لماذا يصمت "العالم المتحضر" على القتل الجماعي للفلسطينيين؟!

لماذا يصمت
الإثنين ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

مع استشهاد عدي التميمي ورابي عرفة و تامر الكيلاني، يكون الاحتلال الإسرائيلي قد قتل اكثر من مائة فلسطيني بالضفة الغربية المحتلة فقط، وبأوامر من "حكومة التغيير" التي يقودها يائير لبيد وبيني غانتس، المتهمة من قبل الصهيانة بانها جبانة ومتساهلة مع الفلسطينيين، وتقيد أيدي جنود الاحتلال!.

العالم كشكول

تقوم الصهيونية العالمية الدنيا ولا تقعدها عندما يتهم آخرون الكيان الصهيوني بانه بيّض وجه النازية بممارساته الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني بهدف افرتغ فلسطين من اهلها وتحويلها الى مرتع لشذاذ الافاق من الصهاينة، بذريعة معاداة السامية، الجريمة التي ارتكبتها اوروبا بحق اليهود، ليدفع الفلسطينيون والعرب والمسلمون ثمنها فيما بعد.

بعد موت المواطنة الايرانية مهسا اميني بسبب وضعها الصحي دون ان تتعرض لعنف من قبل شرطة الاداب الايرانية، راى العالم اجمع كيف جندت امريكا والغرب والكيان الاسرائيلي والرجعية العربية كل امكانياتهم من اجل التحريض واشعال الفتن داخل ايران، عبر تجييش الامبراطوريات الاعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان، بينما لاذ كل هذا الجمع الكاذب الى الصمت وهو يرى بشاعة الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية في فلسطين، واللافت ان هذا الجمع المنافق لا يصمت فقط عما يجري من فظائع في فلسطين، بل يقوم بتبريرها وتشجيع القاتل على المزيد من القتل.

ترى في اي مكان في العالم يمكن ان يحدث، غير "اسرائيل"، ان يطالب مسؤولون وسياسيون بقتل المزيد من المدنيين، ويؤكدون بان قتل اكثر من 100 شخص منذ بداية العام ليس كافيا، ويقومون بتقديم اقتراحات لزيادة عدد القتلى، بينما يخرس "العالم المتحضر وعلى راسه امريكا واوروبا والغرب" ازاء كل هذا الاجرام والعنصرية؟!!.

على سبيل المثال لا الحصر، من بين هؤلاء المسؤولين المنادين بقتل المزيد من الفلسطينيين حتى ابادتهم عن بكرة ابيهم، الجنرال المتقاعد تسفيكا فوغل، الذي شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، والذي يخوض غمار السياسة في إطار الحزب اليميني-الديني-الفاشي (القوة اليهودية)، والذي يؤمن بضرورة طرد العرب من فلسطين التاريخية وبتفوق اليهود على العرب في كل شيء.

الجنرال فوغل هذا وفي تصريحات علنية نقلتها القناة الـ 12 بالتلفزيون "الاسرائيلي"، دعا جيش الإحتلال الى قتل كل فلسطيني يتجرأ على رمي الحجارة على الجنود والمستوطنين أْو يقوم بإلقاء زجاجة حارقة، وإذا لم يتم قتله، فعلى السلطات ذات الصلة تهجيره من فلسطين.

ليس هناك من كيان في العالم يطلق على سياسة العزل العنصري (أبرتهايد)، بـ "الردع"، وعلى الجنود والمستوطنين الصهاينة الذين يقتلون المواطنين الفلسطينيين بدم بارد بانهم "ابطال"، وعلى الفاشيين والعنصريين، بأنهم "يسار" و" يمين"، وعلى المنافسة في قتل الفلسطينيين، بانه "دفاع مشروع"، الا الكيان الصهيوني.

هذا الاستثناء الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي، وعملية القتل المستمرة والممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، في ظل حكم عنصري فاشي اجرامي، ما كان ليقع لولا الغرب المنافق والكذاب وعلى راسه امريكا.