مسيرة ليلية في تونس احتجاجاً على البطالة

مسيرة ليلية في تونس احتجاجاً على البطالة
الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

شهدت منطقة دوار هيشر، في ضواحي العاصمة تونس، مسيرة ليلية احتجاجا على البطالة ضمت نحو ألف مواطن، ليلة الأحد.

العالم-تونس

وتأتي هذه التحركات ببادرة من تنسيقية المفروزين اجتماعيا، التي تضم المعطلين عن العمل ممن فاقت أعمارهم 35 سنة، إذ رفعت شعارات: "شغل حرية كرامة وطنية" و"يا مواطن يا ضحية شارك في القضية".

وقال عضو تنسيقية المفروزين اجتماعيا بدوار هيشر، والناشط بالمجتمع المدني، قيس بوزوزية، إن "هناك حالة احتقان شديدة لدى المواطنين، والمحتجون من بينهم نساء وشباب وكبار في السن وأغلبهم من العائلات المعوزة"، مؤكدا أن "التحرك انطلق في البداية بـ300 مواطن ولكن تطور العدد تدريجيا بعد أن جابت المسيرة أحياء دوار هيشر. وكان هناك تفاعل حتى من الناس في منازلهم ممن يعيشون حالة غضب غير مسبوق".

وأوضح المتحدث أنهم "يطالبون بالتشغيل والصحة والنقل والتنمية، فالبنية التحتية سيئة ولم تشهد أي تحسين منذ سنوات، كما أن غلاء المعيشة فجر الوضع الاجتماعي أكثر وهو ما جعل الاحتقان اليوم كبيرا".

وتابع أنه "لا يمكن السيطرة على الحراك الشعبي، لذلك طلبوا من الأهالي التجمع الأحد القادم خوفا من انفلات الأمور"، مبينا أنه "منذ عدة أشهر ينظمون التحرك تلو الآخر ويرفعون تقريبا نفس المطالب ولكن للأسف السلطة لا تستجيب ولا تسمع".

وقال منسق هذا التحرك الاجتماعي، علي بوزوزية، ن مطالبهم في دوار هيشر "تتجاوز السلطة الجهوية لذلك هم يطالبون بلقاء عاجل مع وزير الشؤون الاجتماعية، لأن حل مطالبهم يكون على مستوى الحكومة"، مؤكدا أنه سبق لهم التحرك منذ حوالي شهر وهذا هو التحرك الثاني وهو أكبر من حيث العدد، وقد حافظوا رغم ذلك على الطابع السلمي للاحتجاجات وحرصوا على ألا تفلت الأمور رغم حالة الاحتقان، "ولكن إن حصل أي تصعيد فالدولة هي التي تتحمل المسؤولية"، وفق قوله.

وقال إن "دوار هيشر هي المنطقة الشعبية الوحيدة التي لم تهدأ فيها الاحتجاجات منذ 5 أعوام"، مبينا أن "هناك نسبة مرتفعة من العائلات المعوزة والظروف متردية".

ويقول علاء، وهو أحد المتظاهرين العاطلين عن العمل، إن مطلبهم الأساسي هو التشغيل وتوفير خط نقل؛ "فهناك عدة صعوبات أمام العمال والتلاميذ لغياب المواصلات"، مضيفا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "غلاء المعيشة فاقم معاناة السكان وجعل الاحتقان كبيرا ما دفع العديد منهم للخروج والاحتجاج على الفقر والتهميش" .

وتعيش ضاحية مرناق بدورها احتجاجات ليلية بسبب الغضب في صفوف الشباب، بعد انتحار شاب من المدينة يوم الخميس.

وأكد قدور الدريدي، أن "منطقة مرناق تعيش الليلة حالة احتقان بعد دفن بائع الخضروات، محمد أمين الدريدي، الذي انتحر شنقا، يوم الخميس، بعد خلاف مع أعوان البلدية بسبب حجز آلة الوزن التي كان يستعملها ومنعه بالتالي من العمل"، مبينا أن "بيان وزارة الداخلية حول الحادثة واعتبار أن الفقيد كان يعيش مشاكل عائلية دفعته إلى الانتحار غير صحيح"، مبينا أنه "عاش في الفترة الأخيرة تضييقات كبيرة من أعوان التراتيب البلدية".

وأوضح أنهم "كانوا كعائلة يساندونه بل حتى يشترون منه البضاعة التي توشك أن تتلف، كي لا يضطر إلى ترك عمله أو يذهب للهجرة السرية كما يفعل عديد الشباب".