بعد تأدية صلاة العيد.. ماذا قال الرئيس الأسد لأبناء حلب؟

بعد تأدية صلاة العيد.. ماذا قال الرئيس الأسد لأبناء حلب؟
السبت ٠٩ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

أدى الرئيس السوري بشار الأسد، صلاة عيد الأضحى المبارك صباح اليوم السبت في جامع عبد الله بن عباس بمدينة حلب. وعقب انتهاء الصلاة التفت جماهير حلب حول الرئيس بشار الأسد وبادلته التهاني والتبريكات بعيد الأضحى.

العالم-سوريا

وقال الرئيس الأسد لأبناء حلب، “شهادتي مجروحة حول علاقتي بحلب وشوقي لها لأن هذه العلاقة عمرها اليوم أربعة عقود ونصف ونيف وتحديداً في العام 1976 عندما أرسلني الوالد مع أخوتي بعد انتهاء المرحلة الابتدائية لتكون الإجازة الأولى لي كطفل خارج مدينة دمشق في مدينة حلب تحديداً، لا أذكر ولا يهمني في ذلك الوقت ما هو السبب، هل يا ترى لأنني طفل نجيب أم طالب متميز، أم لأن محبة الرئيس حافظ الأسد لمدينة حلب عندما كان شاباً خلال مراحل الكلية الجوية في ذلك الوقت أراد أن ينقلها لأبنائه كما هو الحال بالنسبة لأبنائي اليوم الذين يحبون حلب منذ كانوا أطفالاً صغاراً”.

وأضاف، “بنيت علاقة محبة مع حلب وتطورت خلال مراحل الشباب إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم.. وكانت إجازاتي السنوية كرئيس في الصيف على البحر وفي الشتاء في مدينة حلب لذلك إذا أردنا أن نتحدث عن حالة الحب بيني وبين هذه المدينة وهذا الشعب الذي يذكر دائماً كلمتي بأن (حلب في عيوني) أقول ربما يبدأ الحب في العيون وربما يبدأ في القلب وربما يبدأ في العقل، هذا في البدايات أما عندما يتطور ويصل إلى حالة العشق فهو يصبح جزءاً من الدم لأن الدم يدخل إلى كل الخلايا فالحب الحقيقي لا يتوضع في مكان من جسد الإنسان وإنما ينتشر في كل الخلايا وهذه هي العلاقة بيني وبين أهل حلب”.

وتابع الرئيس السوري “حال حلب دائماً عبر التاريخ هي مدينة عظيمة بتاريخها وعمارتها وإبداع أهلها ووطنيتهم ولأنها كذلك كانت هدفاً للحرب وكانت على اتجاه تركيز الجهود الرئيسية لجيوش الأعداء النظامية وغير النظامية ومن العملاء سواء كانوا من أبناء هذه المنطقة أو من أماكن أخرى، ولأنها عظيمة فقد قرر شعبها أن يصمد في هذه الحرب ويواجه وقرر أن ينتصر في المعركة وأن يعمر بعد هذه المعركة وأن ينتصر في معركة الأعمار”.

وأشار إلى أن العلاقة خلال هذه الحرب تغيرت بين كل سوري وكل محب لمدينة حلب فانتقل الحب إلى مراحل أخرى وانتقلت حلب قفزات تاريخية إلى الأمام وربما ارتقت مراحل تاريخية إلى الأعلى حيث كتب أبناؤها قصة عظيمة وقصة صبر وصمود ووطنية تليق بتاريخهم وأجدادهم وتليق بكل ما جبلت عليه هذه المدينة عبر آلاف السنين مؤكداً أن القصة التي كتبها شعب حلب بالنسبة لنا كمواطنين سوريين هي درس للتاريخ وهي درس في الوطنية.

ولفت الرئيس الأسد إلى أنه قام بالأمس بزيارة عدة مناطق في حلب كما زار مناطق مختلفة من سوريا خلال هذه الحرب وهي جميعها كانت مساراً للإرهابيين بالمعنى الجغرافي فقط وليس بمعنى المنهج والتفكير والأهداف ولكن آثار هذا المسار هي مجرد غبار سننفضه بل هي قاذورات سنكنسها إلى مزابل التاريخ وإلى مزابل المستقبل.

