وقال نعمان في تصريح خاص لقناة العالم الأخبارية مساء الأحد إن ثورة ثانية قامت بمصر في يوم الجمعة الماضية التاسع من أيلول إذا كانت الثورة الأولى حدثت في 25 يناير الماضي، وهدفها بإختصار هو التركيز على مسألة التبعية، حيث أن ثورة 25 يناير ركزت على إزالة الإستبداد وإزالة الفساد ولكنها لم تستطع شيئا ازاء التبعية التي ترضخ لها مصر بفعل معاهدة كامب ديفيد.
وأضاف: إن ما حدث يوم الجمعة الماضية أن الشباب المصري والقوى الوطنية تمكنوا من صنع ثورة جديدة ركزت على مسألة التبعية وإستهدفوا سفارة الكيان الإسرائيلي بما هي رمز لتبعية نظام مصر بعد معاهدة كامب ديفيد، وتمكنت من تحقيق إنتصار واضح بإكراه سفير الكيان الإسرائيلي على المغادرة، وقيام قوات من الجيش بإنقاذ ما تبقى من حرس السفارة، منوها الى أن القوى الوطنية والقومية والديمقراطية في مصر صنعت كل هذه الثورة من دون مشاركة الاخوان المسلمين.
وأكد أن إقتحام سفارة الكيان الإسرائيلي في القاهرة يرمز الى حالة سخط مصرية وعربية، وأن هناك إنتقاص من كرامة مصر شعبا ودولة، بسبب قيام الكيان الإسرائيلي بقتل ضابط وأربعة جنود داخل الحدود المصرية ورفض الإعتذار ووعد بالتحقيق ولكن لم يقم بأي شيء يدل على أنه بصدد الإعتذار، قائلا إن تلك الممارسات إنعكست سلبا على الحكومة المصرية والتي بدت وكأنها تتصرف كالنظام السابق، حيث كان نتانياهو يصف مبارك بأنه كنز إستراتيجي.
وأشار نعمان الى أن ما حدث في مصر حتى الآن وإن كان ثورة في ضمير الشباب والقوى الوطنية والقومية والديمقراطية، إلا أنه في الواقع لم يتعد حدود الإنتفاضة، قائلا إن ما تحقق هو سياسية أميركا التي وافقت على إزالة رأس النظام من أجل الإحتفاظ بجسمه، وجسم النظام ما زال قائما، لذلك من الطبيعي أن يتصرف النظام على النحو الذي تصرف به.
وأوضح نعمان أن التبعية لأميركا موجودة في معظم الأنظمة العربية، وأن السخط العربي الآن هو بسبب هذا الموضوع بالذات وهو إفتقاد الكرامة عند معظم الحكام العرب، قائلا إن ما حدث في مصر يجب أن يحدث في معظم الدول العربية الأخرى التي تتهاون بكرامتها أمام التبعية الأميركية.
وأكد نعمان وجود تسونامي سياسي يجتاح الكيان الإسرائيلي من كافة الجهات، أحدها الإنتفاضات الشعبية العربية التي تبين أنها تعود الى التركيز على القاسم المشترك فيما بينها وهو مجابهة أنظمة سياسية - ماعدا في سوريا - متحالفة مع الولايات المتحدة ، وأن بعض منها كمصر والأردن يقيم علاقات دبلوماسية ومعاهدات صلح مع الكيان الإسرائيلي.
وأضاف: ومن جهة ثانية ماحدث مؤخرا بين تركيا والكيان الإسرائيلي الذي قام بما قام به ضد إسطول الحرية ورفض الإعتذار، الأمر الذي حدا برئيس وزراء تركيا الى إتخذا إجراءات من شأنها الإساءة الى الكيان الإسرائيلي بمقادير متفاوتة.
وقال: ومن جهة ثالثة ما حدث مؤخرا في مصر الذي هو ثورة جديدة إمتدادا لثورة 25 يناير ولكن بفعالية أقوى وتركز على مسألة التبعية وتطرح المسألة الوطنية بكل أبعادها.
وأضاف: ومن جهة رابعة الحركة الإجتماعية الإحتجاجية في الكيان الإسرائيلي والتي تنادي بالعدالة الإجتماعية والتي تهدف في نهاية المطاف الى تخفيض إعتمادات الدفاع كي تستطيع الحكومة تلبية إحتياجات الطبقة الوسطى وما دونها.
وخلص الى القول أن كل هذه الأمور والأحداث شكلت تسونامي يضرب بقوة جدران النظام في الكيان الإسرائيلي وتضعه أمام أربع تحديات رئيسية.
AM – 11 – 19:25