عملية بئر السبع.. كل الأشهر مواقيت للمقاومة

عملية بئر السبع.. كل الأشهر مواقيت للمقاومة
الأربعاء ٢٣ مارس ٢٠٢٢ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تترقب حلول شهر رمضان المبارك، بقلق شديد ، خوفا من تزايد الهجمات التي قد ينفذها فلسطينيون في القدس والضفة الغربية، ردا اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على اهالي الشيخ جراح، وعلى اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، حيث قامت قوات الاحتلال في الأسابيع الأخيرة بزيادة عدد اعتقالاتها في كل ليلة ضد الفلسطينيين "المطلوبين"، أو أولئك الذين "ينوون تنفيذ عمليات مسلحة".

العالم - كشكول

وصل هلع وخوف الاحتلال الإسرائيلي حدا انه إستنجد بالملك الاردني عبدالله الثاني، والسلطة الفلسطينية في رام الله، حيث من المقرر، كما ذكرت قناة "كان" "الإسرائيلية"، ان يزور الملك عبدالله رام الله قريبا، ليلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في محاولة لمنع التصعيد الأمني المحتمل في رمضان.

يبدو ان اجراءات كيان الاحتلال، كانت تنقصها شيئا في غاية الاهمية، وهو جهل الاحتلال بأبعاد الشخصية الفلسطينية وطريقة تفكيرها، فالاحتلال الاسرائيلي اعتاد التعامل مع حفنة من الفلسطينيين، من الذين ارتضوا التعامل مع هذا الكيان، وتعميم هذا الكيان لشخصية هذه الحفنة من الفلسطينيين على عموم الشعب الفلسطيني والشخصية الفلسطينية الحقيقية.

بسبب هذ الجهل، جاء الرد الفلسطيني على ممارسات الاحتلال في الشيخ جراح والقدس والضفة الغربية، في توقيت ومكان لم يخطرا على بال الاحتلال وقواته واستخباراته واجهزته الامنية، فقد نفذ يوم امس الثلاثاء، شاب فلسطيني في ال34 من العمر، عملية بطولية في بئر السبع، اسفرت عن مقتل اربعة مستوطنين واصاب اثنين اخرين جراحهما خطيرة.

اللافت ان منفذ العملية هو الاسير المحرر محمد أبو القيعان من سكان حورة النقب، قضى 4 سنوات في سجون الاحتلال، وهو ما يؤكد ان السجن والتعذيب وسلب الحرية لا يفل من عزم واردة الانسان الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وانه كلما زاد تنكيل وقمع واجرام الاحتلال، كلما زاد الشعب الفلسطيني تصميما على مقاومة الاحتلال.

عملية بئر السبع في النقب الفلسطيني المحتل، وقبل ايام من حلول شهر رمضان المبارك، اكدت ان مقاومة المحتل لا تقتصر على شهر رمضان المبارك، وان كان هذ الشهر هو شهر التضحية والجهاد، فمقاومة المحتل لا تحتاج الى مواقيت، كما ان العملية اكدت على ان مقاومة المحتل لا تنحصر في غزة والقدس والضفة الغربية، فمسرح المقاومة هي كل الجغرافية الفلسطينية، وهي مقاومة ستتوصل حتى تحرير كل شبر من ارض فلسطين المقدسة.