ما سر دوائر الجن الغامضة في صحراء ناميبيا ؟

ما سر دوائر الجن الغامضة في صحراء ناميبيا ؟
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

"دوائر الجن" فجوات دائرية جرداء -ذات قطر يمتد من مترين إلى 12 مترا- توجد على مسافات متباعدة من بعضها بالأراضي العشبية في مراعي "صحراء ناميبياوذلك على بعد حوالي 80-140 كيلومترا من الساحل بالجنوب الأفريقي الغربي وفي منطقة بيلبارا غرب أستراليا.

العالم - منوعات

هناك الملايين من هذه الدوائر الغريبة في صحراء ناميبيا، وتُشكل معًا نمطا مميزا يرى لأميال عبر تلك المنطقة. وتتشكل هذه الدوائر الغريبة وتختفي دون سبب معروف، ويمتد متوسط عمرها إلى 41 عاما.

وطبقا للبيان الصحفي -الذي نشرته جامعة "غوتينغن" تعقيبا على الدراسة- لاحظ العلماء موت الأعشاب داخل هذه الدوائر الغريبة بعد حوالي 10 أيام من هطول الأمطار. ولم تتم رؤية أي إنبات عشبي جديد داخل هذه الدوائر. وخلال 20 يوما كانت جميع النباتات المقاومة داخل هذه الدوائر ميتة تماما أو مُصفرّة اللون، بينما كانت الأعشاب المحيطة بهذه الدوائر حيوية وخضراء.

وللتحقق من السبب وراء تكون هذه الدوائر، استغل العلماء غزارة هطول الأمطار موسمين استثنائيين على صحراء ناميبيا، وتابعوا أحداث الأمطار المتفرقة في عدة مناطق من الصحراء، وفحصوا الحشائش والجذور والبراعم، وكذلك الأضرار المحتملة التي قد يُلحقها النمل الأبيض بجذور النباتات.

وحيرت "دوائر الجن" العلماءَ لما يقرب من نصف قرن. وعزت الدراسة المنشورة السبب في ذلك إلى الإجهاد المائي للنبات وليس النمل الأبيض كما كان يعتقد في السابق.

وعندما فحص الباحثون جذور الأعشاب الموجودة داخل الدوائر وقارنوها بالأعشاب الخضراء المحيطة، وجدوا أن جذور الأعشاب داخل الدوائر كانت طويلة أو أطول من تلك الموجودة بالخارج.

ويشير هذا إلى أن الأعشاب داخل الدوائر كانت تبذل جهدا أكبر لإنماء جذور أطول بحثًا عن الماء. وأصبح تلف الجذور أكثر وضوحا بعد 50 إلى 60 يوما من هطول الأمطار.

وعلى الرغم من ذلك، لم يجد الباحثون أي دليل على أن النمل الأبيض يتغذى على الجذور. مما يبرهن على أنه لم يكن سببا في ظهور هذه الحلقات الجرداء.

وعندما حلل الفريق البيانات الخاصة بتقلبات رطوبة التربة، وجدوا أن الانخفاض في مياه التربة داخل وخارج الدوائر كان بطيئا للغاية بعد هطول الأمطار الأولي، عندما لم تكن الأعشاب استقرت بعد. ومع ذلك، عندما تم ترسيخ الأعشاب المحيطة، كان الانخفاض في مياه التربة بعد هطول الأمطار سريعا جدا في جميع المناطق، على الرغم من عدم وجود أعشاب تقريبا داخل الدوائر لأخذ المياه.

ويوضح الدكتور ستيفان غيتزين، من قسم نمذجة النظم البيئية بجامعة غوتنغن: "في ظل الحرارة الشديدة في ناميب، تتسرب الأعشاب بشكل دائم وتفقد المياه. ومن ثم، فإنها تخلق فراغات رطوبة في التربة حول جذورها ويتم سحب المياه نحوها. وتتفق نتائجنا بشدة مع نتائج الباحثين الذين أظهروا أن الماء في التربة ينتشر بسرعة وبشكل أفقي في هذه الرمال حتى على مسافات تزيد عن سبعة أمتار".