من يقف وراء محاولات تبييض صفحة البعث الصدامي السوداء؟

من يقف وراء محاولات تبييض صفحة البعث الصدامي السوداء؟
الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

يبدو ان هناك ارادة واضحة ومصممة على تبييض صفحة البعث الصدامي، عبر تزوير وقائع التاريخ، رغم حداثته، تشارك فيه جهات مكشوفة للعراقيين، بدءا من السفارة الامريكية، ومرور بايتام البعث الصدامي، وانتهاء بجلاوزة البعث الذين لجأوا الى الاردن، وما التصريحات المتلاحقة للمدعوة رغد ابنة الطاغية صدام وظهورها الاعلامي المتكررة، وهي تتحدث عن "بطولات" ابيها وشقيقيها عدي وقصي، وكأنها تتحدث عن اناس لا يعرفهم العراقيون، الا بعض جوانب عملية التبييض هذه.

العالم - يقال ان

خلال الايام القليلة الماضية تناقلت مواقع خبرية تقريرا، مجهول المصدر، يتحدث عن "بطولات سطرها" ، عدي وقصي ومصطفى ابن الاخير الى جانب مرافق الاول عبد الصمد الحدوشي، خلال عملية تصفيتهم من قبل الجيش الامريكي، بعد ان قام احد اقاربهم بإخبار الامريكيين بالمكان الذي كانوا يختبئون فيه في مدينة الموصول.

ومن اجل الوقوف على السيناريو الجديد الذي تم كتابته لاظهار السفاحين عدي وقصي، خلافا للصورة المقززة والسادية والوحشية، التي يعرفها العرقيون عنهم، ننقل جوانب من هذا لتقرير، حيث يذكر التقرير، ان الهجوم استمر 4 ساعات وشارك فيه 200 جندي أمريكي مدعومين بالأسلحة الثقيلة وطائرات الهليكوبتر الهجومية، في مواجهة أربعة أشخاص فقط.

ويضيف التقرير، ان محاولة فريق من الكوماندوز فشلت في مهاجمة المبنى، واضطروا إلى التراجع تحت وابل كثيف من النيران، أسفر عن إصابة أربعة جنود أمريكيين، توفي 3 منهم!، واستخدم الجيش الامريكي رشاشات ثقيلة من عيار 50، ولكن دون فائدة، فأطلقت مروحية أمريكية صاروخا تجاه المنزل، ثم أطلق الجنود قنابل يدوية من عيار 40 ملم تجاههما. في نهاية الأمر قرر قائد العملية إطلاق 12 صاروخ تاو على المبنى!!.

من الواضح ان هذ السيناريو هو اشبه بفيلم هوليودي، فمن المعروف ان كثافة النيران هذه كانت تكفي لنسف البيت المتحصنين فيه، وتمزيقهم الى اشلاء ، الا ان الصور التي نشرتها وسائل اعلام امريكية في 22 يوليو/ تموز عام 2003، اظهرت ان واجهة البيت تعرض لاطلق نار، كما اظهرت جثتي عدي وقصي سالمتين، الا انه ظهرت عليهما اثار الرصاص فقط، فأين اثر الصواريخ الي اطلقتها المروحيات، واين اثار صواريخ تاو؟!!.

من المؤكد ان هذه الرواية تأتي في سياق عملية تييض الوجوه الكالحة لهؤلاء القتلة المجرمين، المهووسين بالتفنن في قتل وتعذيب الشعب العراقي، حتى بيضوا وجوه هولاكو وتيمورلنك والحجج وكل جبابرة التاريخ. ان ذاكرة العراقيين ليست ضعيفة، ليتمكن ايتام صدام عبر دعم السفارة الامريكية واموال رغد التي سرقتها حين فرارها من العراق، من تبييض الوجوه السوداء لهؤلاء القتلة، فكل اموال الدنيا وكل مياه الارض، تغير حقيقتهم لدى الشعب العراقي مهما طال الزمن.