التصدع الداخلي للكيان وهاجس توسع ساحات المقاومة

السبت ٠٦ مايو ٢٠٢٣ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث بالشؤون الفلسطينية صالح أبوعزة أن تعدد ساحات المواجهة وتعدد الجبهات مع الاحتلال الإسرائيلي باتت تشكل تهديدا عليه، فيما باتت فصائل المقاومة تعمل لاستحداث نهضة مقاومة حقيقية، حيث باتت الحالة المقاومة تشهد تصاعدا بشكل دوري و واضح.

العالم مع الحدث

وأشار صالح أبوعزة إلى أن هنالك ساحات عديدة للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي تشكل تهديدا عليه، حيث يعتبر أن ما يحصل هو جزء من الأخطار التي تحيط بالكيان.

ولفت إلى أنه و: خلال شهر رمضان المبارك كان هنالك تخفيف من حدة التعاطي الإسرائيلي مع ساحة الضفة المحتلة للتفرغ أكثر لمسالة مفهوم تعدد الساحات ووحدة الجبهات، لأنه يشكل له خطرا كبيرا، وخاصة ما ترجم عبر إطلاق الصواريخ، وبالإضافة ما حصل في عملية مجدو الأمنية التي رأى بأنها عملية معقدة.

وأوضح أن الرد الإسرائيلي على ما أطلق من صواريخ من جنوب لبنان وغزة وسوريا كان بنظر "الشعب الإسرائيلي" و حتى بنظر الائتلاف الحاكم أي جماعة بن غفير وبالإضافة إلى الاتهامات التي قادتها المعارضة الإسرائيلية كان رداً ضعيفاً جدا.

وحذر من أن حكومة نتنياهو تحاول الآن الاكتفاء بساحة محددة، من أجل القضاء على أكبر قدر ممكن من المقاومين وإنهاء الحالة المقاومة في الضفة المحتلة.

وأشار صالح أبوعزة إلى أن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية تعمل وعبر كتائبها وسراياها ومؤسساتها العسكرية لمحاولة استحداث نهضة مقاومة حقيقية لها بنية واضحة في الضفة المحتلة، لافتا إلى "ثالوث الشمال، جنين نابلس طولكرم" وقال: خلال السنة الماضية لم تكن طولكرم في المشهد بشكل عام، لكن الآن نحن نتحدث عن كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس كما أن هنالك كتيبة اسمها مجموعة الرد السريع وفيها عشرات من الشباب الذين يشتبكون مع كل قوة احتلال تدخل إلى طولكرم أو مخيمات طولكرم وخاصة مخيم نورشمس.

وأكد أن الحالة المقاومة في الضفة تشهد تصاعدا بشكل دوري و واضح، مشددا على أن: هذا هو ما يتحدث الإسرائيلي عنه، حيث يقول بأن كل عملية اغتيال نقوم بها في الداخل يكون المقابل بذلك أن ينضم مزيد من المقاومين أو الفلسطينيين إلى صفوف المقاومة.

وأضاف: كتيبة جنين بدأت بآحاد الأشخاص ونحن نتحدث الآن عن المئات، عرين الأسود كذلك، وكذلك دخول كتائب القسام على الخط في بداية هذا العام خاصة في أريحا وعقبة جبر، حتى أن العمليات التي نفذت لحركة حماس قد نفذت في منطقة أريحا، فأريحا منطقة وادعة في الحالة الفلسطينية بشكل عام على عكس المدن المشتعلة بشكل دائم مثلا.

وبين أنه و: بعد استشهاد الخمسة الذين قتلوا في عقبة جبر رأينا حالة مقاومة أكثر شدة في أريحا و رأينا انضمام أريحا إلى ما يسمى النقاط والبؤر المشتعلة في الضفة.

وخلص إلى القول: في الجانب الآخر الإسرائيلي، هنالك تهدئة حصلت في رمضان حيث تعامل فقط مع مفهوم القنابل المؤقتة، من أجل التفرغ لساحات أخرى ومواضيع أمنية شائكة بالنسبة له، لكن عاد الآن ويريد تصفية الحالة المقاومة بالضفة وباعتقادي أنه سيفشل في ذلك.

من جانبه أكد الخبير بالشأن الإسرائيلي خالد الأزبط أن المعركة مع الاحتلال باتت اليوم معركة مفتوحة، تمر بمرحلة أمنية معقدة، حيث تعمل المقاومة باستراتيجية مختلفة، داعياً إلى البناء على ذلك بمزيد من حالة الاشتباك وتصعيد العمل المقاوم لأن المنتصر بها في النهاية ستكون المقاومة والشعب الفلسطيني.

وأكد خالد الأزبط أن ساحات المواجهة مع الاحتلال لم تعد الآن ترتبط بزمان أو مكان، مبيناً: بمعنى أن ساحة الضفة هي اليوم جزء من طبيعة الصراع مع باقي الجبهات، لذلك نحن الآن في مرحلة نستطيع أن نقول إننا في معركة مفتوحة.

وأضاف: قبل فترة كنا نتحدث أن الشارع الصهيوني في داخل فلسطين المحتلة يريد أن يسقط الحكومة.. واليوم الحكومة هي من تريد أن تسقط نفسها، وهذه المعادلة تضع نتنياهو والعدو الصهيوني أمنيا وعسكريا في مأزق لا يمكن الإجابة عليه في الشارع الصهيوني سواء بمزيد من الاعتداءات و العدوان أو فتح جبهات الصراع.

