شاهد.. موت ملكة بريطانيا يحيي جدل الإستعمار في أفريقيا

الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

إثر وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، تذكر الافارقة الجرائم الاستعمارية على مدى عقود التي ارتكبت في حق ابائهم واجدادهم والتي تنوعت من ابادة جماعية ومجازر و نهب ثروات طبيعية ودعم لانقلابات وحكام فاسدين خاصة انهم مازلوا يعانون من هذه السياسات حتى الان.

العالم - خاص بالعالم

اعطونا الكتاب المقدس وسرقوا ارضنا هذا هو ملخص الاستعمار الاوروبي في القارة السوداء الذي تجددت ذكرياته الاليمة إثر وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي تتحدث وسائل الاعلام عن مدى لطفافتها واناقتها وما لها من كاريزما وتناسوا عمدا تاريخ بلادها الاستعماري في معظم دول اسيا و افريقيا وامريكا الشمالية. ففي عهد الملكة اليزابيث الثانية ارتكبت العشرات من المجازر في كينيا و غينيا وغانا بين اعوام واحد و خمسين و ستين القرن الماضي والتي تسمى بانتفاضة ماو ماو ليتم ذبح مئة الكيني بدماء باردة.

وقال الكاتب الروائي والاستاذ في جامعة كورنيل موكوما وا نغوغي: لو كانت الملكة اعتذرت عن العبودية والاستعمار والاستعمار الجديد وحضت العرش على تقديم تعويضات عن ملايين الأرواح التي سقطت باسمهم، فربما كنت سأفعل الشيء الإنساني وأشعر بالحزن. بصفتي كينيا، لا أشعر بأي شيء. هذه المسرحية سخيفة.

اشكال جرائم الاستعمار البريطاني في القارة الافريقية قبل او اثناء عهد الملكة اليزابيث متنوعه ما بين من واد ثورات وابادة شعوب و تدمير قرى اضافة الى مساله العبودية والتمييز العنصري لهذا اجمع المحللون الافارقة أن الملكة تركت لهم إرثا متفاوتا من قمع وحشي .

وقال مدير المتحف الوطني الغامبي حسوم سيساي: 'عانت غامبيا من الحكم الاستعماري الذي اتسم بالاستغلال والقمع، لقد اضطررنا إلى زراعة الفول السوداني ، وبيعه لبريطانيا ، والحصول على المال ثم دفع الضرائب لبريطانيا. هذا الإرث السلبي ما زلنا نكافحه ومزلنا غير قادرين التغلب عليه.

وقالت رئيسة الاقتصاديين العماليين والديمقراطيين الأفارقة ليندا مساريرا: 'نقدم تعازينا لأسرة وندسور لكننا لا نشعر بالحزن على الملكة إليزابيث الثانية لأنها ترأست الكثير من الفظائع في إفريقيا فلا يزال رؤوس أجدادنا في المتاحف البريطانية ورغم مطالباتنا باستعادتها وبالتعويضات عن جميع ما تم نهبه من بلادنا الا اننا لم نتلق أي رد من الملكة الراحلة '.

وقامت بريطانيا بعد تخليها عن الكثير من المستعمراتها في عهد الملكة بدعم الانقلابات و الانظمة العسكرية فعلى سبيل المثال دعمت الحكومة البريطانية في عهد اليزابيث الثانية الجيش النيجيري خلال الحرب الأهلية في البلاد وتوفي أكثر من مليون شخص خلال الحرب بين عام الف تسعمئة سبعة وستين حتى عام الف تسعمئة و سبعين بسبب المجاعة والمرض.