وبحسب معلومات "مؤسسة الأقصى" فإن الاحتلال يخطط لربط هذه الأنفاق مع شبكة الأنفاق الممتدة من بلدة سلوان وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه الملاصق ليشكل بذلك حيزًا من الأنفاق الأرضية، تبدأ من وسط سلوان وتخترق البلدة القديمة والمسجد الأقصى جنوبًا وشمالاً وتصل إلى أقصى شمال البلدة القديمة، في مجموعة من الأنفاق يصل طولها الإجمالي الدنحو 1600م.
وفي جولة ميدانية قامت بها "مؤسسة الأقصى" كشفت فيها عن حفر هذه الأنفاق، حيث يقوم بالحفر عدد من الحفّارين في نهاية ووسط مغارة الكتان - والتي يسميها الاحتلال زورًا "مغارة الملك سليمان" أو مغارة "تصدقياهو" ، وهي تسميات توراتية تلمودية - وخلال عملية حفر الأنفاق يقوم الاحتلال بتقوية ما يحفره بالمشبكات الحديدية القوية.
وبحسب ما توفر من معلومات، فإن أحد الأنفاق التي تحفر ستتجه جنوبًا باتجاه المسجد الأقصى، وتخترق أسفل البيوت المقدسية في البلدة القديمة بالقدس، ومن المقرر أن تصل إلى أسفل المدرسة العمرية، حيث نقطة نهاية النفق اليبوسي ونقطة الخروج منه أسفل الجدار الشمالي للمسجد الأقصى - وهي نقطة نهاية النفق المسمّى بنفق الحائط الغربي -، کما يتضمن المخطط ربط النفق الجديد مع النفق اليبوسي، وشبكة الأنفاق أسفل المسجد الأقصى ومحطيه الملاصق.
أما النفق الآخر الذي يُحفر حاليا فيتجه بشكل ملتوٍ، إلى الجهة الشرقية وسيتجه من ثمّ إلى الجهة الشمالية وينتهي بمخرج أسفل سور القدس التاريخي عن يسار باب الساهرة، ويلحظ هناك وجود باب يشكل مدخلا للحفّارين أو مخرجًا إضافيًّا لهذا النفق، فيما أحيطت المنطقة بالألواح والأسيجة الحديدية، ويلاحظ بشكل دائم سماع أدوات الحفر في المواقع المذكورة.
وقالت "مؤسسة الأقصى": "إن الاحتلال يسعى من خلال هذه الحفريات والأعمال الإنشائية التي ينفذها هذه الأيام إلى تهويد مغارة الكتان وتحويلها إلى مزار سياحي ت تحت مسمى توراتي باسم "مغارة تصدقياهو" - أو "محاجر الهيكل" المزعوم، بعد أن قام مؤخرًا بهدم وطمس المعالم الإسلامية قبالة المغارة المذكورة، ويقوم في هذه الأيام بأعمال إنشائية يدعي الاحتلال أنه سيخصصها کمواقف للحافلات السياحية".
ويعمل الاحتلال في نفس الوقت على تزوير التاريخ والآثار، ليحل محلّها المرويات التلمودية والتوراتية، بهدف تهويد الفضاء الأرضي في القدس واستنبات تاريخ عبري قديم، وهو الأمر الذي يتناقض مع الحقائق الأثرية والتاريخية، ولعلّ ما نشر على لسان "يتسحاق فلنكشتاين" -عالم الآثار الصهيوني- في صحيفة "جيروزاليم بوست" مؤخرًا حول عدم وجود صلة لليهود بالقدس وأن لا وجود لشواهد تاريخية أو أثرية تدلل على المرويات التاريخية العبرية حول القدس والهيكل، تشير بالتأكيد إلى إسلامية وعربية التاريخ والحضارة للمدينة المقدسة، وأن كل محاولات الطمس التهويد ستبوء بالفشل".