في لقاء خاص مع قناة العالم..

مسؤول ايراني: لدينا ادلة حول تخطيط الجهات المعادية لنا مسبقا لاحداث الشغب

الأربعاء ١٢ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

قال المتحدث بإسم لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، ابوفضل عموئي، إن لدى الجهات الامنية والمختصة في ايران دلائل واعترافات تثبت قيام الجهات المعادية للجمهورية الإسلامية بالتخطيط مسبقا لاحداث الفوضى والشغب في البلاد، على خلفية وفاة المواطنة مهسا اميني.

العالم - من طهران

وقال عموئي في حوار خاص مع قناة العالم الاخبارية خلال برنامج "من طهران": شهدنا في الأيام الاخيرة، احتجاجات وأحياناً أعمال شغب في مناطق متفرقة من إيران تتعلق بوفاة السيدة "مهسا أميني"، وعندما كانت السيدة أميني في الشرطة أثارت تساؤلات وشكوكا لدى المجتمع الإيراني، كيف وافتها المنية، ومنذ البداية أمر الرئيس الايراني والمسؤولين في البلاد ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية بإجراء تحقيق دقيق حتى يتم الرد على الالتباسات التي اثيرت عند المجتمع الايراني والذين خرجوا الى الشوارع والمعترضين.

واضاف: وتجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لدستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الاحتجاج ليس أمرًا محظورًا، ولكن ان يكون الاحتجاج إما في إطار تصريحات الممثلين عنهم أو أمام مجلس الشورى الإسلامي في أيام مختلفة، ولا يمكن الانكار بان لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوم ومعادين يخططون لاستغلال هذه الشكوك والأسئلة لدى المجتمع الايراني.

وتابع عموئي: لا جدال في أن لدينا معطيات استخبارية وأمنية تؤكد بأن الجماعات المعارضة للجمهورية الإسلامية كانت قد خططت من قبل لاستغلال اول فرصة لاحداث الشغب في الشارع الايراني، وفي هذا الاطار شاهدنا كيف تم نشر روايات كاذبة حول وفاة هذه المواطنة قبل ان يتضح الامر وتنشر تفاصيل جديدة، وفي الوقت نفسه، جاءت المجموعات الانفصالية الكردية مثل "الديمقراطيين" و"كوملة" إلى الميدان وبدأت بأعمال الشغب، نحن في ايران نفرق بين الاحتجاج والاضطراب واعمال الشغب، الاعتراض عمل سلمي في إطار القانون يهدف الى تحسين الوضع، لكن الاضطراب عمل غير قانوني يهدف إلى انعدام الأمن والفوضى ضد المصالح الوطنية.

وجهنا للجانب العراقي ما سنقوم به إذا لم يتم ردع الجماعات الإرهابية المهددة لأمن إيران

واردف قائلا: في أعمال الشغب هذه، وبحسب الاعتقالات التي حدثت وبيانات استخبارية وأمنية، كان واضحا لنا، وخاصة في محافظات شمال غرب ايران، أن الجماعات الانفصالية تعمل من قواعدها اللوجستية في منطقة كردستان العراق، وفي هذا الصدد اتخذت الجمهورية الاسلامية اجراءات اولية كرد فعل من اجل الحفاظ على أمنها الوطني.

وتابع: نحن قد حذرنا رسميا منذ فترة طويلة الحكومة العراقية، والسلطات في اربيل، بسبب تواجد الجماعات المعادية لايران في منطقة كردستان العراق، وعلى المستويات الدبلوماسية أيضًا، وقدمنا لهم بيانات عن العمليات العسكرية والتدريب العسكري والمعدات والأسلحة لهذه الجماعات، رغم انهم كانوا يعرفون بتواجدهم.

واشار الى ان هذه التيارات المعادية لإيران تعتمد بشكل أساسي على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وتستغل الأجواء التي قد تكون فيها أوجه قصور في إدارة بعض أجزاء المنطقة أو العراق، وهي تقوم بهذا الوجود، وعلى هذا الاساس تسعى الى ايجاد حالة عدم الاستقرار في إيران، وقد وجهنا هذا التحذير بالفعل وتم الإعلان عنه في مستويات مختلفة منذ أشهر وطلبنا من سلطات حكومة كردستان اتخاذ إجراءات لاخراج هذه المجموعات.

