العالم – مقالات وتحليلات
هناك من برر حجم الاكاذيب والافتراءات والدجل وتزييف الحقائق التي لجأت اليه دول العدوان، عبر تجنيد امبراطوريات اعلامية ضخمة وجيوش جرارة من باعة شرف الكلمة في مقابل حفنة من الدورلات، بهدف التغطية على فضيحة الهزيمة امام شعب اعزل حارب بصدور عارية جيوشا عربية مجهزة باحدث الاسلحة الغربية، ومدعومة من "اقوى" دول الغرب وعلى راسها امريكا، فكان لابد من شيطنة اليمنيين، واظهارهم على انهم يستمدون قوتهم من الخارج، وان دورهم ينحصر في استخدام اسلحة تهرب اليهم، وتنفيذ اوامر تصدر اليهم من الخارج.
لكن وبعد سنوات تبين للمعتدي انه اخطأ في حساباته، بعد ان تبين له وبشكل لا لبس فيه، انه لن يكون بمقدوره كسر شوكة الشعب اليمني، وكسر بأس رجاله الاشداء، فتراجع عن كل اهدافه، واستسلم لمنطق الاشياء، وطرق ابواب الوسطاء، لايجاد مخرج له من مستنقع اليمن، الذي ما دخل اليه من غاز الا وغرق فيه، او خرج مهزوما مدحورا، فاليمن كان وسيبقى مقبرة الغزاة وعصيا على التطويع والتبعية.
اليوم يعود اعداء اليمن الحقيقيين، الذي كانوا يختبئون وراء واجهات عربية في الحرب التي شنت على اليمن عام 2015، وهم امريكا وبريطانيا وبعض الدول الغربية، ويتصدرون مشهد العدوان على اليمن، بعد ان وقف اليمنيون موقفهم المشرف بنصرة اهل غزة، عبر استهداف السفن الاسرائيلية والتي التي تتعامل تجاريا مع الكيان الاسرائيلي، بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
اللافت هذه المرة ايضا ان الاعداء الاصليين لليمن، ساروا على ذات النهج الاعلامي الفاشل لـ"اشقاء اليمن من العرب"، حيث بدأوا بشيطنة اليمنيين، والتقليل من شأنهم، واظهارهم على انهم ينفذون اجندات خارجية، وانهم ليسوا في موقع من يتحدى الغرب والكيان الاسرائيلي، وان هناك جهات تسلحهم وتدربهم وتستخدمهم لتنفيذ "اجنداتها"، في حرب نفسية ستواجه ذات المصير الذي واجهته الحرب النفسية لـ"التحالف العربي".
وعلى سبيل المثال لا الحصر، سننقل جانبا من هذه الحرب النفسية البائسة التي يشنها الغرب على اليمن عبر اداته المعروفة "وكالة رويترز" البريطانية، التي نشرت امس تقريرا، لا يمكن وصفه الا بالبائس، بعد ان كشف عن حيرة امريكا والغرب من قوة اليمنيين وبأسهم وشجاعتهم، فلم يجدوا الا الكذب سلاحا، للتغطية على عجزهم عن دفع اليمنيين للتراجع عن دعم وحماية غزة، ومهاجمة السفن الاسرائيلية.
يقول تقرير رويترز:"أن إيران، التي سلحت ودربت ومولت الحوثيين، كثفت إمداداتها من الأسلحة للجماعة في أعقاب اندلاع الحرب في غزة بعد أن هاجمت حماس المدعومة من إيران إسرائيل في السابع من أكتوبر.. كما قدمت طهران طائرات مسيرة متطورة وصواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ باليستية يمكنها إصابة أهدافها بدقة وصواريخ متوسطة المدى للحوثيين الذين بدأوا استهداف السفن التجارية في نوفمبر".
وجاء في التقرير ايضا:"وقالت جميع المصادر إن قادة ومستشارين من الحرس الثوري الإيراني يقدمون أيضا دعما من الخبرة والبيانات والمعلومات الاستخباراتية لتحديد أي من عشرات السفن التي تمر عبر البحر الأحمر يوميا وتتجه إلى إسرائيل لتشكل أهدافا للحوثيين الذين صنفتهم واشنطن على قوائم الإرهاب".
اللافت ان كل هذه المعلومات نقلتها رويترز عما اسمته "4 مصادر إقليمية ومصدرين إيرانيين" دون ان تكشف عن هذه المصادر رغم خطورة المعلومات التي ادلوا بها، واللافت اكثر انها لجأت الى شخصيات معروفة بعدائها لليمن ولحركة انصار الله ولمحور المقاومة وداعمة للسياسة الامريكية ومقربة من الدول العربية التي شنت العدوان على اليمن، لتأييد ما جاء على لسان المصادر المجهولة.
من هذه الشخصيات التي استعانت بها رويترز للترويج لاكاذيبها والتقليل من شأن اليمنيين، يمكن الاشارة الى عبد العزيز الصقر رئيس مركز الخليج (الفارسي) للأبحاث، و أدريان واتسون المتحدثة باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، وعبد الغني الإرياني الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية!!.
المضحك ان باقي مصادر رويترز، التي ايدت اكاذيبها وزادت عليها فهي كالتالي " مصدر إيراني مطلع" و "مصدرين كانا سابقا من قوات الجيش اليمني" و "مصدر إقليمي كبير" و "مسؤولا أمنيا مقربا من إيران" و ...، الى باقي قائمة مصادر تقرير رويترز.
لم نكن نتصور يوما ان ينحدر حال الاعلام والصحافة الغربية، الى هذا المستوى من الانحطاط ليكذب بهذا الشكل الفاضح، لاننا كنا نعتقد ان "القوي" لا يلجأ للكذب، ولكن ظهور محور المقاومة، الذي اثبت للعرب والمسلمين، ان قوة الغرب، يكمن في ضعف العرب والمسلمين، واذا ما تمكن العرب والمسلمون ان يثقوا بانفسهم ويتوكلوا على الله ، فانهم سيكسرون حاجز الخوف، عندها فقط سيظهر الغرب امامهم على حقيقته ضعيفا عاجزا، كما هي الان امريكا وربيبتها "اسرائيل"، وليس هناك ما هو ادل على هذا الضعف والعجز، من تقرير رويترز الخائب.
العالم - محمد سعيد