انطلاق أعمال النسخة الأولى للمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار بالدوحة

انطلاق أعمال النسخة الأولى للمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار بالدوحة
الإثنين ٢٩ مايو ٢٠٢٣ - ٠٥:٢٧ بتوقيت غرينتش

انطلقت اليوم أعمال النسخة الأولى للمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار والمعرض المصاحب له، الذي ينظمه مركز مناظرات قطر بحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء.

العالم _ قطر

ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين بمركز قطر الوطني للمؤتمرات لأن يكون منصة مفتوحة لمناقشة القضايا الأكاديمية المتخصصة بمجتمع المناظرات العالمي من الباحثين والمهتمين والأكاديميين، وتبادل الخبرات التدريبية والتعليمية بما يسهم في تطوير الإنتاج المعرفي في مجالات المناظرة والحوار والحجاج والتخصصات المتداخلة معها، حيث يركز المؤتمر على أربعة محاور أساسية "الحجاج: أطر وتطبيقات، والمناظرة والتعليم، والمناظرة في التراث الإسلامي، والحوار: أبعاد ثقافية واجتماعية".

وتضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة للسيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية وأخرى للدكتورة حياة عبدالله معرفي، المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر، وحلقة نقاشية تحت عنوان "مؤسسات المناظرة حول العالم: الدور والأثر" تحدث فيها كل من: جوشوا بارك عضو مجلس إدارة بطولة مناظرات العالم WSDC ، وبويان مارجانوفيتش المدير التنفيذي لمؤسسة IDEA ، والدكتورة ميزان محمد المدير التنفيذي IWON ماليزيا ، ومحمد أبو سنينة المدير التنفيذي لمؤسسة الحوار في ليبيا، وسالم الشماخي مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة مركز مناظرات عمان.

وفي كلمتها بهذه المناسبة، أكدت الدكتورة حياة عبدالله معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر، أن المركز أصبح إحدى أهم المؤسسات المعنية بالمناظرة والحوار في العالم أجمع وباتت تجربته محط الأنظار والمحدد لمعايير الإنشاء الجذري من المنظمات والكيانات في عالم المناظرة، وكان له شرف نشر رسالة إثراء الحوار وتمكين العقول عبر تنظيم واستضافة أكبر البطولات الدولية والقارية في مناظرات المدارس والجامعات باللغتين العربية والإنجليزية.

واسترجعت الدكتورة حياة نشأة المركز عام 2008 وتكوين أول فريق وطني للمناظرات ومشاركته في بطولة العالم لمناظرات المدارس باللغة الإنجليزية والجهد الكبير الذي بذله القائمون على أمره والعاملون فيه حتى استضاف بطولة العالم للمناظرات باللغة الإنجليزية عام 2010 وأطلق النسخة الأولى للمناظرات باللغة العربية عام 2011 تبعها إطلاق برنامج سفراء قطر وأكاديمية "النخبة" وأكاديمية "مسار" وجائزة "رواد المناظرة" وسعيه بكل قوة لنشر رسالته السامية.

وقالت المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر: "بعد النجاح الكبير الذي حققناه في المركز بمجال المناظرات التنافسية وبعد اتساع شريحة المستفيدين من برامجنا وأنشطتنا التعليمية لتشمل أكثر من 500 جامعة ومدرسة في 80 دولة وآلاف المشاركين من متناظرين ومدربين ومحكمين وتربويين وأكاديميين ، عزم المركز على رفد برامج المناظرات التنافسية ببرامج تكمل بعضها بعضا وتتيح للمجتمع الحصول على أكبر منفعة ممكنة".

وتابعت بالقول "بدأنا قبل خمسة أعوام بعقد شراكات مع الجامعات داخل الدولة وخارجها لطرح مقررات جامعية حول فن المناظرة والتفكير الناقد منها مقرر المناظرات لطلبة كلية الشرطة في قطر والتعاون مع مؤسسات أمريكية عريقة لطرح مقررات توظف المناظرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ثم تكللت الجهود بشراكة نوعية مع جامعة الزيتونة في تونس لتصميم وإطلاق برنامج ماجستير هو الأول من نوعه تحت عنوان "فن المناظرة في الفقه المقارن" كما تم إطلاق "زمالة مناظرات قطر البحثية" لرعاية الباحثين المهتمين بتطوير المعرفة في مجال المناظرة في برنامج متكامل يمتد لعامين ويوفر لهم جميع المواد اللازمة لتكريس الجهود في البحث العملي المتداخل التخصصات"

وأعربت الدكتورة حياة معرفي عن سعادتها بإطلاق النسخة الأولى للمؤتمر الدولي للمناظرة والحوار ليكون ملتقى الباحثين والأكاديميين والمدربين والمتناظرين ونواة شبكة أكاديمية تدرس تجارب الحوار ماضيها وحاضرها.