وشدد على أن المعركة باتت اليوم عبارة عن معركة مفتوحة، مضيفا: كل الأطراف المقاومة بدورها حينما تتمكن من تنفيذ أي عمل مقاومة على ساحة الضفة أو في الداخل المحتل فهي ستقوم بذلك، والعدو الصهيوني إذا ما وصل إلى أي من قيادات المقاومة في الضفة أو خارج فلسطين أو داخلها فهو أيضا سيقوم بهذه الجريمة.

وأكد خالد الأزبط قائلا: "نحن في مرحلة أمنية معقدة، نقول إن المنتصر بها في النهاية هي المقاومة والشعب الفلسطيني ومحور المقاومة."

ونوه أن: العدو الآن على أبواب إذا ما استمر خلافه مع بن غفير وغير ذلك وتكرر عدم تصويت بن غفير وحزبه في الكنيست فهذا يعني سقوط الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة.

وفي جانب آخر من اللقاء أكد أن المقاومة استطاعت اليوم أن تتقدم خطوة كبيرة في صراعها مع الاحتلال، وأضاف أن: المعركة ما زالت مفتوحة، وكل التقديرات الأمنية والأبحاث والتقارير المعلنة وغير المعلنة تؤكد هذا الشيء، خاصة وأننا مقبلون على بعض الأحداث الصهيونية التي قد تفجر الأوضاع.. اذا لم يكن قبلها.

وشدد على أن الميدان بات متهيئاً تماماً لأن تبدأ جولة طويلة الأمد بين المقاومة والاحتلال، مضيفا أن: غزة تعتبر اليوم قلب الصراع في الضفة الغربية، وهذا ما يعلمه العدو جيدا، وإلا لما قام بكل الإجراءات الاحترازية والأمنية على حدود قطاع غزة وإخلاءه لمدة 6 كليومترات عن حدود قطاع غزة إلى داخل فلسطين المحتلة، خوفا من رد المقاومة.

وأكد على أن العدو لم يعد يستطيع أن يحدد إلى أين تتجه ضربات المقاومة، حيث أن المقاومة تعمل اليوم باستراتيجية مختلفة، وهذا ما يجعل مراكز الأبحاث الصهيونية تتحدث عن الفشل الاستراتيجي في المنظومة الأمنية ومنظومة عسكر الصهيوني وحتى في دوائر اتخاذ القرار.

ونوه بالقول: لذلك نحن يجب أن نبني على ذلك بمزيد من حالة الاشتباك وتصعيد العمل المقاوم في كل الساحات، وخاصة في الداخل المحتل والضفة الغربية.. هذا يجعل كل أركان هذا العدو يبقوا في فشل إلى آخر، وبذلك نحن نقوم بعمل منظومة أمنية في المقابل تحفظ شبابنا وتحفظ قيادات المقاومة في كل الساحات.

وخلص إلى القول: إذا أخذ العدو أي قسط من الراحة فهو بذلك يقوم بضربة مرتدة إلى المقاومة الفلسطينية، لكن اليوم الوضع الصهيوني الداخلي بكل أركانه يشكل فرصة جيدة وقوية لكل أركان المقاومة بأن تستمر في العمل من أجل تآكل وهلاك هذه المنظومة الأمنية وهلاك هذا الكيان.

وعلى صعيد متصل هذا و أكد المختص بالشؤون الإسرائيلية د.عدنان الأفندي أن كل يقوم به الاحتلال من محاولة لحسم أي معركة يفشل، فيما شكلت وحدة الساحات الفلسطينية حرب استنزاف وما زال الاحتلال يعيش هاجس الحرب من عدة جبهات، فيما هو غير مهيأ لخوضها.

ولفت عدنان الأفندي أنه ومنذ عام تقريبا قد ازدادت عمليات المقاومة بشكل كبير، مشيداً بالشباب الفلسطيني الذي لا يعرف الخوف والتردد، وقال: كل يوم يقوم هذا الشباب الفلسطيني بعملية بطريقة أو أخرى لا يعرف الاحتلال كيف تكون هذه الطريقة.

وأضاف: منذ بدء هذه العمليات والاحتلال يحاول منعها بكل الأساليب التي تتوفر لديه، سواء من عمليات القتل والاغتيالات اليومية وعملية الاقتحامات اليومية للمخيمات والقرى والمدن الفلسطينية وحملات الاعتقال.

وشدد على أن ما كل يقوم به الاحتلال من محاولة لحسم أي معركة في الضفة المحتلة يفشل لأن كل ما يقوم به الاحتلال كان قد استخدمه في السابق، مضيفا: نرى أنه في كل يوم وحتى بعد اغتيال الشهداء الثلاثة في نابلس ينتظر الاحتلال -وحسب تصريحات قيادات أمنية فيه- العملية القادمة التي ستنتقم للشهداء الثلاثة.

وأشار إلى أن وحدة الساحات شكلت حرب استنزاف لدولة الاحتلال منذ إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على المستوطنات في شمال فلسطين، وأوضح أن: الاحتلال يعيش حالة من الصدمة، وإن هاجس وحدة الساحات أصبح يشكل تخوفاً كبيراً لدى الاحتلال، خاصة أنه اعتبر إطلاق الصواريخ مفاجئا وفشلا استخباريا غير عادي.

ولفت إلى أن رد الاحتلال على إطلاق هذه الصواريخ كان رداً محدوداً وكان الهدف منه إظهار نوع من الأمن للمستوطنين فقط.

وأكد أن الاحتلال ما زال يعيش هاجس الحرب من عدة جبهات، فيما هو غير مهيأ لخوض حرب بعدة من ساحات بسبب الوضع الداخلي، لذلك فهو لن يخوض معركة قريبة.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..