تصريحات تراس بشأن نقل السفارة البريطانية للقدس و صمت كيان الاحتلال يحمل تشكيكا وهواجس

تصريحات تراس بشأن نقل السفارة البريطانية للقدس و صمت كيان الاحتلال يحمل تشكيكا وهواجس
الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٢٧ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يلتزم فيه كيان الاحتلال الاسرائيلي الصمت ويعتمد الضبابية حيال ما صرحت به رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس، التي قالت إنها" تفكر في نقل سفارة بلادها لدى الكيان من تل أبيب إلى القدس المحتلة، بدت التقديرات للمحللين أكثر وضوحا، حيث شككت بجدية التصريحات، واستبعدت قدرة تراس على تنفيذها قريبا."

العالم- أوروبا

ويأتي هذا الصمت "الإسرائيلي" الرسمي وانعدام الحماسة والامتناع عن التهويل أو الاحتفاء بتصريحات تراس، خلافا للأجواء التي عاشها الكيان وتصريحات قادة مختلف الأحزاب اليهودية التي سبقت إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي اعترف في ديسمبر/كانون الأول 2017، بـ"القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وأمر بنقل السفارة الأميركية إليها"على حد زعمه.

وطغى الصمت "الإسرائيلي" أو ما يسمى "الدبلوماسية الصامتة" لتل أبيب بالتعامل مع تصريحات تراس، على المشهد السياسي الإسرائيلي، إذ غابت التصريحات عن أجندة وسائل الإعلام العبرية، في حين نأت مختلف الأحزاب ومنها المشاركة في ائتلاف حكومة يائير لبيد بنفسها عن توظيف ذلك بانتخابات الكنيست المزمع إجراؤها في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وعزا محللون الصمت "الإسرائيلي" إلى التقليل من جدية هذه التصريحات واعتبارها للاستهلاك الإعلامي، وذلك لاعتبارات سياسية داخلية في بريطانيا، وكذلك التشكيك بإمكانية تنفيذ تصريحات تراس قريبا، وتجنب تأليب الرأي العام العالمي، وعدم توسيع دائرة التضامن مع القدس والقضية الفلسطينية عالميا، وعدم المساس بكواليس ومنجزات السياسات الخارجية الإسرائيلية.

وتنسجم الدلالات والأهداف من وراء الصمت الإسرائيلي الرسمي حيال فكرة تراس مع تقرير معهد "ميتفيم" (mitvim) المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية والشرق الأوسط حول "مؤشر السياسة الخارجية الإسرائيلية 2022″، الذي يظهر رضا المجتمع الإسرائيلي عن سياسية بلاده الخارجية، والأهم تحسين العلاقات الخارجية بشكل غير مسبوق خصوصا مع الاتحاد الأوروبي، وأميركا، ودول عربية، وإسلامية.

وقال نمرود جورن مدير المعهد "ميتفيم" المتخصص في السياسات الخارجية لـ"إسرائيل" والشرق الأوسط، إنه" خلافا لسنوات سابقة فإن السياسة الخارجية الإسرائيلية تحظى برضا المجتمع الإسرائيلي، وعودة إسرائيل لتكون مقبولة إقليميا وأوروبيا وعالميا"على حد قوله.

ويعتقد أن كيان الاحتلال يسعى للامتناع عن أي صدام ومواجهة خاصة مع الدول التي تربطها بها مصالح إستراتيجية، وعليه التزمت الصمت بشأن فكرة تراس ظاهريا، لكنها تتابعها من وراء الكواليس لمنع تأليب الدبلوماسية العالمية ضدها، وكذلك لمنع توسيع التضامن مع القضية الفلسطينية.

وعزا جورن في حديثه للجزيرة نت" الصمت الإسرائيلي حيال تصريحات تراس بنقل سفارة بلادها للقدس، وعدم الاحتفاء بالفكرة إلى "التشكيك" بجدية التصريحات، "وعدم قناعة" الجانب الإسرائيلي بجدية الفكرة وإمكانية إخراجها لحيز التنفيذ بالمستقبل القريب"حسب قوله.

وأوضح أن "تراس وفور توليها رئاسة الوزراء، أطلقت الكثير من التصريحات بشأن قضايا داخلية تتعلق بالاقتصاد والمجتمع وغلاء المعيشة والإصلاحات الضريبة، وكذلك تصريحات بشأن ملفات عالمية، لكنها سرعان ما تراجعت عنها بسبب ضغوطات في حكومتها والتعقيدات السياسية والحزبية الداخلية في بريطانيا، وهو السيناريو الذي لا تستبعد السلطات الإسرائيلية أن يتكرر أيضا بشأن فكرة نقل سفارة لندن من تل أبيب للقدس".