"اسرائيل" تلعب بالنار.. ما سبب استهدافها مطار دمشق الدولي الان؟

الأحد ١٢ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

تصعيد واضح ينتهجه کیان الاحتلال الاسرائيلي خلال الآونة الأخيرة ضد سوريا، سعیا لأخذ المنطقة إلى خيارات محفوفة بمخاطر كبيرة، لينتقل من مرحلة دعم الارهابيين الى الانخراط بشكل مباشر والتنفيذ العملي في اعتدائه على سوريا.

العالم - كشكول

العداون الاسرائيلي الاخير يوم الجمعة الماضي تسبب باستهداف البنية التحتية لمطار دمشق الدولي وخروج مهابط الطائرات عن الخدمة حيث تضررت في أكثر من موقع وبشكل كبير، مع الإنارة الملاحية بالاضافة الى استهدف مبنى الصالة الثانية للمطار وتعرضها لأضرار مادية.

وقالت وزراة النقل السورية انه نتيجة لهذه الأضرار تم تعليق الرحلات الجوية القادمة والمغادرة عبر المطار حتى إشعار آخر ،فيما تعمل كوادر الطيران المدني والشركات الوطنية المختصة على إزالة أثار العدوان وإصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمطار.

كيان الاحتلال الاسرائيلي بعدوانه المستمر يضرب بعرض الحائط كل القوانين والاعراف الدولية ،ما يؤدي لتعريض حياة المدنيين الأبرياء من عمال ومسافرين على اختلاف جنسياتهم لخطر جسيم، فضلاً عن تعريض حركة الطيران التجاري للخطر الداهم، وإمكانية إصابة طائرات ومسافرين على متن نواقل جوية لدول لا علاقة لها بأي صراع في المنطقة.

السؤال الذي يطرح الان لماذا استهدف العدوان الاسرائيلي البنية التحيتية لمطار دمشق ،الاجابة كانت وفق الرد الرسمي السوري وكما يري مراقبون هو سعي كيان الاحتلال إلى زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة لإخفاء أوضاعهم غير المستقرة والهشة بالاضافة الى تعزيز الجماعات الإرهابية المتبقية في سوريا.

فالكيان الإسرائيلي لا يستوعب إلى الآن أن الدولة السورية حررت الكثير من المناطق، وأنها تستعيد قوتها، لذلك يحاول الضغط على الحكومة السورية، سواء من خلال دعم الجماعات الإرهابية المتبقية في مناطق متفرقة، ومنها الجنوب، ودعم "داعش" بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي في البادية، ودعم المجموعات الإرهابية في إدلب.

وتعليقا على استمرار العدوان الاسرائيلي على سوريا ،اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان "التدخل الاسرائيلي بالبداية الزمنية كان مرتبطاً تماماً بمرحلة انهيار الارهابيين في سوريا، لأن الإرهابي بالنسبة لنا هو جيش إسرائيلي ولكن بهوية سورية أو بهويات أخرى، فعندما بدأ هذا الإرهابي يتراجع وتنهار معنوياته كان لابد من التدخل الاسرائيلي لرفع معنويات الارهابيين وإعادة تحريكهم، فإذاً ما يحصل الآن من قبل اسرائيل يأتي في هذا الإطار ولا يأتي في أيّ إطار آخر".

وعبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن إدانة الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعباً للعدوان الإسرائيلي الجبان الذي قامت به الطائرات الإسرائيلية على الأطراف الجنوبية من دمشق. وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن حلف المقاومة سيكون دائماً إلى جانب سوريا الشقيقة في ممارسة حقها بالدفاع عن سيادتها وتحرير أراضيها.

بدورها دانت الخارجية الروسية بشدة العداون الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي، وطالبت الجانب الإسرائيلي بوقف هذه الممارسة الشريرة، مشددة على أن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة تخلق مخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي.

كما دانت الخارجية اللبنانية في بيانها الاعتداء الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي وتعطيل العمل فيه، وترى في ذلك عملا إرهابيا استهدف مرفقا مدنيا حيويا يلعب دورا هاما في التخفيف من الأزمة التي يعيشها السوريون.

الكيان الإسرائيلي عبر هذا التصعيد يلعب بالنار، وهو يبحث عن مبررات لفتح جبهات ومعارك جديدة لإعادة خلط الأوراق في المنطقة بما يتناسب مع استراتيجيته العدوانية الهادفة إلى إخضاع دول المنطقة ومنعها من امتلاك عوامل القوة العسكرية والاقتصادية للدفاع عن سيادتها وشعوبها. لكن المؤكد ان سوريا سترد على العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي ولكن بما ينسجم ويتوافق مع أولوياتها وخياراتها في هذا الشأن وفي الوقت والمكان المناسب.