابع هذه القضية على مستويين لبناني عبر الحكومة اللبنانية انطلاقا من مسؤوليتها في هذا المضمار، ودولي عبر الامم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية والتي عليها ان تتحمل مسؤوليتها في الكشف عن مصير الدبلوماسيين المختطفين، من خلال تشكيل لجنة تقصي الحقائق تقوم بمحاسبة الكيان الاسرائيلي وتطالبه بالافراج عن المختطفين واعادتهم الى ذويهم ووطنهم".
واكدت مجتهد زادة ان الكيان الاسرائيلي يتحمل المسؤولية عن عملية الاختطاف هذه ولا بد ان يسال عنها، متسائلة: الى متى يستمر هذا الكيان في انتهاكاته الفاضحة للمواثيق الدولية؟ ولماذا لا يقوم المجتمع الدولي بمحاكمة ومحاسبة قادة الكيان المجرمين ولو مرة واحدة؟ .
ولفتت الى ان هذا الكيان يشكل تهديدا امنيا ونفسيا للعالم الانساني وهو مدين للانسانية وللعالم الانساني الى الابد وبالتالي لا يمكن ان يتلطي هذا الكيان وراء الدعم الغربي والاميركي له الى ما لا نهاية .
واشارت الى ان معنى اسرائيل هو المجازر الجماعية في دير ياسين وكنيسة راشيا ومسجد العباسية وجرائم صبرا وشاتيلا وقانا والضاحية الجنوبية لبيروت وغزة والاغتيالات وعمليات الخطف المنتشرة في مختلف انحاء العالم . مذكرة بان ضحايا جرائم الكيان الاسرائيلي هم من مختلف الاديان والقوميات اضافة الى الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون للحصار والتنكيل في غزة والضفة وفي جنوب لبنان والجولان.
وقالت: لقد تصور هؤلاء انهم قادرون على اثارة الياس والاحباط لدى الشعوب من خلال ممارسة المجازر والارهاب والتنكيل ولكن ها هم بعد عقود من الاغتصاب والقتل والاحتلال باتوا اليوم يواجهون صحوة اسلامية وانسانية غير مسبوقة ما يبشر بانطلاقة المسيرة التي ستضع نهاية للكيان الاسرائيلي والمصالح الاميركية في المنطقة .
واعربت السيدة مجتهد زادة عن املها في ان يعود جميع الاسرى والمعتقلين العرب والمسلمين بما في ذلك 11 الف اسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الى احضان ذويهم واسرهم، والافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم.
وختمت بالقول: نحن الايرانيون وبما نملك من روح جهادية واستشهادية وصمود ومقاومة سنستمر في مواجهة الظلم والطغيان الى ابد الابدين وسنضم اصواتنا الى اصوات الداعين الى العدالة في العالم ونقف الى جانبكم حتى القضاء على الكيان الجائر .
وتحدث في اللقاء التضامني السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي الذي جدد التاكيد على ان الدبلوماسيين الايرانيين المختطفين لا يزالون على قيد الحياة في سجون الاحتلال.
واكد السفير كن ابادي ان هذه الجريمة "هي جريمة كبرى ارتكبت خلافا للاعراف الدبلوماسية ولا سيما معاهدة فيينا التي اعطت الحصانة للدبلوماسيين وهي جريمة بحق المجتمع الدولي لانها ارتكبت خلافا لكل المواثيق والعهود الدولية وهي انتهاك فاضح لحقوق الانسان".
ولفت ركن ابادي الى انه رغم مرور 29 عاما على هذه الجريمة الا اننا لم نلمس لدى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية المعنية تحركا جديا تجاه هذه المسالة ، مشددا على ان الدبلوماسيين الذين اختطفوا في لبنان تم تسليمهم لكيان الاحتلال حيث لا يزالون على قيد الحياة محتجزين في سجون اسرائيل.
وشدد على ان هذه القضية "ستبقى قضية حية لانها قضية حق وحرية وستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها وهي موضع متابعة وعناية من قبل بلاده مع كافة الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع الدولي حتى تحرير هؤلاء الاخوة الاعزاء وعودتهم الى اهلهم ووطنهم".
وتحدث ايضا عضو لجنة حقوق الانسان في البرلمان اللبناني النائب ميشال موسى الذي اعرب عن تعاطفه مع اسر وعائلات الدبلوماسيين الايرانيين المختطفين، ولفت الى ان اختطاف هؤلاء الدبلوماسيين يشكل انتهاكا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية وخاصة معاهدة فيينا التي حددت كيفية التعامل مع الدبلوماسيين في العالم.
وطالب النائب موسى المجتمع المدني ببذل جهد اضافي من اجل مطالبة الكيان الاسرائيلي بكشف حقيقة الدبلوماسيين المخطوفين، كما طالب المجتمع الدولي بان يتطلع بعين العدل الى هذه القضية الانسانية، والاقلاع عن السياسة الانتقائية في تطبيق القرارات الدولية، لافتا الى ان هناك العديد من القرارات الدولية التي لم تنفذ رغم مرور سنوات طويلة عليها.
والقى رئيس الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين عطا الله حمود، الذي ناشد ما تبقي من الضمير العالمي والهيئات والمنظمات الانسانية والدولية وضع حد لهذه الجريمة والعمل على كشف مصير الدبلوماسيين الاربعة واطلاق سراحهم.
واكد حمود ان عملية كشف مصير الدبلوماسيين الايرانيين لا تعفي الدولة اللبنانية والحكومات المتعقبة من مسؤولياتها ، مطالبا السلطات اللبنانية بمساءلة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اقدم على ارتكاب هذه الجريمة، عن سبب اختطاف هؤلاء الدبلوماسيين وما ال مصير وعن غيرهم من مفقودين لبنانيين وغير لبنانيين.
بدوره، ناشد نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي السلطات القضائية اللبنانية والسلطة الاجرائية السعي الحثيث لكشف مصير الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة، مشددا على انه لا يجوز ان يبقي مصيرهم مجهولا، ومشيرا الى ان مطلب معرفة الحقيقة واقامة العدالة المرفوع في لبنان يجب ان يشمل ايضا الدبلوماسيين الايرانيين.
تجدر الاشارة الى ان القوات اللبنانية التي يراسها سمير جعجع كانت اختطفت الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة في 4 تموز/ يوليو عام 1982 على حاجز امني لها يعرف باسم حاجز البربارة في منطقة المدفون بشمال لبنان لدى عودتهم من مدينة طرابلس الى مقر عملهم في بيروت، وهم القائم بالاعمال محسن موسوي، والسكرتير الاول احمد متوسليان والموظف تقي رستكار مقدم والصحافي في وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء كاظم اخوان.
واقدمت القوات اللبنانية على تسليم الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الى اسرائيل عن طريق البحر في اعقاب قرار السلطات اللبنانية بحل الميليشيات في العام 1990.