وقال عموئي: مؤخرا علمنا أن ممارسات هذه الجماعة لم تتوقف فحسب، بل تتصاعد، وأظهرت معلوماتنا الأمنية أن تواجد المخربين على حدود إيران قد تزايد، والأماكن التي تم عزلهم أو إقامتهم تزخر بهذه العناصر. لذا اضطرت الجمهورية الاسلامية للرد وقد أعلنا للجانب العراقي رد الفعل هذا من قبل وباننا اتخذنا إجراءات لاستهداف هذه المقارو بأن النقاط التي نريد استهدافها تتواجد فيها المجموعات التخريبية. بالتأكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية، تحترم سيادة الاراضي العراقية، وليس لدينا أي نوايا توسعية بشأن العراق، واننا نعتبر العراق من أقرب الدول إلينا.

وتابع: قد يعبر المسؤولون عن آرائهم في قضاياهم الداخلية، لكن من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية، أعلنا عن موقفنا قبل اتخاذ أي إجراء وأعطينا التحذيرات اللازمة، وتوقعنا منهم تقديم رد دقيق قبل وقوع هذا الحادث. هذا أيضًا في حالات أخرى في السنوات الماضية عندما شهدنا الأعمال الإرهابية لبعض الجماعات مثل "بيجاك" أو "باك"، طلبنا رد فعل دقيق، لكننا رأينا أن هذا لم يحدث واضطررنا لإظهار رد الفعل هذا لحماية أمننا، ونحن نؤكد بان استهداف مواقع المعادين لنا والمخربين يأتي في إطار الدفاع عن أمن بلادنا.

الجانب العراقي أكد انه لن يرضى بأن تكون الأراضي العراقية مصدرا لزعزعة الاستقرار في إيران

وقال عموئي: لقد أعلنا من قبل عن موقفنا وقلنا أنه في حال حدوث ذلك سيكون رد فعلنا كما حدث فعلا، واعتقد انه ما كان ينبغي للسلطات العراقية ان تتفاجأ برد فعلنا، قد يكون للسلطات العراقية آراء، لكننا أوضحنا ذلك. لقد سبق وأن حذرنا، والآن نؤكد أنه مع انتهاء المرحلة الأولى من استهداف هذه العناصر هناك تبادل للمعلومات بيننا وبين أصدقائنا في منطقة كردستان العراق.

وتابع: نشهد مواقف السلطات في حكومة منطقة كردستان العراق التي تقول إن هذه المجموعات لا مكان لها في العراق، وقد أعلن ممثل منطقة كردستان العراق في إيران، الذي له صلات ببلدنا، في تصريح، بان لا مكان للجماعات المعادية لايران في منطقة كردستان العراق، وكذلك السلطات العراقية تؤكد الآن أن الأراضي العراقية لن تستخدم لتهديد أمن إيران ونحن ننتظر نتائج هذا الأمر. ووصلت اجراءات إيران بهذا الصدد إلى مرحلة حيث لم نعد نشعر فيها بعدم الأمان، وقد قمنا بردنا في هذه المرحلة، واتضح للجهات العراقية بأن عليها إنهاء وجود هذه العناصر، بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتسامح مع الاعمال التخريبية لهذه العناصر من منطقة شمال العراق، وفي هذه المرحلة انتهت اجراءاتنا، ونتوقع من السلطات العراقية منع إعادة نمو هذه الجماعات. والجمهورية الإسلامية تحترم سيادة العراق ومن خلال الحفاظ على الأمن بالتأكيد هناك فرصة للتطوير العلاقات بين البلدين أكثر مما كانت عليه في الماضي.