ونوهت بأنه منذ انطلاقه وبدعم كبير من مؤسسة قطر حمل المركز على عاتقه تمكين الأجيال واكتشاف المواهب والإمكانيات وتوظيفها لإحداث التغيير الإيجابي الذي تحتاجه الدولة ومؤسساتها، مشيرة إلى أن المركز عمل على بناء نموذج عربي للمناظرة والحوار منفتح على مختلف الثقافات، يضيف للحوار فوائد تنظيمية وأخلاقية ويمنح المشاركين قدرات التفكير والنقد والتحليل إلى جانب مهارات التعبير والتقديم، وباقة من البرامج والتدريبات التي كان من خلالها المركز عراب هذا الفن ورائده عربيا "حتى صرنا نرى العديد من المؤسسات والوزارات والهيئات وحتى الشركات توظف تدريبات المناظرة من أجل بناء قدرات كوادرها وموظفيها فساهمنا في تدريب المعلمين على توظيف استراتيجية المناظرة في قاعات الدرس وذهبنا للعاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وساهمنا في تطوير مهارات التواصل عند الكوادر الأمنية ووفرنا برامج متخصصة للعاملين في السلك الدبلوماسي".

من جانبها نبهت السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، في كلمتها، إلى فنون التناظر في الشعر والأدب وعند العلماء المسلمين والمستشرقين وكيف كانت هذه المناظرات بمثابة "حروب فكرية" أثرت الحياة الثقافية وعمقت الوعي بالقضايا المختلفة وساهمت في تنمية المهارات والفنون والعلوم واللغة.

ولفتت إلى دور مركز مناظرات قطر في إحياء سنة التناظر، ومد المنابر والمنصات وبسط الشراكات، وكيف كان له الفضل في نشر ثقافة التناظر باللغة العربية في مختلف دول العالم، ونشر لغة الضاد لدى غير الناطقين بها، وكيف نهض بمستوى اللغة والحجاج المنطقي بين العرب وغيرهم من الأمم الأخرى، وكذلك دوره في تأسيس برامج أكاديمية في دول عديدة.

وأعربت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، عن أملها بأن يؤتي هذا المؤتمر ثماره ويحقق مبتغاه في أن يكون منصة جامعة للباحثين والمهتمين بعلوم التناظر وفنونه.

وفي الإطار ذاته أكد المتحدثون في الحلقة النقاشية التي جاءت تحت عنوان "مؤسسات المناظرة حول العالم: الدور والأثر" على أهمية فن المناظرات في مقارعة الحجة بالحجة والتفكير الناقد ومناقشة الموضوعات والقضايا الآنية، وتحليل وفهم البراهين، مرجعين الفضل لمركز مناظرات قطر في نشأة مراكزهم والاستفادة منه وتكييف أنشطتهم وفقا لمتطلبات مجتمعاتهم وظروفه.

وأشادوا بدور مركز مناظرات قطر في نشر ثقافة التنوع والاختلاف والنقاش بالحجة والحوار البناء وكيف أسهم في مساعدتهم على نقل الحوار والمناظرة من مجتمع النخبة إلى عموم الناس وبناء السلام وإنشاء بيئة مواتية للمناظرات ما عزز الحوار الناقد والمشاركة المجتمعية وجعل البيئة الفكرية أكثر استدامة وتطورا وانتشارا.

واستعرض المتحدثون في الحلقة تجاربهم في إنشاء مراكز للتناظر في بلدانهم وعوامل استمرارهم وانتشارهم رغم تعدد الأعراق والثقافات والديانات واللغات في دولهم وكذلك على حصولهم على جوائز محلية وإقليمية ودولية وقدرتهم على تضمين فنون التناظر في المناهج التعليمية في المدارس والجامعات ونشر هذه الثقافة على نطاق واسع بالتعاون مع مؤسسات الدولة التعليمة والمجتمعية والحكومية ما جعل التناظر أسلوب حياة ليس بين الأشخاص فقط بل بين المؤسسات والعاملين فيها مرجعين الفضل في ذلك إلى مركز مناظرات قطر ودوره في دعم مراكزهم وأنشطتهم .

وأشار المتحدثون في الحلقة إلى التحديات التي واجهتهم في بدايات عملهم وفي القضايا المطروحة وتعامل المتناظرين معها ومع بعضهم، منها ما يتعلق بالاحترام والتنافسية وكيف تغلبوا على هذه التحديات من خلال التركيز على التفاوض والنقاش البناء وتخصيص المنح والحوافز المادية والعينية وتوعية الجمهور من خلال البرامج التليفزيونية والمنصات الإلكترونية.