'حركة بلا بركة' رئاسيا  في لبنان وحرق الأسماء مُستمرّ

'حركة بلا بركة' رئاسيا  في لبنان وحرق الأسماء مُستمرّ
الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠٢٣ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

رئاسيا "الحركة بلا بركة"، لان كل ما يحصل لن ينتج تسوية تملأ الشغور المستمر منذ قرابة السبعة اشهر. فزيارة البطريرك بشارة الراعي الى باريس وقبلها الفاتيكان، لن تغير من الموازين الداخلية او تحدث خرقا خارجيا، يبدو انه غير متاح حتى الآن. 

العالم_لبنان

وكتبت صحيفة الديار اليوم الثلثاء وفي الانتظار، ساعات قليلة ويسدل الستار على الفصل الاخير من قصة التفاوض الرئاسي بين التيار الوطني الحر وقوى المعارضة، واذا تم تجاوز شياطين التفاصيل، وتم الاعلان عن الاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة، فهذا لا يعني اننا امام انفراج رئاسي، بل على العكس من ذلك، فالاستحقاق الرئاسي يعود الى نقطة الصفر مجددا، لان الامور مقفلة ولن يصل اي من المرشحين الى بعبدا.

وفيما بدأ البطريرك الماروني الكارينال بشارة الراعي زيارة الى الفاتيكان، حيث التقى امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، قبل الانتقال الى باريس للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون، حاملا معه اليوم اسم مرشح المعارضة المفترض واشارت بعض المصادر ان الزيارة رسالة الى المعارضة، وليست الى الثنائي الشيعي، وهي تحمل معنى واضحا يفيد ان مرشحنا اذا كنتم تريدون ان تتوحدوا هو قائد الجيش وليس احد غيره! مع العلم، ان الموضوع اثير سعوديا مع القوات اللبنانية التي سبقت وشرحت موقفها بانها لا مشكلة لديها مع عون، لكن ثمة مشكلة لدى التيار، ولا يمكن تجاوزها راهنا، ولهذا فان ترشيح ازعور للمناورة ومجرد حرق لترشيح فرنجية!.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة على ما يدور في الكواليس، فان الامر لا يحتاج الى الكثير من الشرح، فكلا المعسكرين لن يكون قادرا على ايصال مرشحهما الى بعبدا، فهما لا يملكان الـ 86 ولا الـ 65 صوتا، وهذا يعني حكما ان حالة الاستعصاء مستمرة الى اجل غيرمسمى مع حرق المزيد من الاسماء، فيما وحده رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل يغامربحرق مراكبه نهائيا مع حزب الله، دون ان يحقق اي مكسب على الضفة الاخرى التي تجاهر قواها بانعدام الثقة به!؟

وكتبت صحيفة البناء حملت تصريحات نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب والنواب الذين شاركوا في التحرّك تحت شعار التوصل لمرشح واحد للمعارضة، دعوات علنية لقيادة التيار الوطني الحر لحسم تبنيها لترشيح وزير المال جهاد أزعور، وربط هذا الإعلان المنتظر باجتماع البطريرك بشارة الراعي بعد ظهر اليوم بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ومعلوم أن تكتل لبنان القوي الذي يمثل التيار الوطني الحر في مجلس النواب يعقد اجتماعه الدوري كل ثلاثاء ومن الممكن أن يكون على جدول أعماله البحث بهذا التبني، وفق مصادر نيابية، وسط تأكيد رفض خمسة من نواب التغيير تأييد ترشيح أزعور، إضافة لتمسك نواب اللقاء الديمقراطي الثمانية ونواب كتلة الاعتدال العشرة على الحياد، تحت شعار السعي لمرشح توافقي جامع لا مجرد مرشح موحد للمعارضة بوجه ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، ما يعني أن فرص حشد خمسة وستين صوتاً لصالح ترشيح أزعور لا يبدو ممكناً، ويتحوّل ترشيحه بالتالي الى مجرد مناورة لفرض الاستعصاء أملاً بفتح باب التفاوض مع مؤيدي ترشيح فرنجية على مرشح ثالث، لن يكون برأي المصادر النيابية عندها إلا قائد الجيش بالنسبة للقوات اللبنانية، بينما تؤكد مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله، تمسكها بترشيح فرنجية بمعزل عن ما يجري على ساحة الخصوم.

وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد تحدّث لصحيفة القبس الكويتية فأكد التوصل الى التفاهم مع المعارضة على مرشح موحد، داعياً حزب الله الى التخلي عن مرشحه، والقبول بالتوافق، أو قبول المنافسة بمرشحه للمرشح الموحّد، قائلاً “إن ما نطلبه من حزب الله بالملف الرئاسي هو أن ينحي جانباً نهج الفرض والمواجهة والتوجّه نحو توافق وطني مقبول، أو الى تنافس ديموقراطي بالمجلس النيابي عبر التصويت، والتيار سيكون أول المهنئين لمرشح حزب الله سليمان فرنجية إذا فاز.

تكثفت الاتصالات بين أطراف المعارضة ومع التيار الوطني الحر في محاولة للتوصل الى اتفاق نهائي على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور الى رئاسة الجمهورية، إلا أن مصادر شككت بإمكانية هذا الفريق تأمين أكثرية الـ 65 صوتاً لأزعور فضلاً عن نصاب انعقاد الجلسة، هذا بحال توصلت الى اتفاق نهائي وجدّي على أزعور.

و حسب الاخبار المعركة الرئاسية في لبنان بدأت منذ ما قبل انتهاء ولاية العماد ميشال عون. يوم صدرت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، بات واضحاً لجميع اللاعبين أن لبنان أمام معركة وليس أمام حل توافقي من النوع الذي كان يحصل في خضم الصراعات الكبرى. وإذا كان كثيرون اعتقدوا، في حينه، بأن التحالفات السياسية التي رافقت الانتخابات يمكن أن تنسحب على الملف الرئاسي، فإن ما حصل منذ عدة شهور يشير إلى العكس.

الفصل الحالي من المعركة بدأ مع إبلاغ فرنسا حزب الله موافقتها على تسوية فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة. اتخذ الثنائي قراره ومضى في الأمر، لتبدأ الاتصالات انطلاقاً من السعودية على وجه التحديد. كل ما حصل عليه الفرنسيون هو التزام الرياض وقف الحملة على فرنجية، ثم رفع الفيتو عنه، ثم إبلاغ الأطراف اللبنانية بأنها غير معنية بالانتخابات، لا ترشيحاً ولا تصويتاً ولا تأييداً ولا رفضاً. لكن الفرنسيين، كانوا - ولا يزالون - يعتقدون بأن على الرياض الانتقال من مربع عدم ممانعة انتخاب فرنجية إلى مربع الترحيب به، على أن تكون هذه آخر المساهمات السعودية، طالما أن الرياض لا تريد - وربما لا تستطيع - فرض فرنجية على كتل كبيرة في لبنان.

الفريق المعارض لفرنجية كان أساساً منقسماً بين قوتين، إحداهما يمثلها التيار الوطني الحر الذي لا يرى في فرنجية أهلاً للمنصب، لكنه تمايز بعدم تأييد مرشح يرفضه الثنائي، وتحديداً حزب الله. أما القوة الثانية فضمّت الفريق المعارض لحزب الله لا لفرنجية بحد ذاته، وهو فريق تقوده القوات اللبنانية ويضم كتلاً نيابية ومستقلين ممن يوازون حجماً كتلة القوات نفسها، وكان هؤلاء يطرحون ميشال معوض علناً، وقائد الجيش العماد جوزيف عون ضمناً. فيما وقف وليد جنبلاط على التل حيث يرغب دائماً أن يكون.