وقال عموئي: موضوع وفاة السيدة مهسا أميني كان مصدر قلق وحزن لنا جميعاً كممثلين عن الشعب في البرلمان وحتى مسؤولي حكومتنا، لكن نرفض تدخل جهات خارجية في قضية داخلية ما زال التحقيق فيها جاريا، وللأسف شاهدنا تدخل بعض الشخصيات من شمال العراق في هذا الامر، وهذا هو كان موضع اعتراض لدى الجمهورية الاسلامية، ونعتقد أن القضايا السياسية للعراق يجب أن تناقش وتحل مع سلطاتهم الخاصة، ولهذا السبب أعربنا عن اعتراضنا على المستويات المعتادة، ولا نتوقع تكرار هذا الموضوع.

أعمال الشغب في إيران يتم التحريض عليها من خلال تيارات معادية ومنها قناة "إيران إينترنشنال"

وتابع عموئي: اعمال الشغب والاضطرابات التي حدثت، للأسف، في المرحلة الحالية، بات واضحًا أنها تمضي قدمًا بتحريض من التيارات المعادية لإيران، وأحد التيارات المؤثر في هذا الأمر هو قناة تسمى "ايران انترناشينال" والتي من الواضح أن مصادرها تؤمن من السعودية، وهذا الامر غير المقبول بالنسبة لنا بأن تقوم قناة اجنبية بالتحريض على اعمال الشغب في إيران، ونحن نمسك بزمام أمننا، ولكن من موقع الحفاظ على أمننا الوطني نؤكد على انهاء هذه التدخلات وقد عبرنا لهم عن هذا الاحتجاج عبر المسارات الموجودة بيننا وبين السعودية وبان هذا الامر غير مقبول بأي شكل من الأشكال. ونعتقد أن رسالتنا وصلت إليهم وعليهم أن يغيروا مسار حركتهم.

السعودية تدرك مكانة إيران في المنطقة ويجب ألا تدعم هكذا إعلام معاد للجمهورية الإسلامية

وقال عموئي: السعودية على دراية بموقف إيران في المنطقة، وقد تلقينا مؤخرًا مواقف إيجابية من سلطات هذا البلد وهذه المواقف الإيجابية يجب أن تكون مصحوبة بأفعال واضحة تظهر رغبتها الحقيقية في إعادة العلاقات السياسية مع الجمهورية الإسلامية، وبغض النظر عن الاحتجاج على الحكومة السعودية، فإننا نتابع هذا الموضوع من خلال القنوات القانونية، الاحتجاج على أداء وسائل الإعلام، وهذه الوسائل موجودة في لندن، ومن خلال منظمة "أوفكوم" سنتابع الإجراءات القانونية اللازمة للشكوى ضد وسائل الاعلام هذه بسبب ترويجها للعنف وانعدام الأمن في ايران.

واشار الى ان موضوع تعاون إيران مع الحكومة العراقية هو موضوع منفصل، ولكن في الوقت نفسه شهدنا حسن نية الحكومة العراقية في مسار المحادثات الإيرانية السعودية، وقد وصلت هذه المحادثات إلى مرحلة تتطلب خطوات عمليةً، واحد هذه الخطوات يمكن أن تكون المجال الإعلامي ويجب تنفيذ بعض الاتفاقات التي تم التوصل إليها، ومع ذلك، فإن النقطة الأساسية هي أن إيران اليوم تسيطر على أمنها ولا توجد أي مشكلة، رغم أنهم ماضون باستخدام عملياتهم الدعائية عبر وسائل إعلامهم، ويشهد كل من يراقب الاوضاع بأن اعمال الشغب في ايران قد انخفضت.

وقال عموئي: لقد رأينا أن الدول الأوروبية اتخذت أيضًا مواقف سلبية بشأن هذه القضية، وسرعان ما تدخلت السلطات الأمريكية ايضا، بالطبع، كان السؤال الأول بالنسبة؛ لنا لماذا لا يهتمون بقضايا حقوق الإنسان داخل بلدانهم، فالعالم كله شاهد العنف الشديد من قبل الحكومة الفرنسية ضد محتجي أيام السبت، أو أعمال العنف من قبل الحكومة الأمريكية ضد حركة اصحاب البشرة السوداء، أو تقييد استخدام الإنترنت في السادس من كانون الثاني/ يناير وبعد ذلك في الولايات المتحدة.

المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..