لبنان على وقع أيام حاسمة..إنفراجة أم إنهيار؟

لبنان على وقع أيام حاسمة..إنفراجة أم إنهيار؟
الأحد ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

أيام حاسمة بانتظار لبنان، الذي يقف على مفترق طرق، فإما التوصل لحل في ملف تأليف الحكومة وتسوية في ملف ترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال الإسرائيلي، وإما مناورات وعرقلة، والسناريوهات متعددة ويصعب التكهن بها.

العالم - قضية اليوم

ورغم أن هاذان الملفان الذي يُنتظر حسمهما قريبا، يكاد يكونا منفصلين، إلا أنهما سيرسمان معا مستقبل لبنان القريب، خاصة في ظل تراكم الازمات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها هذا البلد بالتوازي مع تغيبب سلطته السياسية.

وفيما يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد بوضوح في خطابه يوم أمس أن التوصل لنتيجة جيدة في هذا الملف سيفتح آفاقا كبيرة -اقتصاديا- وواعدة للشعب اللبناني، فلبنان لديه كنز كبير، ولا يمكنه الاعتماد على المساعدات من الخارج في ظل معاناة كثير من الدول من أوضاع صعبة ومنها الدول الأوربية.

وتعليقا على تسلم الرؤساء الثلاث في الدولة اللبنانية النص المكتوب المقترح لمعالجة موضوع ترسيم الحدود من الجهة الوسيطة، أكد السيد نصر الله أن التطور الحاصل في هذا الملف جاء بعد أشهر من النضال السياسي والميداني والإعلامي، موضحا ان القرار النهائي متروك للمسؤولين اللبنانيين، الذين سيتضح موقفهم من هذا الملف خلال الايام المقبلة ، كما أعرب عن أمله في أن تكون الخواتيم طيبة.

وحول مضمون نص المقترح تحدثت وسائل اعلامية نقلا عن مصدر لبناني رفيع أن المقترح الأمريكي الذي تسلمته بيروت كان "إيجابي" من حيث المبدأ، وسيكون بإمكان شركة توتال الفرنسية -بناء على اتفاقية موقعة سابقا مع بيروت -البدء بالتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية، مشيرة الى أن المقترح يحفظ للبنان حقوقه في حقل قانا والخط الحدودي البحري 23 والحقول الغازية كاملة "ضمن حدوده".

وإلى جانب النزاع البحري، هناك نزاع آخر حول عدة نقاط حدودية برية، لكن هذا المقترح الامريكي وحسب المصدر اللبناني الذي لم يذكر اسمه، لا يتضمن أي ترابط بين الحدود البرية الجنوبية والحدود البحرية.

الى جانب التطورات الحاصلة في ملف ترسيم الحدود يتردد الحديث في الاروقة السياسية اللبنانية عن إيجابية أيضا في ملف تأليف الحكومة والنقاش الحالي يدور حول تبادل المواقع بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، خاصة بعد طي أولى صفحات الاختبار الرئاسي وخروج الجميع بتعادل سلبي.

وحسبما ذكرت صحف لبنانية فإن الساعات الماضية أسفرت تقدما من خلال التوافق على أن يقوم رئيس الجمهورية بتسمية الوزير الدرزي البديل عن وزير المهجرين عصام شرف الدين، وأن رئيس الحزب الديموقراطي الوزير السابق طلال إرسلان طرح اسما جديدا بعد أن رفض رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل اسمين حملهما إليه الوزير السابق صالح الغريب، أما في ما يتعلق بالوزير السني البديل عن وزير الاقتصاد أمين سلام فقد اقترح ميقاتي اسما من آل العلي يوافق عليه الرئيس عون وذلك بالتشاور مع نواب عكار.

وحول تشكيل الحكومة، اعتبر السيد نصر الله أن الوقت بدأ يضيق، لكنه قال أنه لا يزال يحمل الأمل، ويأمل في أن يتم الوصول إلى تشكيل حكومة في الأيام القليلة المقبلة.وأشار السيد نصر الله أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الماضية أكدت أنه لا يوجد فريق واحد يمتلك الأغلبية في البرلمان، وأثبتت أن من يريد انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يبتعد عن منطق التحدي لصالح التشاور، كما أكد أن على القوى السياسية أن تتشاور وتفعل اتصالاتها في المرحلة المقبلة، عسى الاتفاق على خيار يحظى بأكثرية في المجلس النيابي.

وعلى الرغم من الايجابية في ملف تشكيل الحكومة والوصول الى تفاهم بين الفرق السياسية اللبنانية، أشار رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني"، الوزير السابق طلال أرسلان إلى وجود مناورات وعرقلة.

وقال في تغريدة ان لبنان يتجه إلى "فراغ رئاسي حتمي بعد الجلسة الأخيرة، يقابله مناورات وعرقلة لمسار تأليف الحكومة، وبينهما إقرارٌ لموازنة قد تكون الأسوأ وسط الظروف الإقتصادية والمالية والنقدية في البلاد، تفاقم الأعباء على المواطن، في حين مع هكذا موازنات وقرارات عشوائية بلا الإصلاحات المنشودة"، وختم ارسلان "الانهيار إلى تزايد كبير".

وما بين الايجابية والتشاؤم يبقى مصير لبنان معلقا بيد الأيام القادمة الحاسمة.

*علي القطان