ثينك تانك..

جرائم الإحتلال..ونقاط ضعف السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي

الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

بخلفية الإرث القديم المرتبط بالمقاربة المتعلقة بالمنطقة، وبين ضرورات الواقع الحالي، طموح أوروبي للعب دور أكبر، يتحطم على صخرة الانقسامات والقوة الناعمة المتراجعة واستقلالية قرار تواجه تحديات الأجندة الأميركية. 

العالم ثينك تانك

طوفان الأقصى والعدوان على غزة.. هذا ما كان يحتاجه الأوروبيون ليخرجوا الخلافات المتجذرة فيما بينهم تحت الطاولة إلى العلن. وليظهروا نقاط ضعف السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تجاه واحدة من أكثر القضايا أهمية على الساحة العالمية.

فبين استماتة أوروبية بنكهة ألمانية للدفاع عن جرائم الكيان الإسرائيلي، كما تفعل رئيسة المفوضية الأوروبية، وبين محاولات للبقاء على مسافة من الجميع كما يفعل رئيس المجلس الأوروبي، تزداد الشروخ في الجسم المؤسساتي للاتحاد الأوروبي.

وفوق كل هذا، هوة تتسع بين الحكومات الأوروبية وبين الشارع، حيث التضامن مع الفلسطينيين وقضيتهم، والرفض لكيان الاحتلال وعدوانه أصبح تيارا قد لا تتوقف تبعاته على الرأي العام الشعبي، حيث يتوقع كثيرون أن ينعكس على سياسات الحكومات في المرحلة المقبلة

فهل خسر الاتحاد الأوروبي أكبر فرصه للعودة بقوة إلى الساحة الدولية؟ وكيف يمكن أن يتجاوز أزمة الانقسامات التي تعصف بالسلطات العليا فيه؟
والسؤال الأبرز الذي يطرح اليوم هو عن مدى فعالية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. هذا ما نرصده في مقالة لمركز مينا للدراسات والأبحاث، بعنوان الاتحاد الأوروبي باعتباره ثقلا للسياسة الخارجية.

هناك ثلاثة خطوط تصدع في الاتحاد الأوروبي أصبحت واضحة منذ هجوم السابع من أكتوبر بحسب المقالة. الأول هو في أعلى سلطة في الاتحاد. حيث العلاقة المتوترة بين رئيسة المفوضية أرسولا فوندر لاين من جهة، ورئيس المجلس تشارلز ميشيل وممثل الشؤون الخارجية جوزيب بوريل من جهة ثانية، قد انهارت بشكل لا يمكن إصلاحه

هذه التناقضات بين السلطات الأوروبية لها عواقب لا تتعلق بالصراع الحالي، بل هي مشكلة أساسية لم تحل منذ تأسيس الاتحاد. إنها مسألة كفاءة السياسة الخارجية. الخلاف حول إيجاد موقف مشترك للاتحاد بشأن السياسة الخارجية هو الميزة في بروكسل منذ عقود. الأمور مختلفة الآن فيما يتعلق بالصراع في 'الشرق الأوسط'، وهذا يقسم الأوروبيين بشكل لا مثيل له

أما التناقض الأخير فهو بين الدول الأعضاء وكبار موظفي الاتحاد الأوروبي في بروكسل. فقد تعرضت فون دير لين لانتقادات حادة في بعض العواصم الأوروبية بسبب إعلانها التعسفي التضامن مع 'إسرائيل'..بعض الدبلوماسيين قالوا إن رئيسة المفوضية أضرت بفرصها في الفوز بولاية ثانية.

بين عوامل تراجع التأثير الفعلي للسياسة الأوروبية وبين التحديات التي يفرضها هذا التراجع، تحدث مركز كارنيغي عن مشهد سوداوي نوعا ما في مقالة بعنوان حرب غزة وبقية العالم..

في هذه المقالة يقول معهد كارنيغي..لقد أدى الصراع في غزة إلى تمزيق أوروبا. أظهر الرد الأول لمؤسسات الاتحاد الأوروبي قيادة منقسمة. في المقابل، الرد الإسرائيلي سبب احتجاجات ضخمة في كل أوروبا، ما كشف انقساما آخر بين الرأي العام والحكومات. بعض الاتجاهات العامة آخذة في الظهور: الحكومات تتحول إلى وجهة نظر 'إسرائيل'، والرأي العام يتحول لصالح فلسطين.

وعليه.. الحرب في غزة تشكل تحديا أمنيا وسياسيا مختلفا للأوروبيين. فلديهم القليل من المصداقية. وكانوا متفرجين سلبيين عندما وسعت الحكومات الإسرائيلية المستوطنات في الصفة. حرب غزة أكدت أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني القضية الأكثر إثارة للانقسام في السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي. ولهذه الانقسامات عواقب أمنية عديدة..

أول هذه العواقب..أمن المجتمعات اليهودية. ثانيا: تزايد الإسلاموفوبيا. ثالثا: احتمال وقوع هجمات إرهابية في أوروبا. ورابعا: معرفة كيف يمكن لروسيا أن تستغل الانقسام في أوروبا لزيادة هجماتها على أوكرانيا.. الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الحفاظ على وحدته بشأن أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، عليه تقبل أنه ليس له أي تأثير على حرب غزة.

حول الدور الأوروبي في القضية الفلسطينية نستعرض بعض التعليقات على منصة إكس:
"بن شورت" لديه تعليق يقول فيه. أمر يدعو للتشكيك في أخلاقيات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي والغربية. من ناحية وصف روسيا بأنها دولة منتهكة للقانون. بينما تمنح 'إسرائيل' درعا يسمح بها بالإبادة الجماعية والاحتلال المستمر. لا توجد أخلاقيات متسقة.

الأكاديمي السياسي "هاري هاغوبيان" كتب في هذا السياق. نظرا للطريقة التي يدير بها سياسته الخارجية مع ثلاثة 'رؤساء' - رجلان وامرأة - لا يتشاورون دائما على ما يبدو، فإن الاتحاد الأوروبي منقسم حول الحرب بين غزة و'إسرائيل'. فهل لا يزال بإمكانه ممارسة أي تأثير؟

الكاتب في معهد كوينسي "تريتا بارسي" كان له هذا التعليق. الضرر الذي ألحقته حرب 'إسرائيل' بالمكانة العالمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب رفضهما الضغط عليها لوقف المذبحة، سوف يصل إلى نقطة سيضطر الغرب عندها - من باب المصلحة الذاتية البحتة – إلى وقف 'إسرائيل'..

أخيرا مع "دنيس ماهوني" الذي توجه إلى المسؤولين الأوروبيين. لم تكن وظيفتكم أبدا أن تقولوا 'لإسرائيل' الإرهابية إن أوروبا تقف إلى جانبها. أولا لأن نسبة قليلة فقط من الدول الأوروبية تقف إلى جانب 'إسرائيل'. وثانيا، الاتحاد الأوروبي كتلة تجارية.. وليس اتحادا له سياسة خارجية

إذن..حول الموقف الأوروبي من العدوان على غزة، وتأرجح السياسة الخارجية الأوروبية بين طموح الاستقلالية وعوامل التبعية.

ضيف البرنامج:

- المحلل السياسي الأستاذ محمد ابو العينين من لندن

التفاصيل في الفيديو المرفق ...