وقال الأسد، “زرنا المحطة الحرارية ورأينا كيف دمرها الطيران الغربي وخاصة الأمريكي وكيف اتى بعده الإرهابيون ليضعوا الألغام ويفجروا ما تبقى منها كي لا نتمكن من استخدام قطعة واحدة في أي مكان من سوريا، لم يستهدفوا حلب فقط بل كل شيء له علاقة بالنور”.

وأضاف، “ذهبنا إلى محطة ضخ المياه في تل حاصل ورأينا كيف قاموا بنفس العملية، وكيف دمروا مدينة تدمر، ونرى كيف يسعون لتدمير المسجد الأقصى فنحن نتحدث عن منهجية واحدة، لا يختلف الوضع عندما دمروا المساجد والكنائس حيث كان الهدف هو الفصل بين أبناء هذه المدينة وبين إيمانهم وهذا طبعاً مستحيل”.

وتابع الرئيس السوري، “عندما دمروا المصانع وسرقوها كانوا يعتقدون بأنهم سيتمكنون من قتل الإبداع في حلب وعندما دمروا الأسواق وخربوا مختلف الخدمات كانوا يعتقدون أنهم سيقتلون إيمان أبناء حلب بوطنهم وسيقتلون الأمل بقلوبهم ولكنهم فشلوا، لماذا فشلوا؟ هذا هو التاريخ”.

وقال الرئيس الأسد “التاريخ هو تراكم معارف وأحداث وخبرات ودروس وهذا هو الفرق بين الزمن والتاريخ فالزمن هو تاريخ لا نتعلم منه وهذا يحصل كثيراً ولكن التاريخ قد يكون يوماً واحداً يعطينا درساً فهذا اليوم هو تاريخ، هذا هو الفارق، لذلك حلب ليست مدينة زمن، مدينة زمن قديمة عمرها في اليونيسكو 13 ألف عام، لكن في التاريخ من الصعب أن نحدد هذا العمر إلا إذا تمكنا من قياس خبرات أهل حلب ولكن نستطيع أن نقيسها بطريقة واحدة هي ما قام به أهل حلب خلال هذه الحرب”.

وأضاف، “ذهبنا إلى الأسواق وكما تعلمون تم البدء بإعمار عدد منها، سوق السقطية 1 وخان الحرير والآن السقطية 2 سنبدأ به مباشرة وقريباً غيرها من الأسواق وسنتابع مهما كلفنا ذلك من جهود وأموال” مشيراً إلى أن ما حصل في هذه الحرب وخاصة بالنسبة لحلب هو مجرد انحراف في مسار التاريخ وسياقه وسنصحح هذا السياق ليعود إلى مكانه الطبيعي، وما حصل هو أن هناك بعض الحجارة هدمت وسنعيد هذه الحجارة إلى مكانها الأصلي وسنبقى نعيد ونعيد ونعيد حتى تعود الحياة إلى موقعها الأزلي كما خلقها الله في حلب أو ربما عندما أوجد هذه البشرية.

وختم الرئيس السوري بالقول لأهل حلب “عندما نتحدث عن أن حلب مدينة تاريخية قامت بقفزات تاريخية للأمام نستطيع أن نقول لو أردنا التحدث بشكل إنشائي أن أهل حلب كتبوا التاريخ أو أن أهل سوريا كتبوا التاريخ لكن الحقيقة لا أحد يكتب التاريخ لأن التاريخ ماض والماضي منقض فلا أحد يستطيع أن يعود بالزمن إلى الخلف كي يكتب شيئاً، هذا مصطلح، لكن في الحقيقة عندما يكون هناك حدث تاريخي وعندما تكون هناك شخصية تاريخية وعندما يكون هناك شعب تاريخي فهو يكتب الحاضر ولا يكتب التاريخ، لذلك أختم بالقول بأن أهل حلب وحلب تحديداً مدينة التاريخ هي اليوم تكتب المستقبل وكل عام وأنتم بخير”.

المصدر: وكالة "سانا"