العدوان على قنصلية إيران بدمشق.. ومحاولة الاستفراد بسورية

العدوان على قنصلية إيران بدمشق.. ومحاولة الاستفراد بسورية
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

أسباب وأهداف الهجوم الإسرائيلي الغادر على القنصلية الإيرانية في دمشق، هي الشغل الشاغل لأغلب وسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية، فكل وسيلة إعلامية، تحاول أن تجد تبريرا لهذا العدوان، على ضوء سياستها التحريرية و توجهات الجهة الممولة لها.

العالم الخبر و إعرابه

- من الواضح أن الهدف الرئيسي للعدوان الإسرائيلي هو دفع المستشارين العسكريين الإيرانيين، للخروج من سورية، وليس من أجل جر إيران إلى حرب شامله، فالصهاينة يعلمون جيدا أن وقوع مثل هذه الحرب تعني نهاية كيانهم، ولكن هذا لا ينفي أن الكيان يحاول أن يسجل من خلال هذا العدوان نقطة لصالحه ضد محور المقاومة، بعد فشله الذريع في غزة وعدم تمكنه من تحقيق أي هدف من أهدافه.

- من المؤكد أن الصهاينة غارقون في غزة، ويتكبدون يوميا المزيد من الخسائر، رغم كل الدعم الأميركي غير المسبوق، ورغم كل الوحشية التي تتعامل بها قوات الاحتلال مع أهالي غزة، و رغم الغطاء السياسي القذر الذي توفره أميركا والغرب لها، من أجل مواصلة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

- الصهاينة يتحاشون حتى المواجهة الشاملة مع حزب الله، فكيف يخططون لحرب مع إيران، إن نتنياهو مأزوم في الداخل وكل ما يسعى إلى تحقيقه من وراء مغامراته هذه، وهو فصل إيران عن سورية، والاستفراد بالأخيرة، وهذا الهدف لم ولن يتحقق له، كما لم تتحق أهداف العدوان على غزة.

- هناك سؤال تؤرق إجابته الصهاينة، وهو أنه رغم الكلفة الباهظة التي يجب أن يدفعوها لكل الجرائم والفظائع البشعة التي ارتكبوها في غزة، وكذلك تحملهم ضغوط الوضع الاقتصادي السيىء الناجم عن العدوان، هل تمكنت حكومة نتنياهو من تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها في بداية العدوان؟

-من الواضح أن جواب هذا السؤال هو النفي، لذلك يحاول نتنياهو وجيشه، من خلال القيام بمغامرات خارج غزة، أن يضع أهدافا غير معلنة محل الأهداف المعلنة، أي وضع أهدف غير واقعية مكان الأهداف الأربعة التي أعلن عنها في بداية العدوان.

- نتنياهو يعلم جيدا أنه لم يحقق أي شيء رغم مرور أكثر من نصف عام على عدوانه، لذلك يسعى من خلال شن هجمات على مراكز إيرانية في سوريا، أن يؤزم الأوضاع الإقليمية، والإيحاء من خلال ذلك أنه حقق إنجازا ، فمثل هذه الإنجازات الوهمية هدفها تهدئة الداخل الصهيوني، ولكن على الأرض وفي الميدان، نتنياهو غارق في مستنقع غزة، ولا يمكنه إنقاذ نفسه من هذا الوضع المزري، إلا من خلال وقف العدوان والانسحاب من غزة، وهو يعني عمليا، نهايته وخروجه مهزوما من المشهد السياسي وإلى الأبد، كما يعني هزيمة كيانه، ومثل هذا اليوم آت لا محال، ولن يؤخر قدومه، مغامرات نتنياهو، لن تطيل لا بعمره السياسي ولا بعمر كيانه، فمحور المقاومة، ومن خلال وحدة الساحات، والمثابرة والاندفاع، ودعم الشعوب العربية والإسلامية له، عاقد العزم على هزيمة "إسرائيل".