ما الذي حمله بوريل لطهران ليتفق على معاودة التفاوض؟

الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٨ بتوقيت غرينتش

قال الاكاديمي والباحث السياسي د. وسام اسماعيل، انه يمكن ان يكون هناك عدة اسباب التي دفعت باتجاه العودة لاستئناف مفاوضات رفع الحظر عن ايران في العاصمة القطرية الدوحة.

واوضح اسماعيل في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان اول واهم سبب هو ان مسار العقوبات القصوى التي فرضت على ايران قد فشلت، اضافة الى ان الجمهورية الاسلامية استطاعت في مرحلة معينة ان تتخطى موضوع العقوبات وتنطلق بسياساتها، وتنظم امورها الاقتصادية وفق معين.

واضاف اسماعيل، ان الواقع الدولي الآن يجعل من سياسة العقوبات الاحادية غير ذي نفع خصوصا، مشيراً الى ان مسار العقوبات ليس هو السبب الوحيد الذي فشل رغم انه فشل منذ وقت بعيد، ولكن يمكن القول ان الحاجة الى النفط الايراني هي من ضمن الاسباب التي تدفع اوروبا لتضغط على الامريكي من اجل التنازل، كما ان موضوع التوازن الدولي المستجد بعد الازمة الاوكرانية نتيجة العملية العسكرية الروسية، من الاسباب التي قد تدفع امريكا الى التنازل لتأمين الطاقة العالمية.

واعتبر ان عودة امريكا الى مسار المفاوضات الغير مباشرة مع ايران في الدوحة بعد كل صدر عنها في المرحلة السابقة لا يمكن ان يفسر الا من خلال كلمة واحدة وهي ان الامريكي يتنازل، لان الواقع الدولي لم يعد في مصلحته كما في السابق.

من جانبه، اعتبر الكاتب والباحث السياسي الدكتور عماد ابشناس، ان الامر الذي دفع باستئناف مفاوضات رفع الحظر عن ايران في الدوحة، هي ان الظروف الدولية وصلت الى مرحلة بات بقاء اوروبا مرهون بالاتفاق النووي الايراني.

وقال ابشناس: ان عدة تحقيقات وتحليلات اجريت خلال الاسابيع الماضية من قبل مراكز الدراسات الاوروبية، اظهرت ان دول منطقة الخليج الفارسي لا تستطيع انتاج النفط بشكل كبير جداً، مشيراً الى ان هذا ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون اللذين قالا ان الدول العربية تنتج بأقصى حد ممكن.

واوضح ابشناس: ان فكرة زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للدول النفطية من اجل دفعها لزيادة النفط وخفض سعره، لن تنجح بحسب هذه الدراسات، مشيراً الى ان اسعار الطاقة في العالم مردّه ليس عدم وجود النفط او الغاز، باعتبار ان كل الدول تبذل اقصى جهدها لانتاجهما، وانما القلق يسود اوروبا هو وصول موعد بدء شراء النفط لفصل الخريف بالنسبة لاوروبا وامريكا حيث سترتفع الاسعار بشكل جنوني اذا لم يكن هناك امر يهدئ الوضع النفسي للاسواق ويثبت الاسعار.

واكد ابشناس، ان بوريل لم يأت بطلب من ايران، وانما بطلب اوروبي، في وقت جرت مفاوضات غير رسمية خلف الكواليس من اجل استئناف المفاوضات مع ايران، متجاوزين العرقلة الاسرائيلية التي كانت تضع العصي في طريق المفاوضات، مشيراً الى ان بوريل اطلع الايرانيين بان الاوروبيين توصلوا الى نتيجة مع الامريكيين الذين وافقوا على كل ما تريده ايران، ولهذا استئنفت المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا في الدوحة بطلب ايراني، لحسم كل النقاط العالقة مع الجانب الامريكي.

بدوره، اكد المتخصص في العلاقات الدولية د. مكرم خوري مخول، ان الادارة الامريكية التابعة لجو بايدن كانت ستعود الى الاتفاق النووي، آجلاً أم عاجلاً.

وقال مخول: صحيح ان الازمة الاوكرانية اصبحت عاملاً مساعداً وسرّعت من عودة امريكا الى الاتفاق النووي، ولكن فقط من حيث السرعة وليس من حيث المبدأ، مشدداً على ان هناك اهداف استراتيجية بعيدة الامد كانت لادارة بايدن والاوروبيين بان يعودوا الى الاتفاق النووي مع ايران لاسباب عديدة منها تتعلق بمصالح اقتصادية والامن القومي.

ولفت مخول، الى ان ترامب حينما خرج من الاتفاق النووي عام 2018، رأينا كيف ان الرؤساء الاوروبيين قاموا بالحجيج الى البيت الابيض الواحد تلو الاخر كي يقنعوا ترامب بألا يخرج من الاتفاقية، وبالطبع فان الاخير هو لم يكترث على الاطلاق وضرب بالحائط كل طلباتهم، لانه كان تحت تأثير اللوبي الصهيوني وبالتحديد نتنياهو حينما قال له اخرج من الاتفاقية النووية، فخرج، وانقل السفارة الامريكية الى القدس، فنقلها، وقال له اعلن عن الجولان اسرائيلية فأعلن، وقال له اغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن اغلق، بمعنى ان ترامب كان بالنسبة لموضوع الشرق الاوسط وفلسطين وايران، عبارة عن اصبع في خاتم نتنياهو.