لبنان يسلّم هوكشتاين وديعة شفهيّة حول الترسيم بإنتظار جواب "الإسرائيلي"

لبنان يسلّم هوكشتاين وديعة شفهيّة حول الترسيم بإنتظار جواب
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء في بيروت على زيارة الموفد الأميركي الى لبنان عاموس هوكشتاين ونتائجها بعد أن سمع جوابًا موحدًا من كافة القادة اللبنانيين الذين التقاهم حول عدم التنازل عن أي شبر من حدود لبنان البحرية، بإنتظار زيارته الى تل ابيب قريبًا والإطلاع على موقف قادة الإحتلال.

العالم - لبنان

واشارت صحيفة الأخبار الى أن الأميركي سمع عمليًا في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة عاموس هوكشتاين، بعد طول انتظار، الجواب اللبناني على اقتراحه الذي قدّمه في شباط الماضي بالخط الحدودي 23 معدّلاً.

الجواب تضمّن ملاحظات عقلانية وتعدّ بمثابة طرح بديل. والآن، نحن من ينتظر الجواب الإسرائيلي لنبني على الشيء مقتضاه. بحسب ما قالت مصادر مطّلعة على لقاءات هوكشتاين في بيروت أمس، لافتة إلى أن توافق الرؤساء الثلاثة على الموقف «زاده قوة موقف قائد الجيش العماد جوزف عون بالوقوف وراء قرار السلطة السياسية، علماً بأن القائد عمّم على كل العسكريين، في الخدمة والمتقاعدين، عدم تناول ملف الترسيم إعلامياً.

ولم يكن عابراً، أمس، تزامن زيارة هوكشتين مع تحليق الطيران المُعادي على علوّ منخفض فوق قرى الجنوب وخرقه جدار الصوت. ومهما تكن دوافع العدو من وراء هذا الاستعراض، تبقى رغبة تل أبيب في تكريس الهدنة على الحدود وتحصينها بالتفاوض هي الطاغية، وخصوصاً أن العدو يحتاج إلى التفرّغ لمواكبة المشروع النفطي - الغازي الذي يُهندسه مع الأوروبيين.

وفي هذا السياق، كان لافتاً استفسار هوكشتين عن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الخميس الماضي ومدى جديّة الحزب واستعداده لتنفيذ تهديداته، وفق ما نقلت مصادر بارزة مطّلعة على أجواء الاجتماعات. الضيف الأميركي، الذي استهلّ يومه بصورة وتغريدة عبر حسابه على تويتر قائلاً: صباح الخير بيروت. منظر رائع للاستيقاظ من مقر السفارة الأميركية، استأنف لقاءاته بجولة على الرؤساء: ميشال عون، نبيه بري ونجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وقائد الجيشِ، وختمها بمقابلة مع قناة الحرة ستُبث اليوم (وُزّعت مقتطفات منها مساء أمس) قال فيها جئت للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات السابقة، وما سمعته مفاده أن الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان هو أن حل الأزمة الاقتصادية يرتبط بشكل وثيق بملف النفط.

أما الخبر السار» فهو أنني وجدت إجماعاً أكبر حول الرسالة، وإعداداً جدّياً للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكّل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها.

فما الذي سمعه الضيف الأميركي من الرئيس عون في الاجتماع الذي حضره المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب والسفيرة الأميركية دوروثي شيا؟ وهل هناك فعلاً موقف لبناني موحّد؟ بحسب مصادر رفيعة المستوى، يُمكِن اختصار الموقف اللبناني الذي اتُّفق عليه قبل مجيء هوكشتين على النحو الآتي: - إقرار لبناني بديمومة الدور الأميركي كوسيط في المفاوضات غير المباشرة. - عدم تطرّق أي من الرؤساء الثلاثة إلى الخط 29.

- يرى لبنان أن الخط 23 هو الخط الحقوقي مع الحصول على حقل قانا كاملاً. أي أن الخط المرسوم سيكون معكوفاً جنوب الخط 23 ليضمّ كل حقل قانا، ثم يعود ويستقيم مجدداً.

- يطلب لبنان من «إسرائيل» وقف كل الأعمال في المنطقة الحدودية إلى حين حصول الاتفاق.

- في حال موافقة «إسرائيل» على ذلك، وبسبب عدم وجود حكومة، يجري توقيع الاتفاق في الناقورة في محادثات غير مباشرة يتولّاها الأميركي برعاية الأمم المتحدة وبحضور الوفدين اللبناني والإسرائيلي اللذَين كانا يتفاوضان سابقاً، أو بعد تأليف وفد جديد.

- حتى توقيع الاتفاق، يتمّ السماح للشركات الأجنبية بأن تُباشر عملها في البلوكات غير المتنازع عليها. الأكيد أن هوكشتين لم يُظهِر أي مرونة تجاه الطرح، لكنه لم يرفضه أيضاً. وهو أكّد أنه سيزور كيان العدو ليعرض الموقف اللبناني ويرى إن كانَ مقبولاً، وبناءً عليه تتقرّر الخطوات اللاحقة.

ورغم ما قاله عن أنه لم يحمِل أيّ طروحات جديدة معه، «قام بعملية جسّ نبض جديدة لإمكان العمل في البلوكات المشتركة، وهو ما سبقَ أن طرحه في زيارات سابقة عن إمكانية تجاهل الخطوط والذهاب مباشرة إلى تقاسم الثروة، لكنه سمع بأن الطرح غير مقبول سياسياً.