المانيا على خطى أمريكا.. أعمال الشغب تُغنينا عن المفاوضات مع إيران!

المانيا على خطى أمريكا.. أعمال الشغب تُغنينا عن المفاوضات مع إيران!
الإثنين ٢١ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

في تأييد واضح للسياسة الامريكية العدوانية ازاء ايران، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر بيرغر اليوم الاثنين، إن بلاده تتفق مع الولايات المتحدة في تحويل تركيزها بعيدا عن إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى دعم الشعب الإيراني، واضاف: "حاليا، تركيزنا منصب على دعم الشعب الإيراني وممارسة الضغوط على النظام الحاكم الإيراني لوقف قمع حقوق شعبه"!.

العالم كشكول

هذا التصريح الالماني ازاء الاوضاع الداخلية في ايران، اقل ما يمكن ان يقال عنه ، انه تدخل وقح وصلف في الشأن الداخلي الايراني، وهو امر مرفوض في العلاقات الدولية، هذا اولا، ثانيا، ان التصريح يؤكد ان المانيا ، التي تعتبر نفسها دولة كبرى، ليست سوى تابع ذليل لامريكا، وهي تبعية انكشفت نتائجها الكارثية على اوروبا، على خلفية الحرب في اوكرانيا.

عندما كانت ايران تؤكد ان الغرب ليس جادا في المفاوضات النووية، وانه يحاول من خلالها اضعاف ايران عبر الحصول منها على تنازلات لا تمت بصلة بالمفاوضات النووية، كان هناك من يروج لمزاعم مفادها ان ايران تتشدد في مواقفها في المفاوضات، بينما الحقيقة هي ما كشف عنه المتحدث باسم الخارجية الالمانية، الذي وجد في اعمال الشغب التي تشهدها ايران هذه الايام، ما يغني اوروبا عن المفاوضات، الامر الذي يعكس عجز الغرب عن فهم الواقع الايراني، وطبيعة النظام في ايران.

عندما كانت ايران تؤكد ان الدول الاوروبية الثلاث ، المانيا وبريطانيا وفرنسا، لم تلتزم بتعهداتها في الاتفاق النووي، بعد انسحاب امريكا منه، كان هناك من يروج لكذبة تقول ان الاوروبيين، لا يستطيعون تعويض ايران عن الخسائر التي منيت بها بسبب الانسحاب الامريكي، الا ان الحقيقة هي ان الاوروبيين لم يكونوا يريدون تعويضها اصلا، لانهم ليسوا سوى تابعين لامريكا في سياستها الخارجية، وخاصة ازاء ايران.

كانت ايران تؤكد دائما ان المانيا وفرنسا وبريطنيا، هم في خندق، في سياسة الحظر الظالم التي فرضتها امريكا على ايران، وهو حظر طال حتى الدواء والغذاء، ويمكن وصفه بالارهاب الاقتصادي الذي يستهدف تجويع الشعب الايراني بهدف تركيعه، بينما كانت اوروبا المنافقة تروج لاليات مضحكة وسخيفة للتعامل التجاري مع ايران، في محاولة كانت اشبة بذر الرماد في العيون.

اليوم تبين لكل ذي عين من هي الجهة التي كانت تسوف وتماطل وتطرح طلبات غير منطقية، لايصال المحادثات لإحياء الاتفاق النووي الى طريق مسدود، ايران ام الغرب؟، الامر الذي اكد وبشكل لا يقبل الشك صوابية الموقف الايراني، في عدم الثقة بالامريكيين والاوروبيين، الذي اثبتت التجربة التاريخية، انهم لم ولن يتخذوا موقفا انطلاقا من مبادىء واخلاق و قيم كما يتشدقوا، بل حاديهم في كل شيء الجشع والطمع فقط.