ما هو موقف الأردن بخصوص القدس إذا عاد نتنياهو الى الحُكم؟

ما هو موقف الأردن بخصوص القدس إذا عاد نتنياهو الى الحُكم؟
السبت ١٥ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

لا أحد في الحكومة الأردنية قرّر فيما يبدو الإجابة علنا على الأقل على السؤال العلني الذي طرحه وسط الجمهور وفي الشارع العام وأمام المسجد الحسيني بعد ظهر صلاة الجمعة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة.

العالم- الاردن

وبحسب صحيفة "رأي اليوم" الشيخ العضايلة حمل المايكروفون وتحدث لمعتصمين يتضامنون مع المسجد الاقصى ثم سأل الحكومة الأردنية أيتها الحكومة ما هو موقفك إذا عاد بنيامين نتنياهو بعد أيام إلى صدارة الحُكم في إسرائيل بخصوص القدس؟

السؤال نفسه كرره العضايلة هل ستميلين للبقاء في حالة صمت والتفرج على المشهد؟

يعلم العضايلة سياسيا بأن الحكومة بتركيبتها الحالية على الأقل لا تملك الإجابة على هذا السؤال.

كما يعلم مع غيره بأن المؤسسة الأردنية ومنذ أكثر من شهرين انشغلت تماما بملف انتخابات الكنيست الإسرائيلية وبالسؤال العالق حول شبح عودة نتنياهو.

لكن هذا الانشغال لم يرافقه خطة اشتباك من أي نوع لا بل شبح عودة نتنياهو بدأ يثير قلق المؤسسة الأردنية التي حاولت إقناع المجتمع العربي أو المكون العربي في الكيان الاسرائيلي برفع نسبة التصويت في الانتخابات وحاولت التدخل للحيلولة دون استمرار التجاذبات والخلافات بين قيادات المكون العربي على أمل البقاء في الحالة التي يُسميها عضو البرلمان الأردني الأسبق طارق خوري بتثبيت أزمة الكيان السياسية.

عمان لا نخبويا ولا حكوميا كانت بمنسوب أو مستوى الاجابة على سؤال العضايلة لا بل القناعات راسخة بان كلفة الاشتباك مع الانتخابات الإسرائيلية صعبة المنال والرهان الأردني لا يزال على عنصر صغير مؤثر ويلعب فارقا في الوزن السياسي وصنف مبكرا باعتباره مقرب من عمان يجلس في أحضانها سياسيا والحديث هنا عن الشيخ منصور عباس وقائمته التي تمثل الحركة الإسلامية جنوبي فلسطين المحتلة عام 1948.

وتوقعات الأردن أن يفوز الشيخ منصور عباس ب- 4 مقاعد وأن تُمكنه تحالفاته مع الأردن والسلطة الفلسطينية من عدم الارتماء في أحضان ائتلاف كتلوي يمكن أن يُشكله نتنياهو.

والإجراءات الأولى أردنيا حتى اللحظة على الأقل تشير الى ضرورة الاستعداد للحظة سياسية يكون التعامل مع نتنياهو فيها قدرا لا راد له بمعنى أو باخر خصوصا اذا ما استطاع إئتلاف نتنياهو في انتخابات نوفمبر المقبلة تجاوز سقف ال59 الصوت مما يُبقيه عالقا في صعوبة تشكيل الحكومة وأمله في تشكيلها مرتبط بمجموعة الشيخ عباس الذي لا يعرف الأردنيين ما إذا كان يعبر اليوم عن جملة من منضبطة وحالة تواصل أم أنه سيكمل مسيرته في الحديث عن موازنات البلديات العربية ويرتمي في أحضان ائتلاف يمكن أن يدعم نتنياهو وفقا لتقديرات عضو الكنيست الذي زار عمان عدة مرات الدكتور أحمد الطيبي.

عمليا ولوجستيا لا مساحة مخصصة للغرق في احتمالات الإجابة على سؤال الشيخ المعايطة.

لكنه سؤال محرج للمؤسسة وللصالونات والأوساط السياسية في عمان ويربطه ساسة كثر بعقدة اشد تعقيدا قوامها محاولة قراءة التحركات السعودية والاماراتية باتجاه موسكو هذه الايام وفي الاتجاه المعاكس لإدارة الرئيس جو بايدن باعتبارها جزءا من الاستشعار المسبق لاحتمالية وسيناريو عودة الحزب الجمهوري الأمريكي إلى الحكم في الانتخابات الأمريكية الرئيسية المقبلة.

وهذا يعني أن الأردن سيقف أمام عُقدة دونالد ترامب مجددا وإن كان ترامب نفسه ليس مرشحا باسم الجمهوريين.

ويعني ذلك أن عودة نتنياهو يمكن أن تُمهد إذا ما عاد فعلا إلى عودة الحقبة الترامبية والتي عاني منها الأردن كثيرا ولذلك تلجأ عمان بدلا من تلقي اسئلة علنية والإجابة عليها عبر أجهزة ووسائل الإعلام إلى جملات تكتيكية ترتكز على الترقب فقط حيث لا مجال كبير للمناورة والرهان على الانتظار.

لكن عمان الرسمية تدعم بوضوح تكتل يائير لابيد على أمل أن لا ياتي نتنياهو والمصنف بأنه خطر محدق وخصم شرس ويمكنه أن يبتلع الأغوار عبر مشروع ضم الأغوار ثم يذهب باتجاهٍ أغلظ وأخشن في تقويض الوصاية الهاشمية الأردنية على الأماكن المقدسة.