وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي منهل المرشدي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الثلاثاء: ان التهديدات التركية بالتوغل في اراضي شمال العراق ليست امرا جديدا بل هو ضمن بديهيات المرحلة المقبلة خاصة في ظل حقائق تفرض نفسها على الواقع السياسي والديمغرافي في المنطقة.
واضاف المرشدي ان هناك اكثر من عامل في العراق يشجع ذلك ومنها الوضع في اقليم كردستان العراق وجماح السلطة هناك على تأصيل روح الاستقلال والانفصال عن الحكومة المركزية، ما يعني ان الجيش العراقي والقوات العسكرية العراقية لا تستطيع التواجد هناك للدفاع عن الحدود العراقية.
واكد ان ذلك يجعل شمال العراق مفتوحا امام الحركات الارهابية والمعارضة لدول الجوار، ما امسى مبررا واضحا لها لملاحقة ومطاردة تلك القوى خاصة من الجانب التركي، الذي يجد من تواجد قوات حزب العمال الكردستاني التركي المعارض وما يقوم به من عمليات بين الحين والاخر في الاراضي التركية والتي يذهب نتيجتها الكثير من الضحايا المدنيين والعسكريين الاتراك، مبررا للتدخل في الاراضي العراقية.
واكد المرشدي ان هذا التدخل التركي لن يحل المشكلة بشكل نهائي، واعتبر ان الساسة الاتراك ايضا مقتنعون بذلك، خاصة في ظل وعورة منطقة جبال قنديل، منوها الى ان انقرة تريد بتهديداتها الضغط على حكومة كردستان العراق ومنعها من التفكير بالانفصال، وكذلك تصدير جانب من المشاكل التي تعاني منها انقرة على اكثر من صعيد.
وانتقد الموقف الهش للحكومة العراقية في الرد على التهديدات التركية وذلك بسبب توزع الولاءات بين الفرقاء السياسيين والوضع الهزيل للسياسة الخارجية العراقية ، محذرا من ان ذلك ينبئ بالكثير من التدخل في الشأن العراقي من دول الجوار في المرحلة المقبلة.
واشار المرشدي الى اقرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدم استعداد القوات العراقية لمواجهة التهديدات الخارجية، معتبرا ان ذلك يأتي ضمن السياسة الاميركية في العراق الطامحة لايجاد المبررات اللازمة لبقاء القوات الاميركية في العراق، خاصة في ظل تزايد الرفض الجماهيري والمجتمعي والديني لذلك.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي العراقي ان تركيا تحاول ان تظهر نفسها قوة ناهضة في المنطقة بالواقع السياسي ، ما يفسر محاولات رئيس الوزراء التركي اردوغان وتحركاته لاعادة سطوة الدولة العثمانية من خلال تحركاته السياسية وتصريحاته التي تلفت النظر على المستوى السياسي والعسكري على مستوى المنطقة بصورة خاصة.
وانتقد المرشدي موقف الاكراد في شمال العراق من مشاكل الحكومة المركزية وعدم اكتراثهم لها، وذكر انهم لا يلجأون الى الوطن الام الا عندما يتعرضون للضغوط والتهديديات من الخارج خاصة من قبل تركيا، محذرا من تداعيات العمليات التي يقوم بها الاتراك في شمال العراق على المواطنين.
ونوه الكاتب والمحلل السياسي العراقي منهل المرشدي الى ان التهديدات التركية يمكن ان تكون ورقة ضغط يتم استغلالها من قبل القوى السياسية العراقية لتقليم اظافر الجموح الانفصالي داخل اقليم كردستان ليكون ورقة مهمة في المفاوضات السياسية للضغط على حكومة اربيل للسماح للجيش العراقي بالتواجد في اراضي كردستان ومنع القوى الارهابية من التسلل عبرها وتهديد جيران العراق.
MKH-13-21:52