الأورومتوسطي: معدل الوفيات جراء الجوع يرتفع بشكل مخيف في غزة

الأورومتوسطي: معدل الوفيات جراء الجوع يرتفع بشكل مخيف في غزة
الخميس ٠٧ مارس ٢٠٢٤ - ٠٢:٤٨ بتوقيت غرينتش

اكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن معدلات الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية والجفاف ترتفع بشكل مخيف في شمالي قطاع غزة، مع استمرار ارتكاب العدو الصهيوني لجريمة الإبادة الجماعية على مدار خمسة أشهر.

العالم - فلسطين

وأشار المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم أن فريقه الميداني في مدينة غزة وشمالي القطاع بات يوثق بشكل شبه يومي حالات وفاة سواء في المستشفيات أو داخل مراكز النزوح وما تبقى من منازل، جراء المجاعة التي تفشت في المنطقة، وأن أعداد الوفيات تسجل ارتفاعًا كبيرًا في صفوف الأطفال والمسنين.

وأضاف أن الحصيلة الرسمية المعلنة من وزارة الصحة بسبب الجوع وسوء التغذية وصلت إلى 20 حالة وفاة حتى مساء الأربعاء 6 مارس، إلا أن هذا العدد لا يمثل سوى جزءًا من العدد الفعلي، كونه يشمل فقط عدد حالات الوفاة داخل مراكز الاستشفاء التي تعمل بشكل جزئي ودون مقومات حقيقية، والتي يصعب الوصول إليها بسبب تدمير الطرق ونقص الوقود الذي يعيق عمل الإسعافات ووسائل النقل الأخرى.

وقال الأورومتوسطي إن فريقه وثق مساء أمس الأربعاء وفاة الطفل"أحمد وائل أهل" (3 أعوام) نتيجة الجوع والجفاف في ظل المجاعة الآخذة بالانتشار في شمالي قطاع غزة، وطفل آخر يبلغ من العمر 15 عامًا في مجمع "الشفاء" الطبي، ومسن (72 عامًا) في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، نتيجة سوء التغذية والجفاف.

ويحذر الأورومتوسطي أن حياة مئات الآلاف من السكان باتت تواجه خطرًا حقيقيًّا ومحدقًا بالموت بسبب الجوع والجفاف، بمن في ذلك الآلاف من الأطفال، ومنهم مرضى ومواليد جدد، إضافة إلى المرضى من كبار السن والنساء، نتيجة تداعيات أزمة المجاعة المتفشية بفعل استمرار إسرائيل في فرض حصار شامل غير قانوني على قطاع غزة، وعرقلة دخول وإيصال المساعدات الإنسانية على نحو متواصل، وبخاصة إلى شمالي قطاع غزة.

وأوضح الأورومتوسطي أن الوضع المأساوي الحقيقي هو داخل ما تبقى من أحياء مدمرة، حيث يعيش عشرات آلاف من السكان في ظروف قاسية جدًا، بعد أن بلغت مستويات المجاعة حدًا غير مسبوق، وبات الأهالي يخاطرون بحياتهم للوصول إلى الحواجز الإسرائيلية التي تصلها شاحنات المساعدات، وهناك يتعرضون للاستهداف المباشر والمتعمد من قبل قوات الجيش الصهيوني، أو يخاطرون بالتوجه للأراضي الزراعية في المناطق الحدودية الخطرة للحصول على بعض ما تبقى من مزروعات.

ويشير المرصد الأورومتوسطي في هذا الصدد إلى ما صرّحت به المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "أديل خضر"، في 3 مارس، أن وفيات الأطفال "المأساوية والمروعة" في غزة تتكشف على الرغم من أنها "من صنع الإنسان، ويمكن التنبؤ بها، ويمكن منعها بالكامل."

ويؤيد الأورومتوسطي تأكيد السيدة "خضر" أن "حياة الآلاف من الأطفال والرضع تعتمد على الإجراءات العاجلة التي يتم اتخاذها الآن" لمنع حدوث مجاعة، "ولهذا نحن بحاجة إلى نقاط دخول متعددة يمكن الاعتماد عليها لتسمح لنا بإدخال المساعدات من جميع المعابر الممكنة، بما في ذلك إلى شمال غزة، وضمانات أمنية ومرور دون عوائق لتوزيع المساعدات على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة، دون منع أو تأخير أو عراقيل للوصول."

ويشير الأورومتوسطي إلى أن حالة التجويع التي وصلت إلى حد المجاعة وسوء التغذية الحاد، وارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع والجفاف، وبخاصة بين الأطفال والأطفال الرضع، دفعت جمهورية جنوب إفريقيا إلى تقديم طلب عاجل إلى محكمة العدل الدولية يوم أمس الأربعاء، تطالب من خلاله المحكمة باتخاذ تدابير جديدة وتعزيز تدابيرها السابقة لمنع المجاعة في قطاع غزة التي تشهد جريمة الإبادة الجماعية منذ خمسة أشهر.